انتهى صباح اليوم الثلاثاء مسلسل توريط قوات الأمن فى محيط وزارة الداخلية فى حرب جديدة مع المتظاهرين لإراقة الدماء من جديد بالفشل, وذلك بعد أن نجح الأمن في إبعاد المتظاهرين عن محيط الوزارة وتفريقهم والقبض على العشرات منهم . وقامت قوات الأمن باستخدام الغاز المسيل للدموع من ناحية شارع محمد محمود وشارع قصر العينى واستمرت فى الضغط على المتظاهرين حتى نجت فى تفريقهم فى تمام الساعة الثامنة بعد أن تجمهروا منذ مساء أمس الاثنين لإحياء ذكرى محمد محمود التى راح ضحيتها 40 شهيدًا والمئات من المصابين على خلفية تظاهرات إسقاط وثيقة السلمى. وكانت البداية من دعوات للعديد من القوى الشبابية والثورية علي النزول أمس الاثنين، وحتي يوم الجمعة الموافق 23 نوفمبر، لإحياء الذكري الأولي لأحداث محمد محمود التي بدأت يوم 19 نوفمبر، نشبت فيها مواجهات دامية بين قوات الأمن وشباب ثورة 25 يناير. وقالت القوى الشبابية فى بيان لهم: "إن هذا الحدث هو من أكبر الأحداث في الثورة المصرية، حيث باع الجميع الثوار، ووقفوا وحدهم فى وجه بطش الداخلية وغدر المجلس العسكرى، وخيانة الإخوان المسلمين وبعض التيارات الأخرى- حسب الوصف الذي جاء فى البيان -، مشيرين إلى أنه تم تشويه الثوار فى هذه الموقعة والتخلي عنهم وبالتالى علينا من إحياء ذكراهم. عقب ذلك خرجت العديد من المسيرات من مختلف أحياء القاهرة تصدرتها مسيرات جامعة القاهرة وعين شمس بحشد طلابى كبير وغيرها من المسيرات التى خرجت من أمام مساجد القاهرة وسط هتافات مدوية: "أشهد يامحمد محمود ...كانوا ديابة وكنا أسود". وفى السياق ذاته احتشد المئات فى مدخل شارع محمد محمود بعد وصل المسيرات وظلوا يهتفوا ضد الإخوان والمجلس العسكرى حتى بدأ العشرات منهم فى مطالبة المتظاهرين للدخول إلى محيط وزارة الداخلية حتى وصلوا إلى شارع يوسف الجندى, أحد الشوارع المؤدية إلى وزارة الداخلية وبه حواجز خرسانية لمنع مرور أى فرد تجاه الوزارة. وبدأ المتظاهرون فى إزالة الحواجز الخرسانية والصعود عليها فى الوقت الذى يتمركز خلفهم قوات الأمن المركزى وقام المتظاهرون بإلقاء الحجارة والطوب الخرسانى عليهم بينما تراجعت قوات الأمن للخلف ورفضت رد الحجارة والطوب عليهم لكن الإزياد فى الاعتداء وإلقاء الحجارة من جانب المتظاهرين دفع قوات الأمن للرد عليهم بالحجارة التى يلقوها عليهم. واستمرت المناوشات حتى تطور الأمر وبدأ المندسون فى إلقاء قنابل الملوتوف على رجال الأمن مما أدى إلى اشتعال جزء من مدرسة جانبية الأمر الذى رفضه قوات الأمن وبدأوا فى إطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين لتفريقهم مما أدى لسقوط العشرات من المصابين بحالات الاختناق. أتى ذلك فى الوقت الذى حاول المتظاهرون أن يصعدوا ضد قوات الأمن فقام أحدهم باعتلاء الجدار الخرسانى وألقى قنبلة مولوتوف على أحد المجندين فاشتعلت فيه على الفور وقام زملاؤه بإطفائه ونقله عبر سيارة إسعاف لمستشفى العجوزة العسكرى وهذا الأمر الذى ردت فيه قوات الأمن المركزى على المتظاهرين بكل قوة فيما يتعلق بالحجارة والغاز المسيل للدموع. على نفس المنوال ظلت المناوشات والاشتباكات مابين كر وفر حتى حاول المتظاهرون دخول وزارة الداخلية من ناحية شارع نوبارع إلا أن قوات الجيش المشاركة فى تأمين وزارة الداخلية منعتهم من الدخول مما أدى إلى إضرارهم للانتقال لناحية شارع الشيخ ريحان اتجاه شارع قصر العينى بجوار مجلس الشورى مما أدى إلى اتساع دائرة الاشتباكات بينهم. عقب ذلك حشد قوات الأمن قواتها من جميع الشوارع وذلك بعد أن تم إطلاق قنابل الملوتوف على مجلس الشورى، وقامت بتفريق المتظاهرين وإجبارهم على المغادرة من خلال إطلاق الغاز المسيل للدموع حتى تتوقف الاشتباكات وتعود الحياة لطبيعتها صباح اليوم الثلاثاء من عودة المواصلات والانضباط المرورى وكأن لم يحدث أى شىء طوال ليلة أمس. فى السياق ذاته صرح مسئول مركز الإعلام الأمنى بوزارة الداخلية بأن بعض المندسين فى تظاهرات الأمس بشارع محمد محمود تجمعوا بشارع قصر العينى وألقوا الحجارة وزجاجات المولوتوف تجاه القوات المكلفة بتأمين المنشآت المهمة بالمنطقة. وأوضح مسئول مركز الإعلام الأمنى، فى بيان لوزارة الداخلية فجر اليوم الثلاثاء، أن إحدى زجاجات المولوتوف سقطت على سور مجلس الشورى وأخرى تجاه بنك باركليز، وأسفر ذلك عن نشوب حريق محدود بهما، مما أدى إلى قيام القوات باستخدام الغاز المسيل للدموع لإبعادهم حماية للمنشآت، وتمكنت القوات من السيطرة على الحريق قبل تفاقمه. وأشار إلى أن تلك العناصر واصلت رشق القوات بالحجارة وزجاجات المولوتوف وإطلاق الشماريخ وإشعال النيران فى إطارات السيارات، مما أدى إلى تصاعد عدد المصابين من قوات الشرطة ليبلغ 8 ضباط و20 مجندا بإصابات مختلفة، حيث تم نقلهم جميعا إلى المستشفى لتلقى العلاج. وأضاف مسئول مركز الإعلام الأمنى بوزارة الداخلية أنه تم تعزيز القوات لمواجهة تلك الاعتداءات المستمرة ومنع المتجمعين من تجاوز الحواجز الأمنية وإتلاف المنشآت والمرافق المهمة والحيوية، واتخاذ الإجراءات القانونية قبلهم. أخبار ذات صلة: الداخلية:أطلقنا ال"غاز"دفاعا عن المنشآت إصابة 6 ضباط وعشرات المجندين بالتحرير فيديو..اشتعال النيران فى مجند أمن مركزى اشتعال النيران بمدرسة "الليسيه" بمحمد محمود الصحة: 36 مصابا في أحداث محمد محمود