قصة حب كانت حديث القاصى والدانى دامت سنوات قبل الزواج ولكنها لم تصمد شهورًا قليلة بعد الزواج؛ ربما لأن الحبيب كان يخفى وجهه الآخر عن حبيبته وأظهر لها كل ما هو جميل. الكل كانوا يحسدونها على هذا الحب المجنون الذى ربطها بزميلها فى العمل. وبعد طول انتظار وتجهيز شقة فاخرة وليلة زفاف من ليالى ألف ليلة. تم الزواج واجتمع العاشقان تحت سقف واحد. عاشت سلوى -هذا اسمها- أحلى ايام عمرها كانت تحلم ويتحقق الحلم، كانت تطلب ينفذ الطلب بعد ساعات. أيام مرت كانت تشعر أنها فى جنة الله على أرضه. حمدت ربها كثيرا الذى رزقها بهذا الرجل الذى اقل ما يوصف انه ملاك يمشى على الأرض. ولكن كما يقال لا يخلو بنو البشر من العيوب فليس هناك احد كامل. وكان عيب زوجها الوحيد والقاتل هو الغيرة العمياء عليها فمن فرط حبه لها تصور انها اصبحت من ممتلكاته وليست زوجته وشريكة حياته، حبسها بين جدران المنزل منع عنها الخروج الا بصحبته واذا اعترضت نالت منه ما لا تطيق من ضرب وسباب، ورغم ذلك كانت تسامحه وكانت وجهة نظرها طالما وجدت الغيرة ظل الحب مشتعلا لأن الغيرة هى وقود الحب. استمر الحال هكذا حب وغيرة وشجار. وفى احدى المشاجرات بسبب حديث العروس فى هاتفها المحمول تطورت المشاجرة وكانت اخر كلمات الزوج اثناء المشاجرة أنتِ طالق. وذهب الى المأذون وارسل لها قسيمة الطلاق. ولم ينتهِ الامر عند هذا بل بعد شهر او اقل من الطلاق ذهب الزوج الى منزل والد زوجته وأغرقها بكلام الحب الممزوج بالغيرة التى تعشقها الزوجة واملى عليها شروطه وألا تثير غيرته وتمتنع عن الحديث فى التليفون ولا تستخدم وسائل التواصل الإجتماعى. وقبلت الزوجة وهى تشعر بنشوة الانتصار بحب زوحها وغيرته العمياء عليها وعادت الى منزل الزوجية. إلا أن الغيرة العمياء تتحكم فى مشاعره حتى وصل هذا الزواج إلى نهايته وأصبحت زوجته وحب حياته لا تطيق عشرته مرة أخرى، فلم يكتفِ بإهانة وضرب زوجته خلال شهور زواجهما الاولى التى لم تتعدَ ال 5شهور ، قام خلالها وقام بتطليقها للمرة الثانية وعلى يد مأذون؛ وبعد مرور ايام من الطلقة الثانية قام بإعادتها الى عصمته. واستمر الحب والغيرة، وللمرة الثالثة تتفوق الغيرة وتتطور ويلقى الزوج يمين الطلاق على زوجته وهى المرة الاخيرة دون ان يشعر وجد نفسه محرما على زوجته ولا يمكن العودة اليها مرة اخرى الا بعد زواجها من شخص اخر وقرر عدم توثيق الطلاق وان يعيش معها فى الحرام، لم يصدق أنها لن تصبح زوجته.. لكن الزوجة بدورها قررت اللجوء إلى المحكمة ورفعت دعوى إثبات الطلقة الثالثة، وإلا تكون ارتكبت جريمة يعاقب عليها الشرع والقانون. وجاء دور سلوى صاحبة ال 25 عاما والتى تعمل بإحدى الشركات الخاصة لتقف أمام محكمة أسرة مصر الجديدة تؤكد في دعواها أنها تريد إثبات طلاق زوجها لها، فكيف تعيش مع رجل يملأ الشك قلبه ويتحكم فى تصرفاته، وأنها تحملت هذه الأفعال لأنها تحبه فهو الشخص الوحيد الذى اختارته. ووقفت امام أهلها الذين كانوا يرفضون فى البداية هذه الزيجة لعدة أسباب لكن الحب أعمى قلبها ولم ترَ غيرته العمياء التى تصورت فى البداية انه الحب والخوف الشديدان عليها لذلك كانت تصفه بالرجولة عندما يقوم بمثل هذه الأفعال.. على اساس أن الغيرة هى «بهارات» الحياة الزوجية، وطالما كان غيورًا فهى تضمن أنها لا تزال المرأة الوحيدة فى حياته، فبعد عاصفة كبيرة من الحب الذى جمعهما فى الجامعة، تزوجا وسافرا خلال شهر العسل إلى عدة دول أوروبية شعرت سلوى أنها وصلت إلى هدفها بعد هذا الحب الذى استمر قبل الزواج عددا من السنوات . فجأة وجدت زوجها يفتعل المشاجرات لأسباب تافهة، إذا جلسا سويًا على شاطئ البحر مثلًا، يطلب منها ألا تنظر يمينًا أو يسارًا والأفضل أن تتصفح المجلات التى اشتراها خصيصًا لهذا الموقف، ايضًا يأمرها بعدم التحدث مع صديقاتها عبر الهاتف أو التواصل معهن عبر وسائل التواصل الإجتماعي. وعندما يعلم انها كانت تتحدث مع واحدة منهن تحدث بينهما المشاكل، رفضت الزوجة هذه الحياة رغم حبها لزوجها. ووصل الأمر الى انه أغلق الإنترنت برقم سرى لا تعلمه حتى لا تتواصل مع أحد وفى بعض الاحيان يأخذ هاتفها المحمول حتى لا تتحدث مع احد إلا فى وجوده. تحملت الزوجة غيرة زوجها، ليس حبًا فيه، فقد مات الحب ودفنته فى قلبها، فقط انتظرت أن ينطق بالطلقة الثالثة التى لا رجعة فيها، وقد كان! طلقها للمرة الثالثة شفويًا، وعندما ادرك خطأه الجسيم تعمد عدم توثيق الطلاق لدى المأذون بزعم أنها لحظة غضب الطلاق فيها لا يقع، لكنها رفضت تماما وهربت منه إلى بيت اهلها وأكدت أن حبها له تحول إلى كره وأنها اصبحت لا تطيق الحياة معه وخاصة بعد رغبته فى مخالفة الشرع والقانون والحياة معها فى الحرام بعد أن طلقها للمرة الثالثة خلال 5شهور فقط .فكيف لها ان تصدق انه سيتغير وينسى طبعه الذى لا يحتمل وهو كل شهر يرمى عليها يمين الطلاق؟ أدلت باقوالها وتركت المحكمة منكسة الرأس تندب حظها الذى أوقعها فى شباك هذا الزوج غير المسئول والذى يتخيل ان كلمة الطلاق تقال فى اى وقت ولأى سبب ولم يدرك انها ميثاق غليظ وانها أبغض الحلال عند الله. ذهبت وهى تنتظر الحكم باثبات طلاقها من زوجها للمرة الثالثة وانها لا تحل له حتى تتزوج من غيره. ولكنها حتى لو حدث ذلك، قالت الزوجة لن اعود اليه مهما كانت الأسباب فهو رجل أرعن لا يقدر قيمة الزواج والارتباط ويقرر الطلاق دون تفكير ولأتفه الاسباب. اننى اريد حياتى وحريتى. هل يعقل ان يتم طلاقى ثلاث مرات فى خمسة شهور فقط؟!.