تابعت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم "الخميس" اهتمامها الواسع بتطورات الوضع السياسي في مصر وانعكاسه على المنطقة العربية والدولية كنموذج للانتقال الديمقراطى السلمي. وقالت الصحف إن من مصلحة العرب مثل المصريين نجاح الثورة وأكدت استعداد المصريين للادلاء بأصواتهم فى الاستفتاء على مشروع الدستور بعد غد السبت كبداية جديدة لبناء المؤسسات الدستورية بعد انتخاب رئيس الجمهورية. وعلقت صحيفة (السفير) على موقف المعارضة المصرية التي اتخذت أمس قرارا جريئا وخطيرا في آن معا، بالذهاب إلى الصناديق يوم السبت المقبل، والتصويت ب"لا" على الدستور، وذلك بعد انسداد مساعي التسوية السياسية كافة. وأشارت إلى أن المعارضة قد سعت بقرارها المشاركة في الاستفتاء على الدستور لتحقيق 3 أهداف : أولها، استنفاد الوسائل كافة لمنع تمرير الدستور، والثاني، اختبار مدى قدرتها على التأثير في الناخبين مستفيدة من الزخم الشعبي الذي اكتسبته في المليونيات الأخيرة. أما الثالث، فهو الحفاظ على "جبهة الإنقاذ الوطني" كإطار جامع للقوى المدنية، متجاوزة بذلك الخلافات التي طفت على السطح خلال الأيام الماضية بين القوى المشاركة في الجبهة بشأن الذهاب إلى الاستفتاء من عدمه. ووصفت صحيفة (المستقبل) ما يحدث في مصر بالتاريخي. وثورة تتجدد لشعب عظيم، فشباب مصر كسر الخوف وهم "حراس" للثورة ولن يستطيع أحد تجاوزهم. لا شبق ولا شراهة الاستحواذ على السلطة، وأكدت أن مصر لن تقبل بعد اليوم ب"فرعون" مهما كان اسمه وطموحه. ولفتت إلى أن من حق قوى مصرية وعربية أن تخاف على مصر وعلى ثورتها. لكن يجب ألا يصل هذا الخوف إلى الأخذ بإمكان "سورنة" مصر لان الجيش المصري مؤسسة وطنية متماسكة في خدمة مصر وحمايتها. وقالت إن من مصلحة العرب مثل المصريين أن تنجح ثورة مصر، لأن نجاحها يطمئن مختلف القوى المدنية العربية وقوى إقليمية ودولية، وأوضحت أن الإسلاميين مكون من مكونات المجتمعات العربية لا يمكن ولا يجب إلغاؤهم ولكن أيضا لا يمكنهم احتكار السلطة وإعادة مصر وباقي الدول العربية الثائرة إلى زمن آخر لا علاقة له بالعالم وبالعصر وبالمستقبل. وربطت صحيفة (النهار) بين انطلاق الاستفتاء على مسودة الدستور المصري الجديد المثير للجدل في الخارج، ودعوة جبهة الانقاذ الوطني المصرية المعارضة الى الاقتراع ب"لا" على هذه المسودة عوض المقاطعة، وأكدت أنها خطوة لم تبدد مناخ بلد في أزمة يعاني استقطابا حادا على خلفية استفتاء أغرق البلاد في اضطرابات واسعة منذ ثلاثة أسابيع. وقالت إن المعارضة دعت إلى مزيد من الاحتجاجات في الشارع، فيما لا يزال القضاة ينفذون إضرابا منذ الاعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي.