بالعدوان المجرم على غزة أرادت اسرائيل أن توجه رسالة الى مصر تحمل معنى أن شيئاً لم يتغير بعد الثورة وبعد أن تولى حكم مصر نظام اسلامى يستوعب جيداً تاريخ الصراع مع اليهود ، وأن اسرائيل مهيمنة لاتخشى أحداً وأن مصر التى تتحدث عن مساندة الفلسطينيين لن تستطيع أن تقدم أفعالاً حقيقية على أرض الواقع..وجاءت رسالة الدكتور مصرى رداً على الرسالة الاسرائيلة مؤلمةً ومفاجأة وغير متوقعة للاسرائيليين فقد سحب سفيرنا وطرد سفيرهم وأرسل رئيس وزرائنا فى اليوم التالى مباشرة لمساندة أهلنا فى غزة ..فكان ردنا على رسالتهم أقوى من رسالتهم ..مصر الآن تنتقل من زمن رد الفعل الى زمن الفعل ويجب أن يجعلنا هذا نشعر بالفخر ..لقد توصلت مصر من قبل الى اتفاق هدنة بين الاسرائيليين والفلسطينيين لكن الاسرائيليين الذين لاعهد لهم خانوا العهد كالمعتاد ونقضوا الهدنة وقتلوا قائداً مهماً فى حماس وقتلوا وأصابوا الكثيرين فهم يحاربون اليوم حرباً ظالمة هم بدأوها وبلغ من خستهم أنهم يطلقون نيرانهم بكثافة فوق رؤوس العزل المحاصرين من أهالينا فى غزة ويقتلون النساء والأطفال بلا رحمة ..ولايجب أن ننظر الى الموقف المصرى الا باعتباره مجرد بداية لموقف ليس الا ونحن ننتظر المزيد، لقد زار مبارك لبنان وقت أن هاجمتها اسرائيل ليرسل رسالة بأن مصر لن تسكت ..لكن الذى حدث بعد ذلك أن مصر سكتت بالفعل ..أنا أثق أن مرسى ليس مثل مبارك ..ولهذا أرجو منه ألا يتراجع فى هذا الموقف وأن يمضى قدماً فاسرائيل عدو ضعيف ..لم يجعله قوية الا مخاوفنا ..وليس حقيقياً أن لاسرائيل دولة فى أرض العرب منذ ثمانين عاما فأهم مقومات الدولة هو الأمن واسرائيل لم ولن تهنأ بالأمن وهى مغتصبة لأراضينا، اسرائيل نفسها تعرف ذلك.. انظروا الى اسرائيل.. وهى يتيمة غير مطمئنة وسط بحر من العرب تخشى أن يفيض هذا البحر يوماً فيغرقها وهو ماسيحدث وأنا على يقين ..انها تجند شعبها كله ولا يوجد دولة فى العالم تجند شعبها بأكمله وهذا يؤكد الذعر الذى تعيشه ..فأين الدولة التى يزعمون وهذا حالها .. ويجب الأ يترك العرب أهل غزة يموتون فهم مطالبون بنصرتهم ..لقد بدأت مصر تتحرك ولكن بلا غطاء عربى وليس منطقياً ان تظل مصر وحدها فى مواجهة اسرائيل وأمريكا بل والغرب كله ..على الرئيس مرسى أن يسعى للضغط على أطراف عربية أخرى لتساند الموقف الداعم لفلسطين ..لقد جعلنا الجبن العربى نخسر الكثير فى ملف القضية العربية الأهم وعلى العرب أن يسعوا لتدارك مافاتهم فى الماضى فى ظل ثورات الربيع..إن ترك أهالينا فى غزة لقمةً سائغة لطيران العدو وغزوه البرى الوشيك هو خيانة لا لغزة وحدها وفلسطين بل ولله وللرسول : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) الأزهر يجب أن يكون أكثر فاعلية ولا يكتفى بعبارات الاستنكار فقد ولى زمن هذه السلبية ا.. والاستنكار اللفظى وحسب يقلل من قدر الأزهر ويفقده الكثير من مصداقيته وبما أن الأزهر اليوم فى حالة دفاع عن مكانته فى مواجهة المشككين فعليه أن يقدم الدليل على أهميته وقوة دوره فى شأن يهم المسلمين الى هذا الحد.. والا فلا يلومن الا نفسه اذا اهتزت مكانته وهو مالا نرجوه..ولكن ماذا يمكن لمصر أن تفعل أكثر مما ذهبت اليه؟ أرى أن الطريق واسع والمجال كبير للمناورة وأوراق الضغط كثيرة لدينا الكثير من الدول الكبرى الكارهة لاسرائيل وممارساتها العدوانية ..مثل تركيا وايران ولدينا الشعوب العربية التى هى أكثر ما يخيف يهود اسرائيل مجرد التلويح بفتح الحدود سيفزع الاسرئيليين جداً فلا أحد يستطيع أن يصد الشعوب والذين يتمنون الزحف الى فلسطين والذين يتمنون الجهاد والاستشهاد بالملايين وهذا مالا قبل لاسرائيل به ..المهم أن نظل مؤمنين بفريضة الجهاد وقد وعدنا الله بالنصر (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا ) لاتخافوا فالذى أضاع حقوقنا وهزمنا من قبل هو كثرة الخوف ..ولاتنظروا فقط الى الحسابات المادية فأنتم فائزون بالله ومنصورون بالرعب (قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) صدق الله العظيم