كشف مصدرون ورجال أعمال عن ايقاف عدد كبير من الشركات العالمية لصفقاتها الاستيرادية من مصر تخوفا من عدم الاستقرار . أكد المصدرون أن بعض السلاسل التجارية الكبرى انسحبت تماما من السوق المصرى ، بينما قلصت كثير من السلاسل من مشترياتها خاصة فى قطاع الملابس الجاهزة . وقال جلال الذوربا رئيس اتحاد الصناعات المصرية أن هناك حالة ذعر كبيرة لدى كبار المستوردين من مصر تخوفا من ضبابية المشهد السياسى . وقال إن مستقبل التصدير مقلق للغاية ، خاصة وأن السلاسل العالمية ملتزمة بتوقيتات لمواسم البيع خاصة فى السوق الامريكى الذى يعد اكبر سوق يستوعب صادرات مصر . وقال المهندس مجدى طلبة رئيس المجلس التصديرى للملابس الجاهزة السابق أن الشهر الحالى شهد أكبر تقليص لمشتريات الشركات الصناعية الكبرى من مصر . وأوضح أن سلسلة "ميسز " الامريكية التى تعد من أكبر سلاسل بيع الملابس انسحبت تماما بعد أن كانت تستورد وحدها بنحو 35 مليون دولار من المصانع المصرية . كما قررت مجموعة " وارناكو " الامريكية تقليص مشترياتها من مصر من 75 مليون دولار إلى 35 مليون دولار . أما مؤسسة "وول مارت " العالمية فقد قررت إجراء دراسة تفصيلية عن السوق المصرى قبل اتخاذ قرار بالانسحاب منه . وقال " طلبة " أن المتابع لأرقام صادرات الملابس خلال العام الحالى يكتشف تراجع حجم الصادرات بنسبة 3% خلال الربع الاول من العام ، ثم 10 % خلال الربع الثانى ، ثم 20 % خلال الربع الثالث . وأوضح أن ذلك أدى إلى اضطرار مصانع كثيرإلى تصفية العمالة بنسب تراوحت بين 25 و40 % ، ومن المعروف أن متوسط عدد العاملين فى مصنع الملابس يقدر بنحو الفى عامل . وقال إن الوضع العام خطير جدا ، مؤكدا أن هناك 2500 مصنع أغلقت خلال العامين الماضيين وكلها من المصانع المتوسطة ، ومشيرا إلى أنه أبلغ رئيس الوزراء أن المرحلة القادمة ستشهد اغلاق المصانع الكبيرة . ومن المعروف أن صادرات قطاع الملابس الجاهزة بلغت قيمتها خلال الربع الاول من العام الحالى 2مليار و700 مليون جنيه من إجمالى 13 مليار جنيه مستهدف خلال العام . وأكد هانى قسيس نائب رئيس غرفة صناعات الطباعة أن الامر لا يقتصر على صادرات الملابس وإنما يمتد إلى كافة القطاعات الصناعية المصدرة . وأشار إلى أنه تلقى اتصالات لتعليق معظم التعاقدات الخاصة بالعام الجديد تخوفا من المستوردين لعدم إمكانية الالتزام بمواعيد التوريد . وقال إن المليونيات المؤيدة والمعارضة ، وحالة الصراع السياسى ، والتخوف من اندلاع عمليات عنف أدى إلى شيوع حالة من فقدان الأمل لدى المشتريين الاجانب للسلع المصرية .أضاف إنهم هم فقدوا الامل فى التوريد فى نفس المواعيد .