العفة من اخلاق الصالحين ومن الاعمال التى يحبها الله سبحانه وتعالي وقال اهل العلم ويمكنُ القول إنَّ الزنا في الإسلام هو إقامة علاقة جنسيّة بين شخصين بشكلٍ غيرِ مشروع، أيْ أنْ يجامعَ رجل امرأة دون زواج أو ملك يمين، أمَّا تعريف العلماء للزنا فهو يُغيَّب ذكر الرجل في فرج المرأة دون شرط الإنزال، ويعتبر الزنا كبيرة من الكبائر التي توعَّد الله مرتكبها بالعذاب الأليم، وقد حذَّر الله تعالى المسلمين من الاقتراب من الزنا بكلِّ أشكاله، قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [1]. إنَّ الحديث عن تعريف الزنا الإلكتروني حديثٌ ظهر في العصر الحديث مع تطوُّر العلم الحديث، ووجود الإنترنت وما إلى هنالك من وسائل التواصل الحديثة بين البشر، وقد عرَّفه بعض الباحثين على أنَّه إشباعٌ جنسيٌّ يكون بتعرِّي الجنسين لبعضهما أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية، وقيلَ أيضًا: إنَّ الزنا الإلكتروني هو مشاهدة الأفلام الإباحية والصور الإباحية، أو هو المراسلات التي تحتوي أشياء جنسية بين الجنسين، ويمكن تلخيص هذه التعاريف بتعريف الزنا الإلكتروني على أنَّه جنس افتراضي يقوم به الناس على الشبكة العنكبوتية في سبيل إشباع الرغبات الجنسية. وقد استند العلماء في تسمية هذه المراسلات بالزنا على حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله قال: " كتَبَ اللهُ على كلِّ عُضوٍ حظَّهُ منَ الزِّنا؛ فالعَيْنُ تَزني وزِناها النَّظَرُ، واللِّسانُ يَزني وزِناهُ الكَلامُ، واليَدانِ تَزنيانِ وزِناها البَطْشُ، والرِّجْلُ تَزني وزِناها المشْيُ، والسَّمْعُ يَزني وزِناهُ الاستماعُ، ويُصدِّقُ ذلك الفَرْجُ أو يُكذِّبُهُ. وكيفية تثبيت الزنا عندما حرَّم الله تعالى الزنا وجعلَ لمرتكبه عقوبة قاسية في الدنيا والآخرة، فرض مع ذلك أمورًا شديدة لتثبيت الزنا على أحد من الناس، حتَّى لا تكثر الشبهات والاتهامات الباطلة والقذف غير المثبت بالأدلة والبراهين، فجعل الله تعالى لتثبيت الزنا على أحد شروطًا يجب مراعاتها قبل تطبيق حد الزنا وتثبيت الحكم على الزاني أو الزانية، وهذه الشروط هي: [5] شهادة أربعة شهود: يجب على من اتَّهم أحد من الناس بالزنا أن يأتي بأربعة شهود يشهدون معه على أنَّهم رأوا فلانًا من الناس يزني مع فلانة ورأوا دخول ذكره في فرجها ويشهدون على ذلك، والدليل على هذا هو: جاء في الحديث عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنَّه قال: "جاءت اليهودُ برجلٍ وامرأةٍ منهم زنيا، قال: ائتوني بأعلَمِ رجلَيْن منكم، فأتَوْه بابنَيْ صوريَّا، فنشدهما كيف تجِدان أمرَ هذَيْن في التَّوراةِ؟ قالا: نجِدُ في التَّوراةِ إذا شهِد أربعة: أنَّهم رأَوْا ذكَرَه في فرْجِها مثلَ الميْلِ في المُكحُلةِ رُجِما، قال: فما يمنعُكما أن ترجموهما؟ قالا: ذهب سلطانُنا، فكرِهنا القتلَ، فدعا رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بالشُّهودِ، فجاؤوا بأربعةٍ فشهِدوا أنَّهم رأَوْا ذكرَه في فرْجِها مثلَ الميْلِ في المُكحُلةِ، فأمر رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- برجمِهما" [6]. وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "يا رسولَ اللهِ! إن وجدتُ مع امرأتي رجلًا، أؤمْهِلُه حتى آتيَ بأربعةِ شهداءَ؟ قال: نعم". [7] الإقرار والاعتراف: وهو أن يعترف الزاني والزانية بفعلتهما وفي هذه الحالة لا حاجة للشهود وجدير بالذكر إنَّ إثبات الزنا بشهادة شهود أمر صعب للغاية، وقد أكَّد على هذا الشيخ ابن عثيمين في قوله: "قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: ولم يثبت الزنا بطريق الشهادة من فجر الإسلام إلى وقته، وإنما ثبت بطريق الإقرار؛ لأن الشهادة صعبة.