احتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين للإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المصري محمد مرسي أمام جامعة القاهرة الواقعة في محافظة الجيزة وينتمي معظمهم إلى التيار الإسلامي من جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية. ويرفع المتظاهرون شعار الشرعية والشريعة و نعم للإعلان الدستوري على المنصة الوحيدة التي نصبت أمام الجامعة التي أغلقت أبوابها بسبب المظاهرات الضخمة. ولا تزال مسيرات بالالاف من مؤيدي الإعلان الدستوري تتوجه نحو جامعة القاهرة للتظاهر. وتنطلق هذه المسيرات من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين والاستقامة بالجيزة وعمرو بن العاص بمصر القديمة. وقرر مجلس نقابة الصحفيين المصريين بالإجماع احالة نقيب الصحفيين ممدوح الولي للتأديب لمخالفته قرار الانسحاب من الجمعية التأسيسية. وكتب رئيس وزراء مصر هشام قنديل على حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى تويتر أدعو الشعب المصرى لقراءة الدستور ومراجعة مواده حتى يمكنهم التصويت عليه بإرادة حرة وبما يحقق مصلحة الوطن العليا. ويواصل المئات من المتظاهرين الرافضين للإعلان الدستوري اعتصامهم في ميدان التحرير رافعين شعار لا للإعلان الدستوري و حل التأسيسية . ويغلق المعتصمون مداخل ومخارج الميدان خوفاً من أي اعتداء عليهم بعد شائعات بأن مؤيدي مرسي ربما يتوجهون إلى الميدان. وتأتي هاتين المظاهرتين، بينما يستقبل الرئيس مرسي أعضاء الجمعية التاسيسية بقيادة القاضي حسام الغرياني في قاعة المؤتمرات بمدينة نصر بدلا من القصر الرئاسي. وشهدت الاسكندرية اشتباكات وتراشق بالحجارة أمام مسجد القائد ابراهيم بين عدد من المتظاهرين المؤيدين والمعارضين للإعلان الدستوري. ويبدي معارضو مرسي غضبهم من أن الجمعية التأسيسية التي يسيطر عليها الإسلاميون والتي أنيط بها إعداد مسودة الدستور صوتت الجمعة على عجل عليه. وأسرعت الجمعية التأسيسية في إنجاز مهمتها بسرعة كبيرة حتى تتفادى حكما قضائيا محتملا للمحكمة الدستورية كان يرمي إلى حلها. ويعارض كبار القضاة في مصر الرئيس مرسي بسبب منحه سلطات واسعة لنفسه الأسبوع الماضي. ويقول مراسل بي بي سي في القاهرة ،جون لاين، إن الرئيس مرسي قد يعلن عن إجراء الاستفتاء المنتظر على مسودة الدستور السبت على أن يجرى في غضون أسبوعين على الأكثر. ويضيف مراسلنا أن النقطة المهمة تتمثل في ما إذا كانت المعارضة قادرة على حشد جهودها خلال عملية الاستفتاء. وكان عشرات آلاف من معارضي مرسي احتشدوا الجمعة في ميدان التحرير ورددوا شعارات من قبيل الشعب يريد إسقاط النظام . وأعرب معارضو مرسي عن استيائهم من سرعة إقرار الجمعية التأسيسية لمشروع الدستور يوم الجمعة. ومن المقرر ان تنظر المحكمة الدستورية العليا الاحد المقبل دعاوى تطالب بحل الجمعية التأسيسية. وهناك أزمة تشهدها مصر بين القضاة والرئيس منذ إصداره الإعلان الدستوري الذي منحه سلطات جديدة واسعة الأسبوع الماضي. ودعت جماعة الإخوان المسلمين وعدد من الأحزاب الإسلامية إلى تظاهرة اليوم الداعمة لمرسي. وتؤكد هذه الأحزاب أن المشاركة