أرسلت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، شكوى إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري بالأمم المتحدة، بشأن اختفاء المواطن السوري عبد الرزاق أحمد أرزيق، والمقيم في دولة قطر . واستعرضت الشكوى خلفيات اختفاء "أرزيق"، وآثاره السلبية على الحقوق الشخصية له، وتناقضه مع مواثيق حقوق الإنسان الدولية، والتي تعتبر قطر طرفاً فيها، مؤكدة على أن هذه الحالة تمثل اتجاها نظاميا تبنته السلطات القطرية وتمارسه على نطاق واسع خلال الفترة الأخيرة. وأوضحت المؤسسة أن "أرزيق" اختفي من مقر اقامته بمدينة اللقطة في الثامن والعشرين من مايو 2020، حيث قام ثلاث أشخاص يرتدون الزي المدني باختطافه واقتياده لمكان غير معلوم، كما فقد شقيقه الاتصال به منذ ذلك التاريخ وبالبحث في كل المراكز التابعة لوزارة الداخلية والبحث الجنائي والأمن الوقائي تم الإفادة من قبل مركز شرطة الريان بانه محتجز في جهاز امن الدولة القطري. وأوضحت المؤسسة أن دولة قطر تمارس الاخفاء القسري، والذي تعرفه الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري بأنه "الاعتقال أو الاحتجاز أو الاختطاف أو أي شكل من أشكال الحرمان من الحرية يتم على أيدي موظفي الدولة، أو أشخاص أو مجموعات من الأفراد يتصرفون بإذن أو دعم من الدولة أو بموافقتها، ويعقبه رفض الاعتراف بحرمان الشخص من حريته أو إخفاء مصير لشخص المختفي أو مكان وجوده، مما يحرمه من حماية القانون"، وهذه الممارسات في قطر ليست عارضه أو فردية، إنما ممارسات ممنهجة ضد كل من يخالف أو ينتقد سياسات الإمارة. من جانبه قال أيمن عقيل، رئيس مؤسسة ماعت، إن لمادة التاسعة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والمصدق عليه حديثا من قبل دولة قطر بموجب المرسوم رقم 40 لسنة 2018، تنص على أن لكل فرد الحق في الحرية وفى الأمان على شخصه. وأضاف عقيل، أنه لا يجوز توقيف أحد أو اعتقاله تعسفا كما لا يجوز حرمان أحد من حريته إلا لأسباب ينص عليها القانون وطبقا للإجراء المقرر فيه، ولا يتوجب إبلاغ أي شخص يتم توقيفه بأسباب هذا التوقيف لدى وقوعه كما يتوجب إبلاغه سرغيعا بأية تهمة توجه إلي. وأفاد محمد أرزيق، شقيق المختفي قسرا أن منذ اختفاء أخيه تواصل مع اللجنة الوطنية لحقوق الانسان بقطر والسفارة السورية بقطر وقوبلت مطالبه بالمماطلة ولم يتلق حتى اليوم أي رد منهم بشأن مكان وسبب اعتقاله. وأوضح رئيس مؤسسة ماعت، أن الشكوى التي تقدمت بها مؤسسة ماعت طالبت بتدخل الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري، لتذكير السلطات القطرية بالتزاماتها باحترام وضمان حقوق الإنسان الأساسية للمواطنين القطريين والمقيمين في جميع الظروف، ووضع حد للقمع الحالي التي تمارسه السلطات القطرية ضد كل من يمارس حقه في التعبير عن رأيه، وطالب عقيل الفريق العامل بالضغط على السلطات القطرية من أجل كشف مصير المواطن السوري، وإجراء تحقيق مستقل في الواقعة. من جانبه صرحت منة الله عبد الرؤوف، مديرة وحدة الاليات الدولية، أن الشكوى تلقتها الحكومتين القطرية والسورية للرد على ما جاء فيها ونأمل في سرعة الرد واتخاذ كافة الإجراءات للإفراج عنه نظرا لانقضاء مدة المقررة للاحتجاز او عرضه على النيابة والافصاح عن سبب اعتقاله والتحقيق فيه مع تواجد محاميه، كما سيتم نشر نص الشكوى فور انقضاء المدة المقررة لاستقبال رد.