إنّ بيان أهميّة الرّحمة في الإسلام يُلزم الخوض في بعض الصور التي تُشير إلى رحمة الله -عزّ وجلّ- بعباده، فالرّحمة من الصّفات العظيمة التي اتّصف بها الله سبحانه، فهو الرّحمن الرحيم، وقد أشارت الآيات القرآنيّة بكثرة إلى رحمة الله، حيث قال تعالى في سورة النور: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. وقال في سورة الأنعام: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}. وفي الكثير من مواطن القرآن الكريم، وقد جاء في الحديث المتّفق عليه عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: "قدِم على رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بسبْيٍ، فإذا امرأةٌ من السَّبيِ تسعَى، إذ وجدت صبيًّا في السَّبيِ فأخذته وألصقته ببطنِها وأرضعته، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أترون هذه طارحةً ولدَها في النَّارِ؟ قلنا: لا واللهِ، وهي تقدرُ أن لا تطرحَه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اللهُ أرحمُ بعبادِه من المرأةِ بولدِها".