في خضم الجدل السياسي المتصاعد بمصر، مازالت حركة «حازمون» تحارب الإعلام بكل ما أتاها من قوة وكأننا نمثل جنود الشيطان في الأرض وهم الملائكة، ومازال خلط الحق بالباطل. ومنذ أيام مارس ساحرهم الأكبر الشيخ حازم أبو إسماعيل ألعابه وأخرج عصاه في مداخلة مع معتز الدمرداش وحولها إلى ثعابين من الكلمات محاولا إرهاب الإعلاميين وبأسلوب الترهيب والترغيب حاول اجتذاب معتز الدمرداش إليه وخاصة أنه من الإعلاميين الذين استطعوا في الاونة الأخيرة ممارسة عمله الإعلامي بكل حياد، ولكن هذا الاسلوب لم يفلح مع معتز فهناك حدود وخطوط حمراء إعلامية بين أن تكون حياديًا أو خائفا والحمد لله أن معتز الدمرداش مازال مالكا نواصى الحوار الإعلامي ويعرف كيف ومتى يظهر عين الإعلامي الحمراء ليرهب كل من يحاول إخافة صوت الحق والحيادية. واعتقد انها رسالة واضحة للحركات التي ارتبطت في ذهن المصريين بالشيخ حازم أبو إسماعيل، والمشاركة في حصار مدينة الإنتاج الإعلامي والهجوم على مقر حزب الوفد وجريدته قبل أيام. مع كل هذا الهجوم التتارى المسمى بتيار الإسلام السياسي ضد الإعلام، ومايقال دائما عن إمهال أنصار الشيخ حازم أبوإسماعيل القنوات الفضائية الخاصة حتى نهاية الإسبوع للتغير من سياستها ولغة الخطاب والحوار التي تدعو للإثارة والحشد ضد الشرعية الدستورية ومهاجمة المؤسسات الدستورية، وإلا سيقتحمون المدينة. والطريف أن حازم أبوإسماعيل المجاهر بالمشاركة في حصار مدينة الإنتاج الإعلامي لتوجيه غاضب أن الاعلام لم يصدقه عندما قال أنه لم يهاجم مقر حزب الوفد أو ما تلاه من حصار مركز شرطة الدقي. والغريب أن منسق حملة «لازم حازم» جمال صابر الذي تستضيفه الفضائيات في مدخلات معه هو المحرك الاساسى لما يحدث، ومقتنع تماما بفكرة محاصرة استوديوهات الفضائيات المصرية الخاصة، من منطلق أنها رسالة للقنوات التي توفر غطاء لمن يريدون الانقلاب على الشرعية، كما اتهمها بأنها تمثل ذيلا كبيرا للنظام السابق. ومع استمرار النية الجادة للتصعيد وتدشين حملات الملاحقة للإعلاميين بحجة عدم المهنية في مناقشة القضايا والتطاول على الإسلامين، وبدأت حملات التخويف بدعوتيين قضائيتين ضد الإعلامي عمرو أديب مقدم برنامج «القاهرة اليوم»، و لميس الحديدى مقدمة برنامج «هنا العاصمة»الى جانب الاستمرار في قذفهم بأبشع الالفاظ من خلال القنوات الدينية المأجرة مفروش لهذا التيار و التي اعتقد أنه حان الوقت للتعامل مع تلك القنوات قضائيا. والموضوع لم يتوقف عند هذا الحد بل أتجهوا لاستخدام «فيس بوك»لإرهاب الإعلاميين بالتأكيد أن زعيم تنظيم القاعدة طالبهم بإجبار القوى «الفاسدة» على الرضوخ لمطالب الشعب عبر العمل الشعبي الثورى التحريضى، وأن «الظواهرى» سيأتى لمصر ليطهر البلاد من الخونة والعملاء...واستعار الظواهرى في رسالته أجزاء من الخطبة الشهيرة للحجاج الثقفى، قائلًا: والله لا آمر أحدكم أن يفعل خيرًا، ويخالف ويفعل شرًا، إلا ضربت عنقه». ومع كل هذا التخويف والتهويل ضد وسائل الإعلام خصوصا الرافضة لما فعله الإسلاميون بعد الوصول إلى سدة الحكم، واستهدافهم القوى المعارضة لتيار الإسلام السياسي. والذي لاينتبه لمحاولة الاعلام الجادة للتنبيه لما سيحدث بهذا التيار نفسه بعد تمرير الدستور الإخواني، لان الإخوان سيقضون على كل معارضيهم بمن فيهم التيار الإسلامي الذي ساندهم في قضيتهم. والعجيب أن القائمين على هذه الحركات والقريبين منها يؤكدون أن عضويتها ليست قاصرة على السلفيين كما يعتقد الكثيرون، بل إنها تضم كثيرا من غير المتدينين حيث تجمع في داخلها ما بين بعد دينى يرغب في تطبيق الشريعة وآخر ثورى يطالب بتغيير حقيقى وسريع بعد ثورة 25 يناير. إننا في حاجة الآن إلى تكثيف حملة الإعلام لإظهار الوجه القبيح للإخوان.