أكد د.أحمد عطالله, النائب الوفدى السابق, أن حزب الوفد لن يهدأ له بال إلا وهو يقود البلاد فى الفترة المقبلة, وأن يحكم مصر ويعمل على استعادة تاريخه القديم فى قيادة المصريين ،وليس كما يصور البعض أننا هدفنا زيادة عدد مقاعدنا فى البرلمان إلى 30% من المقاعد. وقال عطالله فى حواره ل"بوابة الوفد":شباب الوفد هم أمله فى الوصول للحكم والعمل على إدارة البلاد فى الفترة المقبلة, وإن الرئيس محمد مرسى, شخص إخوانجى, ولم ينفصل عن جماعة الإخوان ويعمل على تنفيذ برامجها ورؤيتها دون النظر للقوى الأخرى, وأن مؤسسة الرئاسة من يدريها ويخدم عليها جماعة الإخوان" وإلى نص الحوار.. أزمة تأسيسية الدستور دخلت نفقا مظلما.. كيف تقرأ هذه الأزمة؟ أنا أرى بوضوح أن هذه الأزمة مبالغ فيها، خاصة أن أعضاء التأسيسية تخيلوا أنهم يقومون بكتابة موضوع تعبير أو إنشاء، وتفاجأنا أننا أمام عدد كبير من مواد الدستور لا نعرف أولها من آخرها، وأيضا مسودات أكبر لا نعرف إلى أى مسودة يحتكمون، بالرغم أنها قضية بسيطة ومن السهل الانتهاء منها بشكل كبير، خاصة أن الدستور لا يوجّه للمواطن حتى يحتكم به، ولكن هو يوجه للمشرع الذى يحتكم من خلاله فى سن القوانين والتشريعات, وكان من الأولى لهم أن يبسّطوا كثيراً فى مواد الدستور وعدم الاسترسال فى التفاصيل، لأنه مكمن الاختلافات فى التفاصيل وفيها تكمن الشياطين. وبما تفسر هذا التسرّع من جانب أعضاء تأسيسية الدستور؟ بالتأكيد هم فى حاجة إلى الانتهاء منه بشكل سريع، من أجل أهداف محددة بالرغم من أن هناك العديد من الدول التى لا تسير على دستور، مثل إنجلترا، بالإضافة إلى الولاياتالمتحدة التى تسير على دستور لا يتعدى مواده 17 مادة، وأنا أرى أن الاسترسال فى مواد الدستور خطأ كبير من أعضاء التأسيسية، حتى يكون الأمر أسهل فى الاستفتاء، ويضاف إلى هذا الأمر الخوض فى أحاديث لا تمت للدستور بأى صلة، وتصديرها فى وسائل الإعلام بحجة الشريعة الإسلامية وتطبيقها بالرغم من أن المادة الثانية حدث عليه توافق شبه نهائى وانتهى الأمر . ولكن أين حزب الوفد من هذا الصراع والجدل فى تأسيسية الدستور؟ الوفد دوره التوفيق وتقريب وجهات النظر وإحداث التوازن بين القوى وبعضها، وحرصه الأول والأخير هو مدنية الدولة والحفاظ عليها، وعدم إعطاء الفرصة للتيار الإسلامى أن يمرر دستورا يعبر عن دولة دينية وتخدم أهدافه السياسية فقط، وذلك يأتى من خلال إصراره على ضرورة الوصول لدستور توافقى يعبر عن الجميع من أجل تحقيق الاستقرر السياسى فى مصر، من خلال إتمام مؤسسات الدولة واستكمال مسيرة التحول الديمقراطى بعد الثورة من خلال دستور وبرلمان لعمل التشريعات التى من شأنها إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح وتصحيح الأوضاع. هل سنرى الاستقطاب الدينى فى الاستفتاء على الدستور كما رأيناه فى استفتاء 19 مارس؟ الشعب المصرى لن تخدعه أى قوى مرة أخرى، لأن استفتاء 19 مارس هو سبب الأزمات التى مررنا بها طوال المرحلة الانتقالية، وأنا أرى أن التغلب على الاختلافات التى تتم فى الدستور الآن والوصول إلى مبدأ التوافق ونبذ الخلافات لحساب مصلحة الدولة العليا، سنصل إلى دستور توافق يعبر عن الجميع وسيرضى عنه الشعب بأسره ويقول عليه "نعم" دون أى استقطاب. بماذا تفسر صراع الشريعة الإسلامية وتهديدات القوى الإسلامية برفض الدستور؟ من المحتمل الكبير أن تكون "كروتا" انتخابية، ومن يستخدمون الدين فى هذا الأمر تجار له، مما يؤدى إلى حتمية الصراع وتعدد الاختلافات على حساب مصالح الدولة . كيف قرأت الحوار الوطنى الذى طرحه الرئيس مرسى من أجل لم الشمل وإنهاء الخلافات؟ الرئيس مرسى له الاحترام والتقدير, ولكن أى تحرك له هو تحرك جماعة الإخوان المسلمين, وهو يخرج من إطار الأيدلوجية الخاصة بهم وفكرهم التى فى الأٍساس تخدمهم وتخدم جماعتهم، خاصة أن الرئيس فى الأساس شخص إخوانجى ولن ينفصل عن جماعته، ويعمل على تنفيذ فكره وأيدلوجيتها التى تربى عليها, وذلك فى التوقيت الذى نحن فى حاجة إلى معجزة ربانية لنتغلب على الاختلافات بين القوى السياسية لأن الدستور لم يتم تفصيله على مزاج كل قوة بعينها، وبالتالى الاختلاف هو سنة الله فى خلقه لكن فى الأساس فكرة الحوار إطار محمود ودور جيد. بما تقيّم أداء الرئيس خلال الفترة الماضية؟ أنا راض عنه وهو يعمل بكل جد, لكن ليس هذا الأمر الذى ينتظره الشعب المصرى ونحن لحاجة من المزيد، ولكن من يهاجمه "عمال على بطال" لم يقصد الرئيس ولكن يقصد جماعة الإخوان التى تحاول فرض نفسها على كل شىء وكأنها الفصيل الذى يستطيع إدارة البلاد بمفردها وهذا وهم وخطأ. ما تعليقك على اتجاه حكومة د. هشام قنديل نحو الاقتراض من صندوق النقد؟ نحن فى حاجة لمصروفات أساسية فى الدولة ولابد منه وضرورى حتى تدور عجلة الإنتاج فى البلاد وعلينا إعطاء الفرصة للحكومة وعليها أيضا العمل والأداء المتميز. أخيراً ماهى آخر استعدادات الوفد لخوض الانتخابات المقبلة؟ نحن نعمل بكل جد ليس فقط من أجل البرلمان، ولكن من أجل إدارة البلاد وقيادة الشعب المصرى؛ لأننا حزب له تاريخ طويل وأى حزب لا يرغب فى الحكم ليس له مكان فى الساحة السياسية المصرية، وألا يسمى نفسه حزبا، ونحن نساعد شبانا ونستمع إليهم من أجل أن يكونوا هم مصدر القرار لنقود البلاد وليس الحصول على مقاعد فى البرلمان.