«ماذا لو قالها مسؤول عربي؟».. ردود فعل كبيرة على إساءات البيت الأبيض «أمك من فعلت»    عفت السادات ل في الجول: أرحب بالترشح لانتخابات الاتحاد السكندري.. و300 مليون مبلغ بسيط للحل    محمد صبحي: عهد الإسماعيلي في وجود يحيي الكومي كان "يستف" الأوراق    مصر تفوز بجائزة أفضل وجهة تراثية في فئة الوجهات المتميزة    قرار قضائي عاجل بشأن إفلاس شركة «المتحدة للصيادلة»    برواتب تصل إلى 17 ألف جنيه، 285 فرصة عمل بشركة خاصة بالسويس    تفاصيل برنامج عمل الرئيس السيسي في القمة المصرية الأوروبية غدا    الصين تكمل بناء أول مركز بيانات تحت المياه يعمل بطاقة الرياح فى العالم    وزير المالية: نتطلع إلى وضع رؤية مشتركة لقيادة التحول الاقتصادي نحو تنمية أكثر عدالة وشمولًا واستدامة    إنهاء التعاقد مع أحد معلمي الحصة بالجيزة لعدم قيامه بالشرح داخل الفصل    وزارة التعليم الفلسطينية: استشهاد أكثر من 20 ألف طالب منذ 7 أكتوبر 2023    تفاصيل برنامج عمل السيسي في القمة المصرية الأوروبية غدا    مصر وأوروبا.. نموذج الشراكة في حقبة ما بعد الهيمنة    «زنزانة انفرادية وحكم ب 5 سنوات».. الرئيس الفرنسي الأسبق خلف القضبان فكيف سيقضي أيامه؟    الصين تدعو الحكومة اليابانية إلى الوفاء بالالتزامات بشأن التاريخ وتايوان    «العمل»: 285 وظيفة شاغرة بشركة بالسويس (تفاصيل)    فرصة عمل شاغرة بجامعة أسيوط (الشروط وآخر موعد للتقديم)    منتخب مصر يواجه نيجيريا فى ديسمبر ومفاضلة بين مالى والكاميرون استعدادا لأمم أفريقيا    «الأرقام بعيدة».. شوبير يكشف موقف ثنائي الأهلي من التجديد    ضبط صانعة محتوى بالسلام لنشرها مقاطع خادشة للحياء على مواقع التواصل الاجتماعي    طقس السعودية اليوم.. أمطار رعدية ورياح مثيرة للغبار على هذه المناطق    بعد فتح الباب للجمعيات الأهلية.. هؤلاء لن يسمح لهم التقدم لأداء مناسك الحج 2026 (تفاصيل)    جدول مواعيد رحلات القطارات المنيا- القاهرة غدا الأربعاء    تفاصيل إصابة سيدة ألقاها زوجها من الطابق الثانى فى بورسعيد    إصابة 6 أشخاص فى حادث تصادم سيارتين بمدينة أسوان الجديدة    جامعة الإسكندرية توافق على تعديل مسمى قسمين بمعهدي الصحة العامة والبحوث الطبية    مكتبة الإسكندرية تهنئ الكاتب الكبير محمد سلماوي لاختياره «شخصية العام» بمعرض الشارقة الدولي للكتاب    حقيقة تقديم تذاكر قطارات مجانية تزامنًا مع افتتاح المتحف المصري الكبير.. مصدر يوضح    لحظة بكاء يسرا وحسين فهمي بالجونة السينمائي بعد عرض فيلم عن معاناة الفلسطينيين (فيديو)    وزير الثقافة