فيروس كورونا "كوفيد - 19" ظهر لأول مرة منذ عدة أشهر في مدينة ووهان الصينية، ويعتبر هذا الفيروس من السلالات الواسعة من الفيروسات التي قد تسبب المرض للحيوان والإنسان، ويتسبب في أمراض تنفسية تتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد صعوبة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس" والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة "سارس". وينتقل فيروس كورونا عن طريق التزاحم والملامسة ورذاذ الفم، وتتمثل الأعراض في الحمى والسعال الجاف والتعب والاَم في الجسد بشكل عام واحتقان الأنف، والحلق وإسهال، وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتبدأ تدريجياً، وترتفع نسب الإصابة بمضاعفات وخيمة بين كبار السن، والأشخاص الذين يعانون مشاكل طبية. لذا حددت منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المصرية عدد من الإجراءات التي يجب إتباعها تجنبا للإصابة بكورونا، منها غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار والعناية والنظافة الشخصية والتباعد الاجتماعي وترك مسافات اَمنة بين كل شخص واَخر وتطهير الأسطح الناعمة بالمواد المطهرة كالكحول باستمرار والرش بالمبيدات والمعطرات من وقت لاَخر. وكان وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، قرر تعليق إقامة الجمع والجماعات بالمساجد، مع غلقها غلقا تاما لحين زوال علة الغلق، وهو وباء كورونا من خلال التنسيق مع وزارة الصحة، وتم تمديد غلق المساجد أكثر من مرة؛ جراء انتشار الفيروس بصورة سريعة. ولايزال البعض يفكر بطريقة خاطئة تعرقل مجهود الدولة الكبير بكافة مؤسساتها في احتواء أزمة كورونا ، من خلال عدم تنفيذهم لأوامر وزارة الصحة الخاصة بالإجراءات الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا، وهي عدم النزول إلى الشارع إلا للضرورة القصوى وترك مسافات اَمنة بين الأشخاص وبعضهم البعض وعدم المصافحة أو الملامسة. وفي لفتة اثبتت جهل البعض وتفكيرهم الخاطئ ومدى ما يقومن به من إهدارهم لمجهودات الدولة وعلى رأسها الجيش الأبيض من أطباء وتمريض في إحتواء الأزمة من خلال تنسيق وزارة الصحة مع الأوقاف بضرورة غلق المساجد حتى تزول العلة، قام عدد من المواطنين في أكثر من منطقة خاصة المناطق العشوائية "أصحاب الطبقة المنتوسطة" بتحويل منازلهم إلى مساجد سرية يُصلي فيها أهل المنطقة دون علم الجهات المعنية، بالإضافة إلى إقامة صلاة الجماعة فوق أسطع المنازل وكأنهم يزايدون على وزارة الأوقاف في الإيمان بالله وإقامة شعائره. وبالرغم من أن وزارة الأوقاف أوضحت أكثر من مرة أن غلق المساجد جاء حفاظًا على صحة المواطنين؛ بسبب الزحام أثناء الصلاة، ونادت بالصلاة في المنزل مع الأجر والثواب الكامل كالصلاة في المسجد إلا أن البعض يصر على مخالفة هذه التعليمات دون أن يحافظ على صحته أو صحته من حوله. وحذرت دار الإفتاء من إقامة صلوات جماعية فوق أسطح المنازل، لاسيما صلاة التراويح خلال شهر رمضان، حيث أفتت الدار بعدم جواز ذلك، وأوصت المصريين بالتزام تعليمات السلطات المعنية في ظل انتشار فيروس كورنا في البلاد. وقالت دار الافتاء: "نحذر الجميع من إقامة تجمعات كبيرة خلال شهر رمضان المبارك من أجل أداء صلاة التراويح"، وأطلقت حملة توعوية بعنون "مسجدك بيتك" لاتشجيع على البقاء في المنازل والصلاة به. ومن جانبه قال الشيخ مصطفى عزت، أحد علماء الأزهر الشريف، إنه لا حرج في تخصيص مكان للصلاة في البيت، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب، والمقصود بالدور القبائل، حيث قال بعض العلماء بأن المراد اتخاذ بيت في الدار للصلاة كالمسجد يصلي فيه أهل البيت، فيصلي الإنسان فيه النوافل أو مافاته من الفرائض أو تأدية الفروض بما فيها الجمعة نظرًا لبعض الظروف التي يُترخَّصُ بها لترك الجماعة في المسجد بل والجمعة، ومنها أسباب عامة؛ كالمطر الشديد والوحل الذي يُتأذى به وكذا الظلمة التي لا يُبصر بها الإنسان طريقه إلى المسجد، ومنها أسباب خاصة؛ كالمرض، والخوف على نفسه أو ماله أو أهله، وكذلك أكل ما له رائحة كريهة، وأيضًا إذا غلبه النوم، وغير ذلك من الأسباب وما يشبهها. وتابع في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، "ابن عباس قال لِمُؤَذِّنِه في يوم مَطِير: «إذا قلت: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، فلا تقل: حي على الصلاة، قل: صلوا في بيوتكم»، قال: فكأن الناس استنكروا ذاك، فقال: «أتعجبون من ذا، قد فعل ذا من هو خير مني، إن الجمعة عَزْمة -أي: واجبة-، وإني كرهت أن أحرجكم فتمشوا في الطين والدَّحض -أي: والزلل والزلق». وأشار إلى أنه إذا كان المقصود بكلمة مساجد سرية "التحايل على جماعة المسجد بجماعة أخرى" فهذا مرفوض شرعا وصحيًا فالشرع راعى مصلحة الساجد قبل المساجد وعلق الصلاة بها خوفا على الناس من العدوى وهذا هو علة التعليق "عدم التجمع" حفاظا على أرواح الناس، وبالتالي تجمع الناس في أي مكان فيه عدم فهم لحقيقة التعليق, أما أن يصلي أهل الكان الواحد أو البيت الواحد في جماعة مع أخذ التدابير الازمة من أمور الوقاية فلا شىء في ذلك. وأضاف أن إغلاق المساجد ليس غضب من الله، لافتا إلى أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) حينما نزل مطر شديد فى وقته، قال صلوا فى رحالكم، فهل يمكن أن نقول ذلك غضب من الله؟ هل يغضب الله على نبيه والصحابة الكرام؟ إذن لا يمكن أن نفسرها غضبا، إنما هو ابتلاء من الله، ليرى عباده ومن يتعاونون مع عبادة، ومن يسيئون، من الصاق والكاذب، ليرى من يذهب إليه، ومن يتهاون، ومن يأنف عن اللجوء إلى الله، والصحابة عندما نزل وسطهم طعون، ومات الكثير، هل كان غضب من الله؟ لا أحد وقف وقتها ليقول أن الطعون غضب من الله، إذن فى المحن تكون المنح. ونوه على أن الالتزام بقرار وزارة الصحة والأوقاف بشأن غلق المساجد في ظل جائحة كورونا لحين زوال العلة أمر مهم لما فيه الحفاظ على أرواح المسلمين إذ أن الحفاظ على الساجد (الانسان) أولى من المساجد.