من حق المبدعين الخوف علي مستقبل الفن في مصر.. فقد أصبح لدينا رقابة علي المصنفات الفنية ورقابة ثانية تسمي «الرقابة الدينية» وتتمثل في الأزهر ودار الإفتاء. ولعل ما حدث مع فيلم «عبده موتة» أكبر دليل علي أن الرقابة الدينية أصبحت واقعاً ملموساً، حيث أصدر المفتي بياناً طالب خلاله المنتج أحمد السبكي، بحذف الأغنية المثيرة للجدل «يا طاهرة يا أم الحسن والحسين» والتزم المنتج بقرار المفتي.. ومر الأمر بسلام ولكنه أكد أن الوصاية الدينية علي الإبداع باتت أمراً مؤكداً، وغير قابل للنقاش. للمرة الثانية تكرر نفس الموقف مع صُناع فيلم «المُلحد» حيث وافقت الرقابة علي المصنفات الفنية علي السيناريو وعندما تم الانتهاء من التصوير فوجئ مخرج ومؤلف العمل باعتراض الرقابة علي بعض المشاهد وإصرارها علي رفع الفيلم إلي الأزهر لمشاهدته. وبالفعل أعطي الأزهر توجيهات وملاحظات والتزم بها المنتج أدهم عفيفي حتي لا يتم منع العرض وبعد إجراء التعديلات وافق الأزهر.. عن فيلم «الملحد» تحدث الفنان صبري عبدالمنعم، أحد أبطال العمل، قائلاً: أجسد في الفيلم دور داعية إسلامي وأقدم برامج دينية لتعليم الناس أمور وتعاليم دينهم وأثناء وجودي علي الهواء تصلني رسالة محتواها أن ابني أصبح ملحداً.. أحاول اكتشاف الأمر وعندما أعرف الحقيقة أصاب بصدمة وأموت. يحكي الفيلم كيف تؤثر المواقع علي الشباب الجديد وكيف تتغير القناعات والأفكار بسهولة. ويضيف صبري عبدالمنعم: كنت أعلم أن الرقابة اعترضت علي الفيلم ولكن تم إجراء التعديلات المطلوبة وأخيراً وافق الأزهر علي المنع.. وعن نفسي أقول أنا ضد الرقابة علي الإبداع، فالفيلم لا يمس جوهر العقيدة ولا يحمل ازدراء للأديان، لذا أرفض الرقابة ومندهش من محاولة منع الفيلم. وعن فريق العمل المشارك يقول: الفيلم من إنتاج أدهم عفيفي وتأليف وإخراج نادر محمد وبطولة مجموعة من الوجوه الشابة، بالإضافة إلي مجموعة متميزة من الوجوه المعروفة منهم ياسمين جمال وليلي المصري.. وأتمني أن ينال إعجاب ورضا الجمهور.