يلتقي محافظ السويس لبحث سبل دعم الأنشطة الإبداعية    برج العقرب يزداد بصيرة.. أبراج تتمتع بالسلام بداية من الغد    محمد ثروت ومروة ناجى بقيادة علاء عبد السلام فى مهرجان الموسيقى العربية    بعد سرقتها من متحف اللوفر.. تعرف على قلادة الزمرد التاريخية| تفاصيل    ليست مجرد مشاعر عابرة.. "الإفتاء" توضح موقف الإسلام من محبة أهل البيت    هل شدّ الرحال لزيارة مساجد آل البيت مخالف للسنة؟.. أستاذ الفقه بجامعة الأزهر يجيب    استشاري: ماء الفلتر افضل من المياه المعدنية للأطفال    ظهور حالات فى مدرسة بالمنوفية.. علامات الجديرى المائى وطرق العلاج    الجالية المصرية ببروكسل تستقبل الرئيس السيسي بالأعلام والهتافات    غدًا.. بدء عرض فيلم «السادة الأفاضل» بسينما الشعب في 7 محافظات    الحكومة تنفي وجود قرار رسمي بزيادة الأجور    الدفاع الروسية: استهداف منشآت البنية التحتية للطاقة الأوكرانية    رئيس البرلمان العربي يطالب بتشكيل مجموعة عمل لدعم جهود تثبيت التهدئة بغزة    «تعليم البحيرة» تعلن جداول إمتحانات شهر أكتوبر لصفوف النقل    وكيل تعليم الفيوم يشهد فعاليات تنصيب البرلمان المدرسي وتكريم الطالبات المتميزات على منصة "Quero"    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-10-2025 في محافظة الأقصر    دار الإفتاء توضح حكم تصدق الزوجة من مال زوجها دون إذنه    "الابتكار في إعادة تدوير البلاستيك".. ورشة ببيت ثقافة إطسا| صور    ذكرى إغراق المدمرة إيلات| القوات البحرية تحتفل بعيدها الثامن والخمسين.. شاهد    المستشفيات التعليمية تستضيف فريقًا إيطاليًا لجراحات قلب الأطفال بمعهد القلب    وزير الصحة يبحث مع السفير الفرنسي تنفيذ خطة لتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة    عضو الجمعية المصرية للحساسية: ضعف المناعة والتدخين أبرز محفزات ارتكاريا البرد    851 مليار جنيه إجمالي التمويل الممنوح من الجهات الخاضعة للرقابة المالية خلال 9 أشهر    مؤمن سليمان: قيمة لاعب اتحاد جدة تساوي 10 أضعاف ميزانيتنا بالكامل    ميدو: كنا نسبق الكرة المغربية.. والعدل في الدوري سبب التفوق    بالصور.. بدء التسجيل في الجمعية العمومية لنادي الزمالك    الدماطي: ياسين منصور الأنسب لرئاسة الأهلي بعد الخطيب.. وبيراميدز منافسنا الحقيقي    إصابة 13 شخصا إثر انقلاب ميكروباص فى العياط    ما حكم الاحتفال بالموالد مثل مولد سيدنا الحسين والسيدة زينب؟ وما حكم أفعال بعض الناس خلال الموالد من الذبح والنذور وغيرها من الطقوس ومظاهر الاحتفال؟ وما حكم تشبيه بعض الأفعال الخاصة فى الاحتفالية بمناسك الحج؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د‮. عبدالمنعم سعيد‮:‬ البعض‮ يتعجل الأحكام وكأنه‮ يقول للقضاء‮"عايزين نشوف حد مشنوق"‮‬
