ليست هذه المرة الأولى التي يشن فيها روؤساء أوروبا هجوماً على الإسلام والمسلمين ودائماً ما يحملون المسلمين والإسلام مسئولية تطرف بعض فئات من يدعون الإسلام وبيررون إرهابهم تحت عباءة هذا الدين العريق ولقد عان العرب من تلك القضية أكثر من الغرب وهم في أولى الصفوف دائماً التي تواجهه هذا الفكر المتطرف بكامل قوتها ويحاولون إبعاده وحماية بلادنا والعالم من الإرهاب وإيصال رسالة أن الإسلام هو دين السلام. ولكن يأتي هنا السؤال من الذي أوصل صورة الإسلام إلى هذا الحد المخيف من التطرف والرجعية و إذا كان الإسلام والمسلمين هم الإزمة في هذا العالم فمن الذي أوصلهم إلى هذا ومن هم الممولون الحقيقيون لتلك الجماعات الإرهابية التي تختبأ في ظل المسلمون لكي تشوه صورة دينهم وتنشر الكراهية والخوف من الإسلام الذي لا يدعو إلا لليسر وتحيته هي السلام والرحمة وتعاليمه هي الحب والموده من المستفيد من ضخ السم في العسل و نشأة أجيال قامته كارهه معاديه للإسلام والمسلمين فالسؤال الحقيقي لماذا كل هذه الكراهية للإسلام ولماذا يتم محاربته بكل تلك القوة وعلى مر كل تلك السنوات ؟ فمن المحزن أن ترى المسلمون يبررون دينهم و يدافعون عنه و يحاولون إبعاد الشبهه عن الفكر الإسلامي كلما حدث عمل إرهابي أو قضية تطرف فالإسلام ليس شبهه للتبرير دائماً أنه ليس إرهاباً ولكن المقصود هو تصدير ما يسمى بالإسلاموفوبيا . وصرح الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون في خطاب له يوم" الجمعة " "الثاني من أكتوبر" هاجم فيه المسلمون في فرنسا وقال أن "الإسلام دين يعيش أزمة اليوم في كل مكان في العالم". وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة أن فرنسا ستتصدى "للانعزالية الإسلامية" الساعية إلى "إقامة نظام مواز له قيم أخرى". وأضاف أن الدين الإسلامي يمر "بأزمة في جميع أنحاء العالم ولا نراها في بلادنا فقط"، مشدداً على كونها "أزمة عميقة مرتبطة بالتوترات بين الأصوليين والمشاريع الدينية السياسية". واعتبر ماكرون أن السلطات تتحمل جزءا من المسؤولية في تطور ظاهرة "تحول الأحياء إلى مجتمعات منغلقة"، مضيفا "أنهم (الإسلاميين) بنوا مشروعهم على تراجعنا وتخاذلنا". ودعا في الوقت نفسه إلى "فهم أفضل للإسلام وتعليم اللغة العربية". ومن المفترض أن الرئيس الفرنسي يتمتع بحيادية لكل فئات الدولة ولكن ظهر ميله لليمينين في هذا لخطاب الذي لم يكن الأول من نوعه الذي يظهر فيه هذا . ومن ناحية أخرى رأى البعض أنه روج إلى نظرية المؤامرة التي يفتعلها المسلمون وقد باتت تلك الصورة سائدة في المجتمع الغربي . أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون" الجمعة الثاني من أكتوبر" أن على فرنسا "التصدي إلى الانعزالية الإسلامية" الساعية إلى "إقامة نظام موازٍ" و"إنكار الجمهورية". خطاب الرئيس ماكرون ألقاه الجمعة في" ليه موروه"، أحد الأحياء الحساسة في ضاحية باريس، ولم يشارك في اليوم الثاني من القمة الأوروبية ببروكسيل وأناب فيها عنه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وفقاً لdw الألمانية . وطرح ماكرون مجموعة من التدابير مثل إلزام أي جمعية تطلب مساعدة من الدولة على التوقيع على ميثاق للعلمانية، وفرض إشراف مشدد على المدارس الخاصة الدينية والحد بشكل صارم من التعليم الدراسي المنزلي. وأضاف أن المدارس يجب أن تدرب مواطنين وليس مؤمنين . كما أشار الرئيس الفرنسي إلى أن الدولة ستكون لها السلطة في التدخل إذا قدمت السلطات المحلية تنازلات غير مقبولة للإسلاميين، مستشهدا ب"قوائم دينية" في مقاصف المدرسة أو عند الدخول بشكل منفصل لحمامات السباحة . وذكر ماكرون أن الحظر الذي فرضته بلاده على الشعارات والرموز الدينية، بما في ذلك الحجاب سيتم توسيعه ليشمل موظفي القطاع الخاص الذين يقدمون خدمات