لم تقتصر تبعات أزمة فيروس كورونا المستجد كوفيد- 19، منذ ظهوره في جميع دول العالم على أعداد الوفيات والمصابين فقط، بل فرضت وضعًا غير مسبوق على جميع أنماط الحياة، حيثُ أثرت على كافة أشكالها الاقتصادية والاجتماعية. ففي مثل هذه الأيام من كل عام ومع اقتراب عيد الفطر المبارك كانت جميع الأسواق التُجارية وبالأخص بمحافظة بورسعيد ، تكتظ بروادها من المواطنين الراغبين في شراء الملابس التي تعد رمزًا للاحتفال بالعيد، وعادة مصرية لا يمكن الاستغناء عنها. ويأتي عيد الفطر هذا العام مختلفًا عن باقي الأعوام، فقد طمس فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 ، على فرحة العيد وأثر على كافة أشكال الاحتفال كما فعل في شهر رمضان من قبل، فتغيرت الطقوس والعادات، واختلفت أنماط الحياة الاجتماعية. "الوفد"، تجولت داخل محال بيع الملابس الجاهزة، بمحافظة بورسعيد الأكثر شهرة في بيع وشراء الملابس، للتعرف على الأسعار وحركة الرواج بها. بورسعيد الأكثر شهرة في سوق الملابس تُعد بورسعيد من المحافظات الأكثر شُهرة في بيع جميع أنواع الملابس وبالأخص الملابس المُستوردة، حيثُ تضُم عددًا كبيرًا من المحال التجارية التي تجذب آلاف الزبائن من جميع محافظات مصر، فهُناك الغالي والرخيص، بالإضافة إلى أسواق البالة التي تعرض الملابس الأوروبية بسعرٍ قليل، وهذا ما جعلها قبلة لجميع المواطنين والتجار في كل وقت لشراء الملابس وخاصة مع اقتراب الأعياد. بورسعيد في زمن كورونا لم يرحم فيروس كورونا المستجد أحد، فنال من الأجساد والاقتصاد، وأثر على كل شيء في الحياة، ففي تلك الأيام كانت شوارع بورسعيد الأكثر شهرة مثل: الثلاثيني، والتجاري، والحميدي، والجمهورية، والمنشية، والبازار، وقرية مرحبا، تشهد زحامًا كبيرًا، فضلًا عن توافد المواطنين من كل مكان، لشراء ملابس عيد الفطر،. ويأتي هذا العيد مختلفًا، فقد أتى الوباء على شكل الحياة التجارية داخل محافظة بورسعيد، وتقليل حركة التوافد إليها في المواسم والأعياد، فضلًا عن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة المصرية مثل حظر التجوال من أجل سلامة المواطن، كما حرم الكثير من طقوس الاحتفال التي اعتادوا عليها من زمن طويل. شارع الثلاثيني، الذي يُعد من الشوارع الرئيسية بمحافظة بورسعيد، بمنطقة حي العرب، حيث يضم هذا الشارع أشهر المحال التجارية المتنوعة التي تعرض كافة أنواع الملابس بجميع الأعمار، بالإضافة إلى محال "الإيشاربات"، والأحذية، والأدوات المنزلية والمفروشات، وغير ذلك، والذي يكون مكتظا بالمواطنين في هذا الوقت من العام. وعلى غير المتوقع، عند دخول هذا الشوارع وجدنا المحال التجارية أقل ازدحامًا بشكل ملحوظ للغاية، كما أن بعضها خاوٍ تمامًا من المواطنين، على اختلاف الأعوام السابقة، رغم اقتراب عيد الفطر المبارك، وعلى الرغم من انخفاض الأسعار بشكل ملحوظ بمختلف أنواع الملابس، من شباب وأطفال وكبار. "أول مرة يحصل كدة كورونا هتقعدنا في البيت، مفيش بيع ولا شراء والناس بقت بتستغلي المستورد".. بتلك الكلمات بدأ عمر عبده، مالك محل ملابس بشارع الثلاثيني، بمحافظة بورسعيد، حديثه للوفد، حيث وصف بها مدى ركود حركة البيع والشراء بالمحافظة، بالإضافة إلى ضعف إقبال المواطنين على المستورد الذي تشتهر به المحافظة. وتابع عبده، منذ بداية أزمة فيروس كورونا المستجد، وحركة البيع والشراء في المحافظة تمثر بمرحلة صعبة، مشيرًا إلى أن في هذا الوقت من العام وبالاقتراب مع عيد الفطر، كانت نسبة الإقبال كبيرة جدًا، وهذا عكس ما يحدث الآن حيث وصلت نسبة