نشر في الوفد يوم 11 - 04 - 2011


حاوره‮:‬ خيري‮ حسن عدسة أشرف شبانة
في‮ بعض الأحيان،‮ يصبح أكثر التساؤلات علي‮ الصعيد السياسي العالمي‮ صعوبة هو‮.. وماذا بعد؟ التساؤل طرحته‮ »‬كاثرين أشتون‮« الممثلة العليا للشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبي،‮
‬وهي‮ وإن كانت تتحسس الصعوبة في الرد علي‮ التساؤل،‮ فيما‮ يخص الشأن السياسي‮ العالمي،‮ فما بالنا لو طبقنا نفس السؤال علي‮ وضعنا بعد ثورة‮ 25‮ يناير‮. الكل‮ يسأل‮: وماذا بعد؟ الثوار‮ يتساءلون‮.. والخبراء‮ يتحدثون،‮ والصامتون‮ ينتظرون،‮ والفلول‮ - بما أن لكل ثورة فلولها‮ - يتحينون اللحظة والفرصة ليفعلوا ما‮ يريدون‮.‬
كلام‮ »‬أشتون‮« دار في‮ ذهني وأنا في‮ طريقي للحوار مع د‮. عبدالمنعم سعيد الباحث والمفكر السياسي،‮ وصلت إلي‮ بيته في‮ منطقة الدقي‮. دخلت من باب الشقة،‮ فوجدته في انتظاري،‮ يرتدي‮ بنطلون جينز وتي‮ شيرت وعلي‮ مقربة منا صحف الصباح،‮ سأل‮: أنت معاك مصور؟ قلت‮: نعم‮. قال للمصور‮: تحب أرتدي‮ بدلة،‮ فقال زميلي‮: كده هايل‮ يا دكتور‮: فابتسم‮.. واستراح للقول‮.. وجلس علي‮ مقعده،‮ وقال‮: هات ما عندك؟ فقلت‮: وماذا بعد؟ فرد‮: في‮ ماذا؟ فقلت‮: في‮ موقعة‮ »‬الجمل«؟ وموقعة‮ »‬الجلابية«؟ وما كان بينهما من موقعة‮ »‬الصندوق‮«.‬
وإلي‮ نص الحوار‮:‬
‮ ماذا‮ يحدث اليوم في‮ البلد؟
‮- الذي‮ يحدث حالياً‮ هو ما‮ يشبه مرحلة الستينيات وبصورة‮ »‬مشوهة‮«‬،‮ الإصلاحات التي‮ تمت في‮ البنوك وفي‮ التأمينات،‮ ما‮ يحدث في‮ أغلب المؤسسات تجد ناس تريد أن تتراجع لمراحل سابقة كانت قائمة علي‮ النفاق والولاء،‮ وعلي‮ المجموعات النقابية القريبة من الإدارة،‮ وإن الإدارة تكسب تخسر‮ »‬مش مهم‮«.‬
‮ البعض متخوف من ظهور التيارات الدينية وعودة من كان بالخارج‮.. هل تتفق مع مبررات هذا الخوف؟
‮- أنا مرعوب وخائف علي‮ البلد‮. لكن أنا معول علي‮ القوي‮ الثورية الأولي‮ في‮ الثورة،‮ فهي‮ لم تكن موجودة في‮ الشارع من قبل‮.‬
‮ وماذا صنعت هذه القوة في‮ الشارع؟
‮- أحضرت الشباب للساحة السياسية،‮ وهي أعمار من سن‮ 18‮ سنة إلي‮ 30‮ سنة،‮ هذه القوة حوالي‮ 25٪‮ من الشعب المصري‮.‬
‮ هذه القوة الجديدة ماذا ستصنع للمستقبل؟
‮- لا أستطيع القياس،‮ لأنني‮ لا أمتلك قياسات رأي‮ عام‮. كل الحكاية أنني‮ أستطيع الرصد فقط‮.‬
‮ وإذا رصدنا معك‮.. فماذا نري؟
