تُعدّ سورة الفاتحة من أعظم سور القرآن، فهي التي حفظها العبد عن ظهر قلب إذْ لا تصح الصلاة إلّا بها؛ لذلك وَجبَ على المسلم أنْ يُتقن حفظها وتجويدها، وتعددت التفاسير في السبع المثاني، ففي قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ. ورد في تفسيرها أنّ السبع المثاني هنّ: "السور الطوال: البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنعام، الأعراف، ويونس، فيهنّ الفرائض والحدود"، وورد أيضًا أنّها فاتحة الكتاب بدليل حديث رسول الله، حيث قال: "الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ"،[5]. وقيل أنّ هذا هو الصواب، واختلفوا في معنى المثاني فقال بعضهم: إنّما سميت مثاني؛ لأنّها تُثنى، وتُقرأ في كلّ ركعة من الصلاة،[6]. فسورة الفاتحة هي التي لم ترد بهذه المعاني إلّا في القرآن، بدليل قول رسول الله: "والَّذي نفسي بيدِهِ ما أنزِلَتْ في التَّوراةِ ولا في الإنجيلِ ولا في الزَّبورِ ولا في الفرقانِ"،[7] . ورُغمَ قُصرِ آياتها إلّا أنّها تشتمل على أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، والألوهية والأسماء والصفات، وهي شفاء للقلوب والأبدان، وفيها أنفع الدّعاء، بقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}،[8] فيُطلب من الله الإستعانة في كلّ ركعة في اليوم، هذا ولشرفها وعظيم فضلها سميت بأسماء متعددة، وفيما يأتي بيان ذلك.