الشراء إلى 40%، مقارنة بالعام الماضي. تخفيضات بنسبة 40 % "مفيش زيادة في الأسعار بالعكس نزلنا الأسعار وعملنا تخفيضات وصلت ل 40% عشان الناس تشتري".. هكذا وصف عبده،أسعار الملابس هذا العام بعد تفشي كورونا مضيفًا: "استغنينا عن جزء كبير من الربح.. والخسارة أثرت علينا وكلت الموسم بتاعنا".. وتابع: وصلت نسبة البيع والشراء إلى 20%، فقط رغم انخفاض الأسعار عن العام الماضي. وتابع :" "السوق بقا واقع زي النهاردة كنا بنبيع ثلاث أضعاف الشغل دة وكان بيخلص وبنجيب تاني"، مؤكدًا أن الحظر كان له عامل كبير في تفاقم هذه الأزمة على التجار، والذي أثر بصورة كبيرة على نسبة الإقبال وتوافد المواطنين على الشراء، فضلًا عن أن هناك عدد كبير من الزبائن كانت من خارج نطاق المحافظة، حيثُ اختفى تواجدهم بسبب الإجراءات الاحترازية التي من ضمنها حظر التجوار. وأضاف عبده، أصبحنا نبيع ربع الكمية مع تخفيض الأسعار، موضحًا أن التجار أصبحوا يضعون ربح قليل جدًا لتيسير حركة البيع ولجذب المواطنين على الشراء التي أصبحت تشهد ركودًا كبيرا بعد تفشي فيروس كورونا المستجد. وأكد على أن توقف الاستيراد والتصدير أثر بشكل كبير على نسبة البيع والشراء داخل بورسعيد، قائلًا: " الناس هنا بتحب المستورد ومعتادة عليه وبقا قليل جدًا بسبب أزمة كورونا"، مُضيفًا حظر التجوال أثر بشكل كبير على جميع المحال التجارية في بورسعيد لافتًا إلى أن ذلك سيكون له توابع أخرى أكثر خطرًا على حركة الاقتصاد في المحافظة وعلى مصر بشكل عام. والتقط طرف الحديث، أحمد فؤاد، صاحب محل للملابس الرجالي، ببورفؤاد، ليقول:"إن التخفيضات شملت الملابس الرجالي بشكل كبير، حيثُ تخطت ال 40%، لافتًا أنه رغم أن الأسعار في متناول الجميع وأقل بكثير من الأعوام الماضية إلا أن فيروس كورونا قضى على حركة البيع والشراء. وأشار فؤاد، إلى أن الإقبال على الشراء ضعيف للغاية في هذا الموسم رغم اقتراب عيد الفطر، موضحًا أن الأسعار انخفضت بشكل كبير جدًا حيثث وصل يبدأ سعر البنطال الرجالي من 50 إلى 150 جنيهًا، وال "تي شيرت"، من 40 إلى 100 جنيهًا، والقميص من 75 إلى 100 جنيهًا. في سياقٍ متصل قال حامد طاهر، مالك محل ملابس :"إنه قدّم تخفيضات على أسعار الملابس بما يزيد عن 40%؛ لتيسير حركة الشراء على المواطنين، ووصل سعر طقم الأطفال إلى 69 جنيهًا سن أربع سنوات، بينما سعر ال"الترنج" الأطفالي إلى 79 جنيهًا، بينما يبدأ سعر البنطال الجينز الحريمي من 100 حتى 150 جنيهًا. المحال خاوية أكد الحاج أحمد محمد، مالك أحد المحال التجارية بشارع التجاري، أن ما تشهده الأسواق هذا العام لم يحدث منذ أيام الحرب والثورة، لافتًا إلى أن فيروس كورونا المستجد، أطفأ جميع أشكال البهجة المُرتبطة برمضان والعيد، كما أنه كان سببًا في افتقار عدد كبير من أصحاب المحال والعاملين بها، فضلًا عن ركود حركة البيع، قائلًا: "الناس مبقتش عايزة تشتري ولو اشترت فعايزة تشتري الحاجة الرخيصة وبتدور عليها هي بس".. متابعًا: "بقينا بنضطر لتخفيض الأسعار عشان نبيع، البنطلون اللي كان 150 بقيت ببيعه 100 وأقل عشان يتباع". "اشترينا حاجات على الأد عشان نفرح العيال"، هكذا قالت الحاجة بدر، ربة منزل، التي التقتها عدسة "الوفد"، داخل شارع المنشية، مؤكدة أن شراء السلع الغذائية في تلك الفترة أصبحت أولى بكثير من شراء الملابس والأدوات المنزلية، قائلة" محدش عارف بكرة فيه إيه ولا حد عارفة كورونا هتوصلنا لفين تخزين الأكل في البيت دلوقت أفضل من اللبس بكتير وأدينا بنشتري حاجات بسيطة عشان بهجة العيد للأطفال متروحش".