ما هو موقف وإحساس رجل الشارع في مصر، تجاه العدوان الإسرائيلي المستمر علي غزة، والدماء الفلسطينية الغالية التي تسيل غدراً هناك؟ لا يوجد مصري واحد لا يشعر بالغضب والاستياء والحسرة، هذا هو إحساس كل المصريين، بعيداً عن الموقف الرسمي، وبعيداً عن موقف جماعة الإخوان، والتيار الإسلامي المتشدد، الذي يتسم بالانفعال والحماس الهيستيري، فإن المصريين البسطاء وهو أغلب شعب مصر، تنتابهم مشاعر أخري شتي، تجاه أحداث غزة المؤسفة. الحقيقة أنه لا يوجد مصري عاقل يريد اليوم الذهاب إلي حرب جديدة مع إسرائيل وأمريكا، كل المصريين يعرفون أن مصر أكثر دولة عربية، دفعت ثمناً غالياً وباهظاً من أجل قضية فلسطين. سنوات طويلة مصر حاربت من أجل فلسطين، ومصر انهزمت وهي تدافع عن فلسطين، مصر كان لها شهداء من رجالها وشبابها من أجل القضية الفلسطينية. نحن قدمنا ومازلنا نقدم أقصي ما نستطيع من مساعدة لفلسطين، لكن أحداً من البلاد العربية لم يقدم لنا مساعدة حقيقية نحن أصبحنا محتاجين، الملوك الذين ساعدونا ماتوا، وكثير من العرب يسخرون ويتندرون علي فقر المصريين وسوء أحوال مصر! ونحن نعرف أن هناك مؤامرة مريبة تجري علي أرض سيناء، هناك جماعات دينية متعصبة تختفي في كهوف ودروب سيناء، جماعات إرهابية مسلحة لا أنزل الله بها من سلطان وتسليحها تسليح جيوش. ونخشي أن يكون هناك مخطط شيطاني تدبره هذه الجماعات ومن خلفها، لتحويل سيناء إلي إمارة إسلامية مستقلة عن مصر. وجماعات الإرهاب في سيناء تتحدي هيبة الدولة المصرية، وتقتل جنود الحدود، وتطلق الرصاص لإرهابهم كل يوم، ونحن نتوجس أن تكون مصر هي المقصودة، باللعبة القذرة، التي ترث الآن سواء في غزة أو سيناء! نعم المصريون يتعاطفون مع غزة، لكن أي مصري لا يريد أن يتم استدراجنا إلي حرب، لم نذهب إليها ولسنا مستعدين لها اليوم، لا نفسياً ولا مالياً. أي مصري اليوم لا يريد أن يحارب حرباً جديدة، لأن معركة المصريين الحقيقية داخل مصر وليست خارجها، ومعركة المصريين مع الحياة البائسة التي وصلوا إليها والانهيار الاقتصادي الذي وصلنا إليه، حال مصر اليوم أصبح يصعب علي الكافر، وحتي الكفار لن يشفقوا علينا بعد أن اتهمونا بأننا نحن الكافرون. نحن اليوم نبكي اليوم علي إخواننا في فلسطين. لكننا لا نريد ألا نجد من يبكي علينا غداً!