« براءة »هو اسمها طفلة لا تعرف من الدنيا سوى اللعب وإحداث الضجيج وكيف تعى شيئا وعمرها لم يتجاوز العامينوالنصف، انفصلت أمها عن أبيها وأصر الأب على أخذ الطفلة من أمها وتزوج بامرأة بلا قلب وترك طفلته معها لتربيها ولكنها قتلتها. نعم قتلتها ولماذا وهى طفلة لا تعى من الدنيا شيئا.. قتلتها لأنها تلعب وتعبر عن سعادتها باللعب بإصدار أصوات. هل يصدق عقل ما حدث؟ حكايتنا اليوم تدمى القلوب وتقشعر لها الابدان بدأت بطلاق والد الطفلة لامها وأخذها لزوجته الجديدة لتربيتها بعد زواج أمها، أبدت زوجة الأب سعادة مزيفة بوجود الطفلة معها وحاولت إظهار اهتمامها بها امام الأب والأسرة. وربما استطاعت خداعهم وصدقوا انها تحب الطفلة وتحنو عليها وانها ستعوضها حنان امها مرت الأيام الأب يخرج كل يوم سعيا وراء رزقة تاركا طفلته الصغيرة مع زوجته ولا ينسى كل يوم أن يطلب منها حسن رعايتها وهى تلومه كيف يطلب منها ذلك انها ابنتها التى لم تلدها. وفى يوم الحادث الأليم خرج الأب وراء الرزق وآخر ما شاهدته هو ضحكة صغيرته وعقب مغادرته المنزل انطلقت الصغيرة تملأ البيت مرحا ولهوا وضجيج.. وزوجة الأب تحادث أحد معارفها فى الهاتف وطلبت من براءة أن تكف عن اللعب ولكن الطفلة لم تعِ طلب زوجة أبيها واستمرت فى لعبها وتكرر طلب زوجة الأب والطفلة مستمرة فى لعبها وفقدت زوجة الأب أعصابها وألقت بالطفلة على الأرض وسقطت الطفلة بلا حراك. حاولت إفاقتها بكل الطرق ولكن لم تنجح فى ذلك.. ماتت نعم ماتت من شدة الارتطام وسكت البيت وهدأ .« براءة » الضجيج ولم تعد هناك براءة. لم تعرف زوجة الأب القاتلة ماذا تفعل وكيف تخفى جريمتها وهداها شيطانها لدفن الطفلة وكأن شيئاً لم يكن. وأعدت حفرة بالقرب من المنزل وقامت بربط الطفلة من عنقها بإيشارب وفى غفلة من الجيران قامت بسحبها ودفنها وهالت عليها التراب وظنت أن الأمر قد انتهى تخلصت من براءة الضجيج. عاد الأب بعد يوم شاق من العمل فى عجلة من أمره لرؤية طفلته والاستمتاع بضحكتها ولعبها وضجيجها.. ولكنه لم يجدها ظن فى البداية انها نائمة وسأل زوجته اين براءة؟ وكانت المفاجأة انها انشغلت فى أعمال المنزل وان الطفلة فتحت الباب فى غفلة منها وخرجت وبحث عنها فى كل مكان ولم تجدها. جن جنون الأب كيف خرجت الطفلة وهى لا تعى من الدنيا شيئا وأين ذهبت؟ بحث عنها فى كل مكان ولكن دون جدوى وكأن الأرض انشقت وابتلعتها وقام بإبلاغ رجال امن الإسماعيلية ربما تكون الطفلة اختطفت. أو امها سولت لها نفسها أن تستعيدها. دب القلق والخوف فى قلب القاتلة وخافت من افتضاح امرها هرولت إلى الحفرة التى دفنت فيها الطفلة وقامت باستخراج الجثة وعادت بها إلى المنزل وقامت بلفها ببطانية ووضعها بأحد غرف المنزل وبعد فترة أبلغت زوجها انها وجدت جثة براءة، هرول الأب واحتضن طفلته وفحصها بها آثار ضرب وخنق.. بلغ الشرطة وتم ندب الطبيب الشرعى الذى اكد أن هناك شبهة جنائية وأمرت النيابة بتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة. نعم الوفاة بفعل فاعل. تهشم فى عظام الرأس وآثار خنق قاتل بالرقبة. صرحت النيابة بدفن الطفلة ولكن الأب وسط النيران يهذى من فعل هذا بطفلته. رجال النيابة والمباحث نشروا المخبرين السريين فى كل أنحاء القرية والتحريات لا تهدأ. حامت الشبهات حول زوجة الأب وجاءت شهادة أحد الجيران أنه شاهدها بعد يوم اختفاء الطفلة تسحب جوال وتختفى به ظن انها تلقى بعض المخلفات بعيدا عن القرية وتم تأكيد هذه الرواية من عدة مصادر سرية. على الفور أرسلت النيابة استدعاء للزوجة. طرقات مفزعة على الباب اسرع الأب المكلوم ليفتح وفوجئ برجال الأمن. سألهم ماذا يريدون؟. هل توصلوا لقاتل براءة؟. وأجابه: معانا امر ضبط وإحضار لزوجتك. لماذا؟ هى لم تفعل شيئاً كانت تحبها وتعاملها كابنتها.. هتعرف كل حاجة فى النيابة.. ارتدت زوجة الأب عباءتها السوداء وتغيرت ملامح وجهها وانسابت الدموع بغزارة من عينيها وخرجت من الباب بخطى ثقيلة وقدمين لا تقويان على حملها. سآتى معك لا تقلقى. كان كلام الزوج نظرت إليه ولم تنطق بكلمة. صعدت سيارة الترحيلات وخبأت وجهها بطرحتها من نظرات أهل القرية. والكل يتساءل هل هى من قتلت براءة؟ وصلت إلى النيابة جلست أمام المحقق. باغتها بسؤال مفاجئ قتلتى الطفلة ليه؟. هزها السؤال كانت تعتزم اللف والدوران وتأليف روايات الهروب من الجريمة ولكن سؤال المحقق ونظراته هزم كل خططها. ماقتلتهاش يا بيه.. دى كانت زى بنتى.. واجهها بشهادة الشهود وتحريات المخبرين السريين وانها وضعتها فى جوال وجرتها ودفنتها..أفضل لك أن تعترفى.. كانت نصيحة المحقق لها. هأحكى كل حاجة يا بيه: والله ماكانش قصدى.. صدعتنى الطفلة بلهوها وضجيجها ولم أستطع السيطرة عليها دفعتها بقوة ارتطمت رأسها فى الحائط. سقطت ميتة. أنا حزينة عليها كنت أحبها، وانهارت فى بكاء مرير وامرت النيابة بحبسها مع مراعاة التجديد لها فى الميعاد بتهمة قتل طفلة زوجها. وصل الزوج وراء زوجته ومعه محام. زوجتى لم تفعل شيئاً اين هى؟ قبضتوا عليها ليه؟ أجابه الحراس: مراتك هى إلى قتلت بنتك. نزل عليه الخبر كالصاعقة وقع على الأرض غير مصدق. لحظات وشاهد زوجته تخرج من غرفة المحقق وفى يديها الكلابشات.