قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الصدق خلق إسلامي جميل اتفق العقلاء على مدحه وذم نقيضه وهو الكذب وكفى بالصدق مدحاً أن يدعيه من ليس أهله وكفى بالكذب ذماً أن يتبرأ منه من هو أهله. وأضاف جمعة، عبر موقعه الرسمب، أن الله عز وجل، قد أرشدنا إلى التمسك بهذا الخلق الطيب في كتابه الكريم وفي سنة رسوله العظيم صلوات الله عليه وسلامه في نصوص أكثر من أن تعد فقد أمر ربنا في كتابه الكريم في أكثر من آية بالصدق ومدح الصادقين ووعدهم بالخير الكبير في الدنيا والآخرة فمن هذه الآيات قوله سبحانه: (قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [المائدة:119]. وقال تعالى: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ) [يونس:2]، ولم يقتصر الأمر على طلب الصدق من المسلم فحسب بل أمر الله تعالى أن يكون المسلم دائماً مع الصادقين فقال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة:119]. وبين جمعة، أن الصدق ليس هو قول الحق وحسب بل من الصدق أيضاً أن تصدق بالله وكلامه وقد أمر بذلك النوع من الصدق في قوله تعالى: (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [آل عمران:95]، كما أخبر ربنا سبحانه وتعالى أن كلامه الصدق والعدل وأنه لا مبدل لحكمه ولا معقب لكلامه لأنه أعلى أشكال الصدق والعدل فقال عز من قائل: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [الأنعام:115]. وتابع: وأخبر ربنا سبحانه وتعالى أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم كان من شأنه أن يتبين حقيقة الصادق والكاذب فقال الله له: (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ) [التوبة:43].وقد أمر الله نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يسأله الصدق في المدخل والمخرج وفي شأنه كله فقال سبحانه وتعالى: (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا) [الإسراء:80]. واختتم قائلًا: أخبر الله تعالى أن الصدق منة يمتن الله بها على عباده الصالحين وأنبيائه الكرام عليهم السلام فقال: (وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) [مريم:50]، وبين الله سبحانه وتعالى أن الفتن والابتلاءات لا تكون إلا لتمحيص الناس ومعرفة الصادقين والكاذبين فقد قال جل وعلا: (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت:3]، وقال سبحانه: (لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا) [الأحزاب:8].