‮- نري أن كل المستويات المختلفة للثورة كلها موجودة مع بعض في‮ تفاعل،‮ ولاتزال منشغلة بالنظام القديم،‮ ومن سيأتي‮ من خارجهم،‮ سينضمون إلي‮ هذا‮.. ولوأن بدأت تظهر أشياء‮ »‬انتقامية‮« ضد المجتمع وليس ضد النظام السابق‮.‬
‮ زي إيه؟
‮- حاجات كثيرة‮ يعني مسألة أنك توقف السيدات في‮ الشوارع،‮ لأنها لا ترتدي الحجاب،‮ أو أن تقطع أذن من لا‮ يدين بدينك،‮ وكل الأشكال المختلفة من العنف والإرهاب،‮ وعلي هذا القياس هناك الكثير‮.‬
‮ وما سبب ذلك؟
‮- سببه‮ غياب القانون،‮ وأدوات تطبيقه،‮ لذلك في‮ المجتمع حالياً‮ نوع من‮ »‬المسخرة‮« التي‮ حدثت لجهاز الشرطة جعلت الدولة تفقد أدوات تطبيق القانون،‮ هنا‮ يجب أن‮ يظهر مفهوم الإصلاح والأمن،‮ ولقد كتبت هذا في‮ مقالين قبل الثورة،‮ ولم‮ يكن هذا بالسهل في‮ ذلك الوقت،‮ طالبت بالمنهج الإصلاحي،‮ فنحن كنا‮ - ومازلنا‮ - نحتاج إصلاح رجال الأمن،‮ وكذلك أقسام الشرطة ذاتها‮.‬
‮ إصلاح من أي‮ زاوية؟
‮- من كل الزوايا،‮ فلا‮ يمكن أن‮ يكون لديك قسم شرطة‮ يدخله‮ يومياً‮ 8‮ آلاف حالة،‮ وتنتظر من العاملين به أن‮ يكونوا في‮ حالة من‮ »‬اللطف والهدوء‮« لأنه‮ يريد أن‮ »‬يقفل‮« الحالات بأي‮ شكل،‮ لذلك نحن كنا نريد معالجة ثانية لأقسام الشرطة،‮ المجتمع فيه جماعات تحتاج منا أن نميزها‮ »‬القضاة والنظام الأمني‮« هؤلاء حماة الشعب والقانون والدولة كلها‮.‬
‮ وما الدولة في‮ رأيك؟
‮- الدولة في‮ النهاية هي‮ القضاة ورجال الجيش والشرطة والقيادة السياسية،‮ صحيح الدولة سلطة علي‮ أرض علي‮ شعب،‮ لكن إذا أردنا اختزالها،‮ فما سبق ذكره هو معني‮ الدولة،‮ لكن نحن لم نهتم بذلك،‮ فمثلاً‮ طالب البعض‮ - وأنا لم أكن مع ذلك‮ - بالإشراف القضائي‮ وهذا معناه أن القضاة دخلوا في‮ السياسة،‮ ونحن كان لدينا أمر‮ غريب جداً،‮ وهو أن القضاة‮ يقومون بأعمال السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية تقوم بأعمال السلطة القضائية‮.‬
‮ الإشراف القضائي‮ مرجعه نزاهة الانتخابات؟
‮- هناك طرق كثيرة للانتخابات،‮ منها الرقم القومي،‮ والوسائل الإلكترونية والعديد من الطرق المقترحة من أجل انتخابات نزيهة،‮ وأكبر ضمان لنزاهة الانتخابات هو القضاء‮. بمعني‮ لو أن القضاء حكم ببطلان ثلث أعضاء مجلس الشعب،‮ فيبطل،‮ فلن‮ يكون أمامك إلا الإعادة،‮ أو الربع‮.. من ستجعل أي‮ أحد‮ يريد التزوير،‮ يخاف من التزوير‮.‬
‮ إذن الإشراف القضائي‮ تسبب في‮ تسييس القضاء؟
