د. الشنقيطي: الجيران ثلاثة أنواع.. ولهم ستة حقوق

محيط: أكد الشيخ الدكتور محمد المختار الشنقيطي الواعظ بالمسجد النبوي الشريف أن الجيران على ثلاثة أنواع وكل جار له حقوق وأن من الأمور التى يحتاجها الجيران فيما بينهم هذه الأيام تعاهد أبناء الجيران فقد كان الناس إلى عهد قريب إذا رأى كبير السن من أبناء جاره أخطاءً نصح وقوّم ووجّه ، وفقد الناس الآن هذا فإن إبن الجار يستحي منك ويُكرمك فإذا رأيت منه الهيئة التى لا تليق به أو سمعت منه كلمة رأيته على حالة لا تليق بمثله أو كلمة لا تليق بمثله تناديه وتُشعره بالأبوة والإحسان والعطف والحنان حتي يقترب منك ،ثم تتعاهده بالكلمة الطيبة .
وقال : الجيران كالأسرة الواحدة واليد الواحدة ، وحق الجوار حقٌ عظيم وصّى الله تعالى به من فوق سبع سماوات ، ووصّى به النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس من شرط الجوار تقارب البيوت حتى تتلاحم وتتواصل وقد يكون جارك من بحيّك وبينك وبينه بيوت هذا الحق العظيم يستوجب أموراً ينبغي للمسلم أن يستشعرها دائماً تجاه جيرانه وإخوانه وأول هذا الحق أن الجار ينتظر منك القدوة الصالحة والكلمة الناصحة وما أعزها من غنيمة باردة وكلمة طيبة يفتح الله بها قلب الجار لجاره ، وما أطيبه من جوار يكون به الجار محسناً على جاره بأعز مايكون به الإحسان ، كلمة تهدي إلى الله أونصيحة تقربه إلي الله فكم من جار كان بعيداً عن الله ورزقه الله ذلك الجار الصالح الذي أخذ بمجامع قلبه إلى ربه وفتح ذلك الصدر المغلق بإذن الله بكلمات طيبة ونصائح ثمينة تهلل لها ذلك الوجه الذي طالما كان مقطبا وتبسم لها ذلك الثغر الذي طالما كان مغلقا ففتح الله بهذه الكلمات أبواب السعادة لذلك الجار الذي كان فى شقاء ، ما أكرمه من جار استشعر مسؤوليته أمام الله الواحد القهار وانطلق إلى هذا وذاك فى كلمة تدل على الله أو نصيحة تنتشل تلك القلوب عما لا يرضي الله جل وعلا.
وقال، بحسب جريدة "المدينة" السعودية ، إن الجار مهما بعُد عن الله فإنه قريب منك ينتظر منك أن تقربه إلى الله والجار مهما زلّ لسانه وأخطأت جوارحه وأركانه فإنها قد تستقيم بكلمة خالصة منك لوجه الله جل جلاله ، فهل من محتسب يحتسب الأجر عند الله فهذا الحق من أعظم الحقوق بين عوامّ المسلمين ، فكيف بين المتجاورين ولذلك ينبغي للجار أن يُعد هذه النصائح الثمينة لكل جارٍ يُحس أنه بحاجة إليها حتى يُعذر إلى الله ،وقال بعض العلماء ،ويُروى مرفوعاً ومأثوراً عن النبي صلي الله عليه وسلم إن الجار إذا رأى جاره على منكر ولم ينصحه تعلّق به بين يدّي الله وقال يارب سلْ جاري ، رآني على كذا فلم ينهني ، وكلما تفكر المؤمن الصالح الذي وعى قلبه آيات الكتاب والسنة بهذا كلما خاف الله شديد الخوف ، ومن حقوق الجار الإحسان بأمور الدنيا فإن الجار قد يكون فقيراً فيحتاج إلى من يواسيه وقد يكون ضعيفاً فيحتاج إلى من يقويه ، وقد يكون مريضاً فيحتاج إلى من يعوده ويُثّبِت قلبه بالكلمات الطيبة والنصائح الثمينه التى تُحسن ظنه بالله وتصبره على شكواه وبلواه ،حتى كان أنس بن مالك رضي الله عنه إذا ذبح الشاة ، قال أهديتم لجاري اليهودي منها شيئاً ،وهو يهودي لأن الله تعالى قال (والصاحب بالجنب) فالجار على ثلاثة أقسام جارله ثلاثة حقوق وهوالجار المسلم القريب له حق الإسلام والقرابة والجوار، وجار له حقّان مسلم غير قريب جوار وإسلام ،وجار له حقٌ واحد وهو الجار الكافر ، فكان يقول هل أهديتم لجاري اليهودي منها شيئاً هذه من المواساة فى الحوائج الدنيوية.
وأضاف الشيخ الشنقيطي ولاشك أن الجار قد تحصل منه بعض الأمور التى تعتبر بمثابة الهنّات والزلات فى كلمة يقولها فى حقك أو فى حق الأهل فينبغي أن يقابل الإنسان ذلك بالصفح والغفران ، فإن ذلك من شيم الكرام ولعل جارك أن يرى منك الإحسان والصفح عما يكون منه من أذية وعصيان فإذا وليت عنه أو ولي عنك ذكرك بالجميل وكان ذلك أدعى لصلاح حاله ،ودعا الشنقيطي بالصبر على أذية الجار وتحمل الأذى وأحتساب الأجر عند الله جل وعلا فهذه من الأمور التى يتقرب بها عند الله فإن الجار بشر وتحصل منه الخطيئات والزلات وربما جاءك رجل وبلغك عنه كلاماً يقوله فيك أو عورة يكشفها منك فاصبر واحتسب الأجر عند الله جل وعلا ، ومن الأمور التى يحتاجها الجيران فيما بينهم تعاهد أبناء الجيران وأضاف الشيخ الشنقيطي الوصية الأخيرة التى أحب أن اختم بها هذه الحقوق أنه ربما تحصل مشاكل بين الجار وأهله ربما بلغتك الأخبار وربما تبلغ الإنسان أخبار عن جاره أن فى بيته كذا فتسمع الأبناء والبنات يذكرون عيوباً للجيران فإياك رحمك الله أن يذهبوا بحسناتك وحسناتهم ، عود الأبناء والبنات على الستر وعدم الكلام فى عورات الناس وعيوبهم وأردعهم بذلك أشد الردع ،فإذا جاء الإبن يقول إبن جاري يفعل أوكذا قول له أُستر جارك ، إلا فى الأمور المستثناة شرعاً وهي التى يتعدى شرها إلى الغير.