بدأت إسرائيل دق طبول الحرب ، قبل موعد إجراء الانتخابات التشريعية للكنيست رقم 19 والمقررة فى 22 يناير القادم، وذلك بهدف اشعال اجواء الحملة الانتخابية ، ورفع شعارات «امن اسرائيل اولا». فقد واصلت قوات الاحتلال غاراتها الجوية على قطاع غزة لليوم التالى على التوالى، وليرتفع معها عدد شهداء الغارات الغاشمة على قطاع غزه والتى بدأت منذ يومين ، ارتفع امس الى 6 قتلى فيما اصيب أكثر من 40 جريحا. وقالت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي ان المقاوم محمد عبيد (20 عاما) من لواء المدفعية شمال قطاع غزة ، ومحمد شكوكاني احد عناصرها قد استشهدا امس بجانب 4 شهداء سقطوا يوم السبت . من ناحية أخرى، صعدت اسرائيل لهجة التهديدات ضد غزة وحركة حماس. وحذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس من ان الدولة العبرية مستعدة للتصعيد ردا على موجة العنف الجديدة على طول الحدود مع قطاع غزة. وقال نتنياهو خلال الاجتماع الاسبوعي للحكومة الاسرائيلية انه يجب ان يفهم العالم ان اسرائيل لن تقف بدون ان تتحرك في مواجهة محاولات مهاجمتها، مشيرا إلى استعداد حكومته للتصعيد عبر تكثيف تحركاتها. وقال وزير المال يوفال ستاينيتز القريب من رئيس الوزراء انه اذا استمر ذلك العنف، فإن الحكومة ستفكر بأعمال انتقامية اقوى واكثر كثافة من اجل حماية المدنيين الإسرائيليين. واكد عوزي لانداو وزير البنى التحتية ان الوضع في غزة أصبح لا يطاق، ولا يمكننا إبقاء اكثر من مليون شخص تحت قذائف الهاون والصواريخ، موضحا أنه على اسرائيل الاستعداد لعملية سواء كانت هناك انتخابات او لم تكن. ومن المقرر اجراء انتخابات تشريعية في اسرائيل في 22 يناير المقبل. وقال رئيس المعارضة الإسرائيلية شاؤول موفاز، إن تنفيذ عملية عسكرية في قطاع غزة فى مصلحة اسرائيل، ويجب على القيادة السياسية في إسرائيل إعطاء الضوء الأخضر لوزارة الدفاع لمحاربة ما اسماه ب” الإرهاب” المنتشر في قطاع غزة . واضاف موفاز ان القيادة السياسية عليها ان تضع في الاعتبار وضع قادة وزعماء الفصائل الفلسطينية في الحسبان، وان يكون هؤلاء الهدف الأول والأساسي للجيش الإسرائيلي في حالة تنفيذ الحملة العسكرية، مضيفاً ان أمن إسرائيل يجب وضعه في المقام الأول حتى وان كان ذلك على حساب تأخير الانتخابات الإسرائيلية ، مشيرا الى ان قيام حركات المقاومة الفلسطينية في القطاع بإطلاق صاروخ في إتجاة عربة تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلية مما اسفر عن إصابة اربعة جنود ، يعد تهديدا خطيرا لاسرائيل ، وان الجيش يجب عليه الرد بقوة على هذة الواقعة . ومن جانبها، قالت صحيفة «هاآرتس» العبرية إن التصعيد الأمني ،واستمرار تدهور الوضع الميداني في قطاع غزة «قد يجر إلى مواجهة بين حماس وقوات الاحتلال الإسرائيلي» ، وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التصعيد سيضطر حكومة نتنياهو التي تسعى لتركيز المعركة الانتخابية حول الملف الإيراني، سيضطرها إلى التعامل مع التدهور المذكور، خصوصاً أن حكومة نتنياهو كانت تعتزم طرح الهدوء الأمني على الحدود الجنوبية وانخفاض العمليات التفجيرية ضد إسرائيل كأحد أهم إنجازاتها ، واضافت الصحيفة إن كل «حدث أمني» أو إطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل سيزيد من احتمالات شن حملة عسكرية ضد قطاع غزة، على الرغم من أن نتنياهو يعرف أن حملة عسكرية برية تعني تورطه في قطاع غزة. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى تحول في سياسة حماس، حيث رصدت مشاركة الحركة وأذرعها في عدد من العمليات وفي تمويل نشاطات بعض الفصائل الفلسطينية، إذ أخذت حركة حماس مؤخرا في تحدى التحركات العسكرية الإسرائيلية على امتداد الشريط الحدودي أو السياج الأمني وفي بعض الحالات قامت حماس بعمليات داخل الجانب الإسرائيلي للسياج الأمني ، وتقول هاآرتس إن إسرائيل تعتبر أن سلسلة الأحداث والعمليات الأخيرة تدل على أن : «حركة حماس تسعى للمواجهة والتصعيد الأمني والعسكري».