إنَّ الإسلام فصَّل في كيفية التعامل مع الزوجة الناشز، حيث يأمر الله تعالى عباده المسلمين بالموعظة أوَّلًا، أي أن يعظَ الزوج زوجته الناشز بالكلمة الحُسنى، قال تعالى في سورة النساء: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ}،[4]. فإذا لم تنفع الموعظة فالهجران في المضاجع، قال تعالى: {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ}،[4]وإنَّ لم ينفع الهجران فالضرب التأديبي، قال تعالى: {وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}،[4]. وليس المقصود بالضرب الضرب المبرّح والمؤلم، إنَّما الضرب التأديبي الذي لا يورّث الحقد والبغضاء والكراهية، والله تعالى أعلم. إنَّ الزواج فطرة فطر الله تعالى عليها البشرَ أجمعين، وهو سبب لاستمرار النسل البشري على هذا الكوكب، وهو آية من آيات الله تعالى، فيه تسكن روح البشر وتنتشر المودَّة والإلفة، قال تعالى في سورة الروم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}،[1]. وهو امتثال لأوامر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حيث يقول في الحديث: "منِ استَطاعَ منكمُ الباءةَ فليتزوَّجْ، فإنَّهُ أغضُّ للبصرِ، وأحصنُ للفرجِ، ومن لم يستَطِعْ منكُم فعلَيهِ بالصَّومِ، فإنَّهُ لَهُ وِجاءٌ".