عامة. وتزيد هذه الإجراءات المعلن عنها من مخاوف مسلمين فرنسيين من أن التعاطي من أزمة الإسلاموية تحول إلى معاملة غير عادلة وتمييزية تطالهم، في إشارة إلى قضية الحجاب التي طالت مؤخرا شابات مسلمات مثّلن أمام لجنة برلمانية أو مقدمات لبرامج الطبخ على شاشات التلفزيون. وكان حديث ماكرون عن الإسلام تحديدا وقوله بأن "على فرنسا "التصدي إلى الانعزالية الإسلامية"، الساعية إلى "إقامة نظام موازٍ" و"إنكار الجمهورية"، وأثار ردود فعل غاضبة من داخل فرنسا،ومن أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي وفقاً ل بي بي سي . فمن الداخل الفرنسي، أعربت عدة هيئات وجمعيات ممثلة للمسلمين، عن مخاوفها من أن تسهم تصريحات الرئيس الفرنسي وخطته المرتقبة، في انتشار خطاب الكراهية ودفع البعض إلى الخلط بين الدين الإسلامي وتصرفات المتطرفين . أما على صعيد العالم الإسلامي فقد كان لافتا، توالي الردود القوية الرافضة من قبل هيئات إسلامية، إذ استنكر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، تصريحات ماكرون التي تنسف، برأيه، "كل الجهود المشتركة للقضاء على العنصرية والتنمر ضد الأديان". محذرا من مثل تلك "التصريحات العنصرية التي من شأنها أن تؤجّج مشاعر ملياري مسلم" حسب تعبيره. من جانبه رد" الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" على تصريحات ماكرون موضحا أن المقتنعين بالإسلام يزدادون كل يوم "فهو ليس في أزمة، وإنما الأزمة في الجهل بمبادئه وحقائقه والحقد عليه وعلى أمته . واستنكر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر تصريحات ماكرون التي تنسف، برأيه، "كل الجهود المشتركة للقضاء على العنصرية والتنمر ضد الأديان". وقال الوزير الفرنسي، الأحد الماضي، إن بلاده "في حرب ضد الإرهاب الإسلامي". وذكر الوزير بأنه تم إحباط "32 هجوما" في فرنسا على مدى السنوات الثلاث الماضية، موضحا أن ذلك "يساوي تقريبا هجوما كل شهر". وسبق أن انتقد شيخ الأزهر أحمد الطيب ما اعتبره إصرار بعض مسؤولي الدول الغربية على استخدام مصطلح " الإرهاب الإسلامي". وذكرت مجلةForeign policy تقريراً مطولآ أنتقضت فيه خطاب الرئيس الفرنسي ماكرون. ونشرت أنها ليست حجة ولامبرر للبلاد التي تضم أكبر عدد من السكان المسلمين في أوروبا ولكن ربما يكون هدف ماكرون هو : التلويح بأوراق اعتماده المتشددة على الإسلام في بيئة سياسية شعبوية على حساب الأقلية المسلمة الفرنسية المحاصرة بالفعل . كما أوضحت التقرير أن فشل ماكرون في إدراك المبدأ الأساسي في الفصل بين الكنيسة والدولة في فرنسا وحياد الدولة تجاه الدين المنظم يمنعه في الواقع من الأنخراط في ما هو في الأساس خطاب ديني خاص بمجتمع ما لكن الوضع أخطر بكثير من ذلك . ووفقاً للمسئولين والمحللين السياسيين في فرنسا ، قد رأوا أن هذا الخطاب يخبئ خلفه غاية إنتخابية لكسب أصوات اليمينين المتطرفين واليساريين على حساب مسلمي البلاد . ووفقاً للتقرير الذى ذكرتهForeign policy أن فكرة الخطاب تغذي الأنخراط للحرب الثقافية. وذلك لقلب القيم الأوروبية وعلى المسيحين البيض القتال لأنقاذ حضارتهم من المسلمين وعلى ما بيدو أنها نظرية جامحة ولكن شكلها المحترم الذي يدور حول الأنفصالية الإسلامية أنتقل من الهوامش إلى التيار السائد منذ زمن طويل وأصاب اليسار واليمين في السياسة الفرنسية . وإذا كان الإسلام في أزمة فالتدخل الغربي هو السبب الرئيسي وتكرار محاولات تشويه الإسلام دليل على الخوف من إيضاح الرؤية للعالم ماهو الإسلام الحقيقي ومعرفة أنه دين يحمل كل معاني الأنسانية والسلام واليسر . ولكن سواء كانت دعايا إنتخابية لماكرون أو أختراقاً لليمنين المتطرف فالضحية هم المسلمون في النهاية وهم أكثر فئة تتعرض للعنف والعنصرية والترهيب على عكس الصورة التي تصدر للعالم نحو الإسلام .