تحت عنوان "مرحبا إفريقيا" عقدت أمس ندوة علي هامش مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ضمت مجموعة من صناع ومنتجي وموزعي الأفلام الإفريقية وهم مايكل أجيرا مدير صندوق التنمية للسينما الإفريقية في نيجريا وديفيد سيموريست منظمة للأفلام في إنجلترا ولها اهتمام خاص بالسينما الإفريقية والسيدة فيردوز بولبوليا من جنوب إفريقيا وهانز كريستيان من ناميبيا والمخرج النيجيري نيوتين أديوكا وفايث إيساكيبر. ودارت الندوة حول التحديات والصعوبات التي تواجه السينما الإفريقية وكيفية التغلب عليها .. في البداية أكدت فيردوز أن إفريقيا تحتاج إلي الجميع لتسليط الضوء عليها موضحة أن القاهرة كعادتها دائما تكون صاحبة الرعاية لهذه المبادرة ومهرجان القاهرة كونه يستضيف السينما الإفريقية فهو إشارة مهمة إلي العالم بأن إفريقيا علي الساحة الفنية العالمية ولها قيمة ضرورية تجاه السينما العالمية. وقالت فيردوز: الآن أصبحنا نواجه قرصنة الأفلام الإفريقية فهناك العديد ممن يبحثون عن هذه الأفلام التي تحكي الواقع الإفريقي ويقومون ببيعها بأثمان بخثة أو مجانا أحيانا". وأكد هانز كريستيان أن إفريقيا تسعي دائما إلي الوجود علي الساحة السينمائية في العالم من خلال استخدام الأساليب الفنية الحديثة فدائما ما نري أن السينما الإفريقية تقوم بنقل الواقع الإفريقي داخل المجتمع، والمخرج الكبير يوسف شاهين أخرج العديد من الأفلام القريبة من الجمهور الذين باتت هذه الأفلام في أذهانهم حتي الآن، وخاصة الأفلام التي تتناول الحقبة الاستعمارية السابقة. وأضاف كريستيان أننا أمام تحد كبير وهو كيفية إنتاج أفلام إفريقية علي هذا المستوي خاصة أننا بحاجة ماسة إلي تكاتف كل قوي المجتمع السينمائي من أجل البحث عن تمويل. وأشار هانز إلي أن السينما الإفريقية تتناول الواقعية داخل مجتمعاتها، وهو ما يعوق انتشارها ولكننا نبحث دائما عن الاستفادة في كل الأفلام العالمية التي تعتمد قصصها علي الاحتكاك بالعالم الثالث. وقال المخرج النيجيري نيوتن أديوكا: "إننا نريد حماية وسلامة الهوية الإفريقية علي أساس سليم، فقد أصبحت الأفلام الوافدة أي كان مصدرها، أو الجهة الموزعة لها تخضع لرقابة صارمة حرصا علي السلام الاجتماعي وخشية من تفشي أفكار بين الشعوب المستعمرة من خلال فن جماهيري وتحقق متابعته بصورة جماعية، ويتلاحم من خلاله المشاهدون متطلعين إلي صورة واحدة . وأضاف أديوكا: منذ السبعينيات وبالتحديد عام 97، تأسست مؤسسة السينما النيجيرية بهدف تدريب الفنانين الوطنيين ومساعدة السينمائيين في التسويق وتوفير البيئة الأساسية لصناعة السينما ولكن ليس بالنيات ولا الدعاوي الطيبة تتحقق الأهداف فلم تحقق المؤسسة شيئا تقريبا بل جاء ظهورها في توقيت حرج وسيئ جدا بالنسبة للسينما وربما الصناعات كافة بسبب تخفيض العملة النيجيرية الذي كان له أثره السيئ في صعوبة الاستيراد بأسعار أصبحت باهظة الثمن ولسلع أساسية في الصناعة مثل الفيلم الخام كما أصبحت عمليات المونتاج والطباعة التي تجري في الخارج وتكون فوق طاقة أي مُنتج. واتفق معه في الرأي ديفيد سيموريست، قائلاً: لاشك أن هناك تحديات كبري تواجه الفيلم الافريقي والمشكلة الأساسية فيه هي مشكلة الإنتاج ولا ننكر أنه قد تفجرت في هوليوود صناعة مزدهرة لفتت نظر وسائل الإعلام الأجنبية وهي صناعة نسوق لها الآن في جميع أنحاء إفريقيا وبقية العالم ومنذ ذلك الحين تم إنتاج الآلاف من الأفلام النيجيرية وانطلقت إلي السينما العالمية وأصبحت هوليوود إحدي أهم المؤسسات في صناعة الفيلم حيث يبلغ رأسمالها 500 مليون دولار وفي ازدياد مستمر . وأضاف سيموريست: بالنسبة للسينما الإفريقية بوجه عام فإننا نري أن القضاء علي مشكلة الإنتاج السينمائي يجب أن يكون بتكوين شركات تدعم الفيلم الإفريقي الذي يصل تكلفته إلي 10 آلاف دولار وهذا الرقم يعد ضخما في بلد لديها قطاعات عدة ومشاريع ضخمة وأعداد هائلة من السكان تحتاج إلي كل دولار. وقال مايكل أجيرا: إن المشاركة النيجيرية في مهرجان السينما الدولي يمثل أحد أهم الركائز للانطلاقة الي العالم وفيلم "مبادلة الهاتف" يعد أحد الأفلام النيجيرية ذات الطابع الخاص ويمثل اتجاها تحتذي به للنموذج الهوليودي لكن مع الاحتفاظ بحق الاحتكار، ونتمني أن نري السينما الإفريقية ذي مكانة عالمية في كافة المهرجانات الدولية ونكون قد تغلبنا علي مشكلة إنتاج وصناعة الفيلم. وأضاف فايث إيساكيبر: العالم يحتاج إلي التعرف علي المجتمع الافريقي وهذا لن يكون إلا بإنتاج أفلام تحكي هذا الواقع وتكشف الوجه الخفي لإفريقيا الذي لا يعرفه الكثيرون ولذا أتوجه بنداء إلي كل مجتمعات السينما في العالم وخاصة مصر من أجل التوحد لإنقاذ الفيلم الإفريقي والعمل علي انتشاره في كل زمان، فالمهرجانات العالمية تدعونا للمشاركة وجميعنا نعرف أن جمهور تلك المهرجانات هو جمهور خاص فما تحتاج إليه السينما الإفريقية هو انتشار علي المستوي المحلي والدولي.