حين أعلن حزب الحرية والعدالة عن ترشيح د.محمد مرسى رئيساً ..بحثت يومها على النت عن محمد مرسى لأتعرف عليه ..وقرأت عنه وشاهدت الفيديوهات التى صورت له فى مجلس الشعب حين كان نائباً ..وخرجت من كل ذلك بفكرة أن محمد مرسى شجاع ومخلص وفصيح وملم بكل المشكلات تقريباً وقارنته بباقى المرشحين الثلاثة عشر واخترته ، وكتبت وقتها سلسلة من المقالات أدعو لانتخابه على أساس قوته واخلاصه وأن مصر فى الفترة الحالية تحتاج الى القوى الشجاع لكى يستطيع أن يسيطر على الوضع المتفجر فى ذلك الوقت ومازال وأتوقع أن يظل متفجراً لبعض الوقت..وقلت فى أحد المقالات إن المنافسة انحصرت واقعياً بين التيار الاسلامى والتيار الفلولى لأنهما القوتان الوحيدتان على الساحة السياسية وأنه من الحماقة انتخاب النظام الفاسد الذى ضيع مصر لكى يضيع كل أمل تبقى لها..وصدق ظنى بعد الجولة الأولى للانتخابات حيث أسفرت التصفية عن مرشح التيار الاسلامى مرسى ومرشح التيار الفلولى شفيق..الى آخره..ومرسى رئيساً لم يخيب ظنى بخصوص فكرة القوة والشجاعة فأقال طنطاوى وألغى الاعلان الدستورى ..ورأينا موقفه الأخير فى موقعة غزة وكيف أعاد لنا بجرأته عزتنا الوطنية المفقودة..وأفلح فى كسر ارادة العدوان .. فوجدنا أننا ولأول مرة منذ نحو أربعين سنة نخرج من أزمة فى مواجهة اسرائيل مرفوعى الرأس على عكس ماكان يفعل بنا مبارك الذى أتصور أنه كان يرقد فى زنزانته مندهشاً وهو يتابع أداء مرسى وموقفه القوى ..فقد سحب سفيرنا وطرد سفيرهم وفتح المعبر وأرسل رئيس وزرائه الى غزة تحت القصف لشد أزرها ..والأهم تصريحاته الشجاعة حيث هدد اسرائيل وأمريكا فقال لاسرائيل : ستندمون أشد الندم اذا واصلتم هذا العدوان أنتم ومن يظن أنه يساندكم.. وقال لهم اننا نملك الارادة والامكانات لوقف عدوانكم على اخواننا فى غزة..!! ونقل قرار الحرب الى وزير الدفاع وأظن أن هذه الخطوة بالذات أخافت اسرائيل جداً وكان لها أكبر الأثر فى سرعة توقف العدوان ..أتذكر فى أزمة غزة السابقة شيئاً لا أستطيع أن أنساه ..حين كان اليهود يدمرون غزة تماماً ويقتلون شعبها وأطفالها بالمئات وحسنى مبارك يساهم فى محاصرتهم وزيادة معاناتهم وهم فى قمة المحنة والعذاب..وحين سُئل لماذا لاتفتح المعبر ولو قليلاً لارسال المعونات فقال: مااقدرش ... اسرائيل حاططة كاميرات على البوابة وبتراقبنى.. قال ذلك دون أدنى احساس بالاثم أو بالخجل..وأورثنا نحن كل الخزى وكل العار ..لم نشعر أبداً ولا مرة بالفخر ولا بالكرامة تحت رئاسة ذلك الرجل الذى لم يفهم أبداً معنى مصر ولم يدرك حجمها ولم يقدرها حق قدرها فأهانها وجعل العالم يستهين بها القريب قبل الغريب..اليوم أعاد لنا مرسى كرامتنا وأغاث اخواننا فى غزة وأوقف العدوان وأكد أن مصر أقوى بارادتها وشعبها وجيشها من دولة تافهة مثل اسرائيل وأن ارادة مصر لن تكسرها حتى هيمنة أمريكا وتجبرها ..هذا الرئيس يقيل اليوم النائب العام الذى أنا فى غنى عن التحدث عن تاريخه فالكل يعرف ومن التناقض أن يتصور البعض أن منظومة القوانين الفاسدة التى وضعها مبارك هى التى ستحمى الثورة ..فالحقيقة أنها كانت تحمى الفساد..فكان لابد من هذا القرار الذى كان أحد أهم مطالب الثورة ..أما قراراعادة المحاكمات الهزلية فقد أثلج صدورنا أكثر وأكثر..الرئيس كان مضطراً لاتخاذ القرارات من أجل انقاذ مصر من حالة الشلل السياسى التى أرادها لها البعض لأغراض أنانية ويجب أن نساند رئيسنا المنتخب وأن نصبرعليه فى محاولاته لحل مشكلاتنا المزمنة المستعصية الكثيرة بلا أحقاد ولا أفكار انطباعية مسبقة مخطئة.. وعلى اعلام مبارك الذى بكى عليه وسانده بعد الثورة وضد ارادة الشعب على هذا الاعلام العميل أن يتوقف الآن عن ممارسة دور اعلام الثورة فالثورة بريئة منه ومن دموعه التى سكبها على المخلوع .. ولا يجب أن يتسرع مؤيدو الاخوان فى التعامل مع معارضى قرارات الرئيس ولا يجب ان يحتكوا بهم لأن هذا يضر موقف الرئيس ولا يفيده ..وأظن أن الشعب المصرى الواعى الذى طالما تمنى ازاحة النائب العام المباركى عبد المجيد محمود والذى مل من حالة الجمود سيرضى بوجه عام عن القرارات ولن يستجيب لمحاولات"اتحادالمعارضة" لاجهاضها .. ومرسى لاشك مثل كل انسان لابد أنه ستكون له أخطاء ..فيجب أن نتقبل ذلك لأنه خيارنا الأفضل فى ضوء المعطيات وأنا على ثقة ومعى الكثيرون من أننا لو ساندناه حقاً وبنوايا صادقة لاستطاع أن يفعل الكثير من أجل مصر ..والله أعلم وهو المستعان.