الرئيس المنتخب محمد مرسي قال في أول حواره التليفزيوني أنه أستند إلي الشرعية الثورية في اعلانه الدستوري، وفي آخر الحوار قال ان الشرعية الثورية انتهت بانتخاب رئيس الجمهورية! الرئيس لا يعرف لماذا اصدر اعلانه الدستوري الذي جعل مصر كلها علي حافة حرب اهلية، الرئيس الذي اقسم ثلاث مرات علي احترام الدستور، وردد مع الثوار في ميدان التحرير عيش، حرية ،عدالة اجتماعية، انتهك الدستور، واصدر دستوراً يمنحه الصفات الإلهية ويضمن له ولحزبه الأبدية فى حكم مصر، فلم يعرف التاريخ ديكتاتوراً تنازل عن ديكتاتوريته فى سبيل حرية شعبه. الدكتور محمد مرسى يستهزئ بعقول المصريين ويقول انه حقق مطالب الثورة والثوار بإقالة النائب العام ، وأمر بإعادة المحاكمات، ولم يقل لنا لماذا اقال النائب العام الان، اذا كان يعلم انه لا يستحق البقاء في منصبه ، واية محاكمات يتحدث عنها وهو يعلم تماما انه لا إعادة للمحاكمات الا بوجود ادلة جديدة، فهل ظهرت لديه ادلة جديدة، أم انه يعتقد ان المصريين بلهاء لدرجة ان يلتقطوا هذا الطعم، ولا يلتفتون لباقي قرارات الاعلان الدستوري . من الواضح ان السيناريو المعد للكشف عن الوجه الحقيقي للإخوان بدأ تنفيذه مشهداً تلو الآخر، فالاعلان الدستوري تبعه بساعات المشهد الهزلي لتمرير مسودة الدستور ،غصباً عن ارادة الشعب وكل القوي الوطنية، التي اتهمها رئيس الجمهورية بأن فيها الفلول، والعملاء، والخونة، والسوس، وعاشقي الزنقات والحواري، ورغم يقين الرئيس المصري الإخواني بخطورة هذه القرارات، ومردودها علي القوي الوطنية، وما قد يسفر عن المواجهات بين مؤيديه ومعارضيه، الا انه اراد ان تكون قمة الدراما والمأساة في مشهد واحد ،قد يكون مردوده قوياً وله ضحايا، الا ان الحل سيكون بالتنازل عن بعض القرارات او حل بعض العقد والابقاء علي البعض الاخر، وهنا سيظهر بمظهر الضحية، أو بالعامية «شوية عليه وشوية علي الشعب والقوي الوطنية»، وهذا منتهي الكرم . اما اذا عرض ما في جعبته واحدة واحدة وتتم مناقشة كل علي حدة فلن يستطيع تحقيق ايا من اهدافه واحلام الاخوان ،لانها سترفض جميعها واحدة تلو الاخري ،ولن يجد مجالاً لإظهار كرمه وكرم الاخوان علي مصر والمصريين، خاصة انه يري ان 90% من الشعب المصري يؤيده ،طبعا حسب ما يقدم له من تقارير، تماما كما كان الامر مع الرئيس المخلوع الذي كانت التقارير الامنية التي تقدم له تصور له ان 90% من المصريين يعشقونه ولا يذهبون لفراشهم الا بعد الدعاء له ،فحديث الرئيس محمد مرسي للتليفزيون المصري اعاد لي احاديث المخلوع. الشارع المصري يغلي، والحرب الاهلية تدق الابواب، وحرب الشوارع بدأت، والدعوات للعصيان المدني تزداد يوما بعد الاخر، والاعتصامات في كل النقابات، والرئيس يخرج بمنتهي الهدوء ويقول للمصريين حبوا بعض، الخير قادم ،خير كتير قوي، بس حبوا بعض، واسمعوا الكلام !!! لك الله مصر، وتحيا الثورة التي يحميها شعبها، واقسم ألا يعود إلا بعد ان تحقق اهدافها، عيش، حرية، عدالة اجتماعية !