قال الدكتور أسامة فخري الجندي، مدير عام التحرير والنشر بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الله اختص من أيام الدهر مواسم تضاعف فيها الحسنات، وتكثر فيها الخيرات، وترفع فيها الدرجات، وذلك ترغيبًا في أن يكون المؤمن على صلة دائمة مع الله. أضاف "الجندي"، خلال خطبته لصلاة الجمعة بجامع السيدة النفسية، اليوم، أن الشخص العاقل هو الذي يغتنم تلك المواسم فيخلص فيها النية ويحسن فيها العمل ويقبل على الله يستكثر من فعل الخيرات ويتعرض للنفحات والرحمات، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن لربكم عز وجل في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعل أحدكم أن تصيبوها منها نفحة لا يشقى بعدها أبدًا". وتابع، أن المسلمين مقبلون على موسم من أعظم المواسم أجرًا وأجلها قدرًا وهو موسم "العشر الأول من ذي الحجة"، وهو موسم أعلى الله من قدره ونبه الرسول "صلى الله عليه وسلم" على فضلها ومنزلتها، ومن هذه الفضائل أن الله أقسم بها في كتابه، حيث قال تعالى: "والفجر ۞ وليال عشر"، وذكر العلماء أن المقصود بالليالي العشر أول عشرة أيام من شهر ذي الحجة. وأكمل الجندي، أن الله لا يقسم إلا بعظيم، والقسم بالليالي العشر تشريف لها، وتنويه بشأنها، وبيان لفضلها، وإحسان لحسن استثمارها واغتنامها، لافتًا إلى أن من بين هذه الفضائل أنها الأيام المعلومات التي قال عنها الله تعالى "ويذكر اسم الله في أيام معلومات"، مستطردًا أن العشرة الأوائل من ذي الحجة تجتمع فيها أمهات العبادات بما لا يجتمع من غيرها في أيام السنة، حيث فيها الصلاة والصيام والحج والصدقة والبر وألوان من الطاعات والعبادات الصالحة. وأشار إلى أنه من بين الفضائل لأول عشرة أيام من ذي الحجة، شهادة الرسول "صلى الله عليه وسلم" أنها أحب الأيام إلى الله عز وجل، وأن العمل الصالح فيها أحب إلى الله من غيرها، متابعًا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشرة فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد"، لافتًا إلى أن الأيام العشرة هي ميدان السبق إلى فعل الخيرات، ولذلك جعل الله ثواب العمل الصالح فيها أعظم وأكثر أجرًا من العمل فيما سواها، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما العمل في أيام أفضل منها في هذه قالوا ولا الجهاد في سبيل الله، قال ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل يخرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء". شاهد الفيديو..