الكبيرة في هذه المسيرة ستظهر الدعم الشعبي لخطوات مرسي الأخيرة. ووفقا للإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي، لا يمكن نقض قرارات الرئيس من قبل أي جهة بما فيها القضاء، إلا بعد إقرار الدستور الجديد وإجراء انتخابات برلمانية جديدة. وينص أيضا على عدم إمكانية حل الجمعية التأسيسية. ويؤكد مرسي أنه سيتخلى عن سلطاته الاستثنائية فور إقرار الدستور في استفتاء شعبي. ويتوقع أن يصدق الرئيس في وقت لاحق السبت على مشروع الدستور قبل طرحه للاستفتاء الشعبي. وشهد ميدان التحرير بوسط القاهرة الجمعة مظاهرات حاشدة دعت إليها القوى السياسية لإبطال الإعلان الدستورى الذي أصدره الرئيس مرسى الأسبوع الماضي. وتأتي المظاهرات بعد ساعات من تصويت الجمعية التأسيسية على المسودة النهائية للدستور لعرضها على الرئيس. ويطالب المتظاهرون بإلغاء الإعلان الدستورى الجديد ووقف الاستفتاء على مسودة الدستور الحالية وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية لكتابة دستور البلاد بشكل متوازن يضمن إصدار دستور يعبر عن كل المصريين والقصاص لشهداء الثورة منذ 25 يناير مرورا بالمرحلة الانتقالية وحتى أحداث محمد محمود الثانية. كما يطالبون بإصدار تشريع للعدالة الانتقالية يمكن من إعادة محاكمة رموز النظام السابق وإقالة وزير الداخلية أحمد جمال الدين، وإسقاط حكومة الدكتور هشام قنديل وتشكيل حكومة ثورية . ودعا محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور المعارض ، الرئيس مرسي إلى التراجع عن الإعلان الدستوري الجديد واعتبار مشروع الدستور الحالي فاقدا للشرعية. وطالب البرادعي، خلال كلمة في ميدان التحرير بالقاهرة، بالتوافق على لجنة تأسيسية لإعداد دستور جديد، كما حمّل مرسي المسؤولية عن تداعيات عدم الاستجابة لتلك المطالب، قائلا إن ذلك سيضع المشروعية الدستورية للرئيس على المحك، على حد تعبيره وذكرت وسائل إعلام مصرية أن محتجبن رددوا هتافات معادية للرئيس مرسي أثناء أداء صلاة الجمعة بمدينة القاهرةالجديدة مما اضطره للانصراف مسرعاً في صحبة قوات الأمن التي قامت بإخراجه على الفور بعدما سادت حالة من الهرج. وكان خطيب الجمعة قد أثنى على قرارات مرسي وشبه المعارضين له ب نخبة قريش وقال إن مرسي يستطيع أن يعزل من يريد من القضاة كما كان يفعل خلفاء المسلمين وهو ما أثار معارضي مرسي من الحاضرين ودفعهم للهتاف ضد الخطيب والرئيس. وكانت جلسة التصويت على مسودة الدستور المصري الجديد قد استغرقت نحو 16 ساعة في خطوة اعتبرت محاولة لاستباق قرار المحكمة الدستورية التي أشارت إلى أنها ستنظر في أمر حل الجمعية التأسيسية الأحد المقبل. وفي مقابلة مع التلفزيون المصري قال مرسي الاعلان الدستوري لادارة المرحلة الانتقالية وهي مرحلة حرجة لنا جميعا . واضاف ينص الاعلان الدستوري على ان العمل به سيتوقف فور التصويت على دستور جديد . وقاطع الليبراليون واليساريون والمسيحيون اللجنة التأسيسية متهمين الاسلاميين بفرض رؤيتهم وآرائهم وتهميش الغير. واعرب معارضو المسودة عن قلقهم ان بعض مواد الدستور، مثل أهمية اعلاء قيم الاسرة، يمكن استخدامها للحد من حرية التعبير.