حسن الجوار من صفات المتقين والجار المُسلم صاحب الدين والخلق والطاعة تَجب له جَميع حقوقِ الجوار التي سبق ذكرها، وهناك من الجيران من ليس هذا حاله، فتتعدّد أنواع الجيران من حيث الطّاعة والديانة، ومن هذه الأنواع ما يأتي: صاحب الكبيرة: صاحِب الكبيرة إمّا أن يكون مُرتكباً لها ولكنّه لا يُجاهر بها، بل يُغلق بابه على نفسه، وهذا الجار مُرتكب الكبيرة على جاره أن يُعرض عنه، ويَتغافَلَ عنه، وله على الجار حقّ النصح إن أمكن؛ وذلك بأن يَنصحه ويَعظُه بالسر، وليس أمام الناس. وأمّا إن كان الجارُ صاحب الكبيرة مُجاهراً بها فله على جاره حقّ أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، فإن استمرّ على حاله عَلى جاره أن يهجره هجراً جميلاً. الجار الديوث: هو قليل الغيرة، ومن كانت النساء من أهل بيته على غير الطريق المستقيم؛ فهذا النّوعُ من الجيران الأصل عدم مخالطة النساء لنسائه، وأهل بيته؛ وذلك بسبب ما يعود من فسادٍ على أهل البيت من مُخالطة النساء الفاسدات، ويحرصُ الجار على عدم دخول منزل جاره الذي هذا حاله وحال نسائه، بل الأولى ترك جواره واعتزاله. وقطع الودّ معه، وإن ألزم الجار جاره الديوث بترك بيته فليفعل برفقٍ ولطف. الجار اليهودي أو النصراني: الحقّ على الجار أن يُحسنَ إلى جاره اليهودي أو النصراني الذي يُجاوره في البيت، أو السوق، أو البستان، فلا يجوز إيذاءُ الجار اليهودي، أو النصراني وله حق المحبة والامن والسلام.