تعد مهنة تصليح الأحذية وإعادة صيانتها من جديد من أقدم المهن المصرية التى يلجأ إليها أصحاب الطبقة الفقيرة، وبخاصة فى مناسبات الاعياد والمدارس لتصليح الأحذية والشنط الخاصة بهم وبابنائهم. يروى" صبرى سعيد" البالغ من العمر 35 عاماً، والذى يتخذ من ركن بجوار مكتب بريد قوص مقرآ لمهنته لتصليح الأحذية، اننى اعمل فى تلك المهنة منذ ما يقارب ال 15 عاماً. صبرى بدأ حديثة قائلا: ان مهنة تصليح الأحذية تعتبر مهنة شاقة وتفرض على ممتهنها التعامل مع الأحذية القديمة والتى يتطلب تصليحها ضبط النفس والصبر اثناءحياكتها، لافتا أن المهنة صعبة و تحتاج إلى تركيز وشغل بضمير، ومع ذلك احببت هذه المهنة وشعرت باهميتها وحجم السعادة التى أراها فى أعين البسطاء عندما اتمكن من تصليح احزيتهم. هذه المهنة موهبة فطرية، والمهنة أوشكت على الاندثار والانقراض، إلا أننى متمسك بها حتى آخر نفس فى عمرى . تابع سعيد كلامه مع الوفد بقنا، أنه يبدأ عمله من ال 8 صباحا وحتى ال5 مساءا، وذلك بسبب أعباء الحياة المتزايدة والظروف المعيشية الصعبة التى أجبرتنى أن أعمل طيلة هذه الساعات لاتستطيع كسب لقمة عيش لى ولاولادى. مشيراً إلى أن أدوات تصليح الاحزية تتكون من ( الميبر، الخيط النايله، كباسين، مسامير لتركيبها فى الاحزية والشنط والصندل، الزردية، المقصات، الجاكوش، خرامة للجزم) وعن إقبال الزبائن ذكر المعلم صبرى، إلى أنه قبل حلول الأعياد وافتتاح المدارس بأيام قليلة، يعد موسم تصليح الاحزية والشنط وننتظرة كل عام، حيث ياتى أولياء الأمور والسيدات والأطفال من أصحاب الدخول القليلة، لتصليح احذيتهم القديمة بسبب عدم قدرتهم على شراء الأحذية الجديدة وكذلك غلاء الأسعار قبل العيد والمدارس . " صبرى سعيد" لديه موهبة بجانب تصليح الأحذية أنه مطرب شعبى يغنى فى الافراح والاعياد، وعن اسعار الصيانة، قال سعيد أن أسعار الأحذية الجديدة نار، وان خياطة النعل يكلف من 15-20 جنيها . مشيرا أن لديه زبائن خاصة تأتى له من كل مكان بقوص وقرأها مردد بقوله" الحمد لله ماشية ومستورة" إلى اننى بت أعيش اللحظة الصعبة فى مهنتى فى مواجهة تحديات الواقع المرير. ذاكرآ إلى أن هناك مصاريف كثيرة تتطلبها هذه المهنة من مواد خاصة لتصليح هذه الأحذية ورجوعها سليمة مرة أخرى . واختتم حديثة، أنه بعد ما اخلص شغلى اطلع على البحر واصطاد سمك لاضمن عشاء أولادى .