قالت صحيفة "الفاينشال تايمز" البريطانية إن أكثر النقاط التي تقلق المعارضة بشدة وتضعها دائما في محل الهجوم هو أن الكثير من المصريين لا يستطيعون الفصل بين المعارضة لمشروع الرئيس مرسي السياسي، والمعارضة للإسلام، فالجميع يعتقدون أن مجرد معارضة الرئيس مرسي يعني معارضة الإسلام، وهذا غير صحيح. وأضاف الرئيس "محمد مرسي" دعا للاستفتاء على الدستور يوم 15 ديسمبر الجاري ليكون بمثابة مخطط لنظام سياسي جديد بعد ثورة يناير 2011، فالدستور الجديد يقلل من صلاحيات الرئيس ويقوي البرلمان، ومع ذلك، فإنه يبقي على المميزات التي كان يتمتع بها العسكر خلال حكم مبارك، حيث يسمح لهم بمحاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية، كما يفتح الطريق لدور أكبر للدين في الحكومة والتشريع. وتابعت أنه عقب دعوته للاستفتاء اندلعت مظاهرة ضخمة للإسلاميين أمام جامعة القاهرة فرحا بالقرار، فيما تظاهر الآلاف على الجانب الآخر في ميدان التحرير ضد القرار، وقال المعارض المصري "محمد البرادعي" إن الحملة من أجل الديمقراطية ستستمر، مسودة الدستور تقوض الحريات الأساسية وتنتهك القيم العالمية.. النضال سيستمر". وأوضحت أن المعارضة لمشروع الرئيس مرسي السياسي يراه الكثير من المصريين معارضة للإسلام، وقد اتهم مؤيدو الرئيس مرسي المعارضين بأنهم يرفضون إعطاء الإسلام دورا أكبر في الدولة، وقال أحد المتظاهرين ويدعى "مفرح عبد الرسول" قوله:" هؤلاء الناس ضد الإسلام السياسي لأنه إذا نجحت سيتم تهميشها لمدة عقود.. لذلك فإنها مسألة إيديولوجية. ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الخلط يعتبر من أكثر النقاط التي تقلق معارضي مرسي، لأنهم يخشون من عدم وضوح الخطوط الفاصلة بين معارضة مشروع مرسي السياسي، والمعارضة للإسلام، وقد عززت هذه المخاوف المتظاهرين وهتافاتهم، مشيرة إلى أن هناك حملة لتشوية خصوم مرسي العلمانيين وإظهارهم على أنهم يقفون في طريق الدين، إما عن جهل أو لتنفيذ أجندات شريرة. وقال أحد المتظاهرين: "أقسم بالله هذا النزاع مؤامرة.. لو كانت سياسية.. لكان قد تم حلها من خلال المناقشات، لكن زعماء المعارضة كلهم متآمرين".