‮- طبعاً‮.. وهذا حدث بالفعل،‮ وبدأنا ندفع ثمن ذلك،‮ حيث أصبح القضاء في‮ خصومة مع المحامين لأن المحامي لا‮ يتعامل مع القاضي كقاض،‮ إنما‮ يتعامل معه كخصم سياسي،‮ لذلك‮ يجب تأمين القضاة والحفاظ عليهم،‮ وكذلك الجهاز الأمني،‮ وحتي‮ نتخلص من الأمراض التي نتحدث عنها،‮ يجب أن نعيد الأبنية الأساسية للدولة،‮ يجب أن‮ يكون رئيس الجمهورية له مهابة،‮ بما فيها عندما‮ يسقط‮.‬
‮ حتي‮ عندما‮ يسقط؟
‮- طبعاً‮.. لأن رئيس الدولة‮ - أي‮ دولة‮ - في‮ النهاية هو رمز الدولة‮.‬
‮ بما في‮ ذلك مبارك؟
‮- مبارك إذا كان فعل جرائم فعلية أن‮ يحاكم عليها أولاً،‮ وفي‮ الوقت نفسه علينا ألا ننسي أن مبارك هو الذي رفع العلم علي‮ أرض‮ »‬طابا‮«.‬
‮ هل الحفاظ علي‮ صورة الرئيس‮ - أي‮ رئيس‮ - تعني‮ الحفاظ علي‮ صورته أم علي‮ صورة الدولة؟
‮- علي‮ الدولة في‮ المقام الأول،‮ بهدلة رموز الدولة مثل جهاز الشرطة والقضاة ورئيس الدولة،‮ تعني بهدلة لسيادة الدولة،‮ لأن بالبلدي كده ستجد المواطن‮ »‬ليس لديه خشي‮« لاحظ أن قوانين الحياة تتم إزاي؟
‮ إزاي‮ يا دكتور؟
‮- تتم عن طريق أن الكبير له قيمة،‮ والتقاليد والقيم التي‮ خلقتها المجتمعات هي‮ الحضارة،‮ وبدون الحضارة‮ يتحول الأمر إلي‮ أن نكون في‮ »‬غابة‮«.‬
‮ هل أنت مع حل الحزب الوطني‮ أم مع تغييره أم استمراره؟
‮- هذا ليس قراري هذا قرار ناس آخرين‮.‬
‮ أسأل بصفتك الفكرية وليس الحزبية؟
‮- أنا فاهم ماذا تقصد،‮ لكن من حق أي‮ مجموعة أن تكون مع الحزب الوطني‮ أو في‮ الحزب الوطني واستمراره،‮ وليس صحيحاً‮ أن‮ يتم الحجر علي‮ رغبة هؤلاء وأنا استقلت من الحزب الوطني‮.‬
‮ ولماذا استقلت؟
‮- لأنني أري‮ أن فيه قوي‮ جديدة،‮ أسرع جداً‮ من الحزب الوطني،‮ ولديها القدرة علي‮ تحقيق الأهداف التي‮ كنت ومازلت أتمناها للبلد‮.‬
‮ وما هذه الأهداف؟
‮- أن تكون دولة عصرية وتكون جزءاً‮ من العالم،وكل كتاباتي تدور حول هذا العنصرين،‮ »‬العصرية‮ - والعالم‮«.‬
‮ وهل الحزب الوطني‮ لم‮ ينجح في‮ ذلك؟
‮- الحزب الوطني‮ فيه تيار رئيسي‮ ينتمي إلي‮ الاتحاد العربي‮ الاشتراكي‮ القديم،‮ وهذا التيار كان معوقاً‮ جداً‮ للتيار الإسلامي الليبرالي داخل الحزب‮.‬
‮ البعض‮ يطالب بحل الحزب وتحويل مقراته إلي‮ حدائق عامة؟
‮- يعني‮ لو فيه جماعة عايزة تعمل حزب هل‮ ينبغي في‮ بلد ديمقراطي أن أحجر عليها؟ كيف‮ يحدث ذلك وأنا لا أحجر علي‮ التيارات الدينية السلفية وغيرها،‮ ولا حتي‮ الذين‮ يقولون‮ »‬هنلبس الناس طرح‮«‬،‮ وأنا أري‮ أن الحديث عن حل الحزب الوطني‮ هو حجر علي‮ حريات الناس،‮ وأنه لا‮ يوجد حق لأي‮ أحد حل الحزب الوطني،‮ وأنا شخصياً‮ أري‮ أن الحزب انتهي،‮ فلو تركته حتي ولو فيه أعداد قليلة،‮ فهذا‮ يجعل ضميري‮ مستريح أنني لم أحجر علي‮ أحد في‮ أن‮ يكون داخل الحزب الذي‮ يريده‮.‬
