شهر محرم من الشهور المباركة العظيمة، وفيه تُعظّم الأعمال الصالحة، وقد خصّ الإسلام شهر محرم بعددٍ من المزايا العظيمة، وأمر المسلمين بتعظيم هذه الشعائر واغتنام فرصة الأجر والثواب، وقد سمي هذا شهر محرم بهذا الاسم لأنّ العرب كانوا يُحرّمون القتال فيه، إذ يوجد في السنة القمرية أربعة أشهرٍ حُرُم، منها ثلاثة متوالية وهي: ذو القعدة وذو الحجة ومحرّم، وواحد منها يأتي مفردًا وهو رجب، وقد عظّم الله حرمات هذه الأشهر وجعل الذنب فيها أعظم، والعمل الصالح أيضًا أعظم أجرًا، ومن فضل شهر محرّم ما يأتي: تُضاعف فيه الحسنات والأجر، وتعظم فيه الحرمات. يبدأ فيه التاريخ الهجري. فيه يوم عظيم وهو يوم العاشر من محرّم والذي يُسمى عاشوراء، وأجر صيامه عظيم، كما أنّ القربات فيه عظيمه، كما أنّ الله تعالى نجى موسى -عليه السلام- وقومه في هذا اليوم وأهلك فرعون. قال تعالي"مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80). قوله تعالى : من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا قوله تعالى : من يطع الرسول فقد أطاع الله أعلم الله تعالى أن طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم طاعة له . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من أطاعني فقد أطاع الله ومن يعصني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصانيفي رواية . ومن أطاع أميري ، ومن عصى أميري . قوله تعالى : ومن تولى أي أعرض . فما أرسلناك عليهم حفيظا أي حافظا ورقيبا لأعمالهم ، إنما عليك البلاغ . وقال القتبي : محاسبا ؛ فنسخ الله هذا بآية السيف وأمره بقتال من خالف الله ورسوله .