‮ لكنه كان حزب السلطة؟
‮- الحقيقة هناك تناقض كبير جداً‮ في‮ الكلام‮.. هناك من‮ يقول إنه كان حزباً‮ ورقياً‮ ثم بعدها نجد من‮ يقول إن‮ »‬فلوله‮« هي‮ التي‮ تفعل كل حاجة في البلد بعد الثورة،‮ لو كان الأمر كذلك‮ يبقي الحزب ليس ورقياً،‮ وهذا تناقض،‮ أنا أعتقد أن قوة الثورة في‮ المرحلة الأولي منها،‮ تجعل الحزب الوطني‮ حزباً‮ عجوزاً‮ ومتخلفاً‮ ونحن قلنا ولكن لم‮ يسمع كلامنا‮.‬
‮ لكن أنت ضد حله؟
‮- أنا كاليبرالي لا أقبل بأي شكل الحجر علي‮ حق مواطن أنه‮ يمارس العمل الحزبي‮.‬
‮ لكن الحزب أو بعض أفراده كانوا فاسدين؟
‮- الجريمة هذه عمل آخر،‮ فمن‮ يخطئ‮ يعاقب لو تربح من وراءه‮ يحاسب،‮ لكن أنا أتحدث عن موقف سياسي‮ وأنا منزعج جداً‮ من ناس ليبراليين‮ يتحدثون عن إجراءات مؤقتة والبعض‮ يطالب بمحاكم عسكرية،‮ كما لو أنه‮ يتعجل القضاء ويقول له‮ »‬عايزين نشوف حد مشنوق‮« وللأسف أنا لا أري أحداً‮ من الليبراليين‮ - بما فيهم الوفد‮ - منزعجين من هذه الفكرة‮.‬
‮ فكرة الشنق؟
‮- فكرة الضغط وتعجل القضاء‮ يجب أن‮ يخرج من‮ يقول هؤلاء الناس موجهة لهم اتهامات من النيابة العامة،‮ فعلينا أن نجعل العملية القضائية تسير في‮ مجراها الطبيعي،‮ القانون عندما قال فيه دفوع ومن حق المتهم أن‮ يفعل هذا،‮ لم‮ يأت هذا اعتباطاً،‮ إنما أقرها القانون لكي‮ يطمئن تماماً‮ بأن المتهم سوف‮ يقاضي أولاً‮ أمام قاضيه الطبيعي‮. وثانياً‮: هناك قاعدتان أساسيتان‮: الأولي أنه لا أحد فوق القانون،‮ والثانية إن كل متهم بريء حتي‮ تثبت إدانته،‮ أنا في‮ حالة صعقة من الذي أراه خاصة من أصحاب الفكر الليبرالي‮ مثل حزب الوفد وحزب الجبهة أو الغد أو‮ غيرها،‮ علي‮ هؤلاء أن‮ يقولوا إنه‮ يجب تسير الأمور في‮ مجراها الطبيعي‮.‬
‮ لكننا في ثورة؟
‮- هل معني‮ الثورة أن نفعل ذلك؟‮.. إذن علي‮ الثورة أن تلغي‮ القضاء،‮ وتقول إننا في‮ لحظة ثورية،‮ فيصدر قرار ثوري‮ - ما‮ يشبه الفيتو علي‮ المجتمع كله‮ - ليوقف السلطة القضائية،‮ نبدأ نعمل محاكم،‮ مثل التي‮ حدثت أيام الثورة الفرنسية والبلشفية ونقوم بإعدام الناس في‮ الشوارع‮.‬
‮ متفائل‮ يا دكتور؟
‮- هذا سؤال صعب لمحلل سياسي،‮ إنما‮ يأتي‮ التفاؤل أو التشاؤم علي‮ حسب نتيجة العملية كلها،‮ بمعني‮ أنني سأنتصر حتي‮ أري‮ الخط ما بين ما تتفق عليه كل القوي،‮ الذي أسميه الخط الرسمي‮ والخط الشعبي،‮ وأنا أتفاءل لو رأيت دولة عصرية متصلة بالعالم،‮ بأن تكون جزءاً‮ من العالم وليست نقيضة له‮.‬
‮ إذن الفيصل في‮ تفاؤلك وتشاؤمك هو الدستور؟
‮- بالضبط كده،‮ لو خرج دستور فيه العمال والفلاحين والكوتة للمرأة والصحف القومية والصيغ‮ غير الموجودة في أي‮ دستور من دساتير العالم الديمقراطي،‮ نبقي إحنا بنعمل صياغة جديدة لما مضي‮.. وما تغير فقط هو الحكام‮.‬
‮ خروجك من‮ »‬الأهرام‮«.. أين صب‮.. في‮ اتجاه السعادة أم الحزن؟
‮- في‮ شعورين للإنسان‮: الأول أنك تشعر بالراحة الشديدة،‮ وأنا أعمل في‮ »‬الأهرام‮« من‮ 30‮ سنة وتاريخي‮ أصلاً‮ أكاديمي‮ ثم دخلت مجال الإعلام وقدمت برنامج اسمه‮ »‬مع المعارضة‮«‬،‮ كان الكل‮ يظهر فيه من اليسار إلي‮ اليمين،‮ وأوقفت البرنامج بعد رئاسة مجلس إدارة‮ »‬الأهرام‮«.‬
‮ ولماذا اخترت فكرة واسم البرنامج بهذا الشكل؟
‮- حتي‮ أوصل صوت المعارضة في‮ التعليم والزراعة والعلم،‮ لأن المعارضة كانت دائماً‮ مشغولة بالنظام السياسي فقط،‮ إنما كان هدفي أن أسأل‮: لو المعارضة ستحكم فماذا ستقدم في‮ المجالات الأخري؟‮!‬
‮ خلينا في‮ شعورك بعد‮ »‬الأهرام«؟
‮- »‬الأهرام‮« هو العالم المريح بالنسبة لي،‮ الحمد لله أنا تركت‮ »‬الأهرام‮« وأنا راض،‮ رجعنا نظام المؤسسة،‮ حيث‮ يلعب مجلس الإدارة الدور الرئيسي‮ والجمعية العمومية،‮ وعملنا برنامج للتعامل مع تداعيات الثورة،‮ وعندما دخلت‮ »‬الأهرام‮« كان له في‮ البنوك‮ 186‮ مليون جنيه وعندما تركته قبل الأرباح والحوافز كان فيه‮ 560‮ مليون جنيه وبعد الأرباح تركته وفيه‮ 444‮ مليون جنيه،‮ وخسائر‮ »‬الأهرام‮« بعد الأزمة وصلت إلي173‮ مليون جنيه،‮ وأنا سعيد بأنني تركته متوازناً‮ اقتصادياً،‮ وأعطيت ذلك للصديق لبيب السباعي وهو كان معنا في‮ مجلس الإدارة،‮ وكنت أستشيره بصفة دائماً‮ وبالذات فيما‮ يتعلق بجامعة‮ »‬الأهرام‮« الكندية،‮ وأنا خائف علي‮ »‬الأهرام‮« مثل خوفي‮ علي‮ الصحافة القومية لأن‮ »‬الأهرام‮« جزء من مصر‮.‬
‮ ولماذا الخوف علي‮ الصحافة القومية؟
‮- لأن مصيرها‮ غير معلوم حتي‮ الآن‮.. والخوف علي‮ المشاريع التي بدأتها في‮ »‬الأهرام‮«‬،‮ وأنا كنت مطمئناً‮ لوجود الصديق لبيب السباعي وعبد العظيم حماد خاصة وهو لديه القدرة علي‮ التطوير وأيضاً‮ »‬مريح‮« الأخوة في‮ التحرير،‮ ونحن لو قلنا الثورة تنجح فهذا معناه لا‮ يوجد صحافة قومية،‮ وعلينا أن نفرق ما بين ثورة ديمقراطية حقيقية وبين ناس تريد ثورة تفصيل‮.‬
‮ يعني إيه ثورة تفصيل؟
‮- يعني‮ ثورة علي‮ خصوصيتنا وتاريخنا‮ يعني‮ تفصيل كله استبداد،‮ إنما ما نريده ثورة ديمقراطية عصرية ترتبط بالعالم وتكون مصر جزءاً‮ منه‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.