أيام قليلة تفصلنا عن عيد الفطر المبارك، تلك المناسبة التي تتعدد فيها مظاهر الاحتفال لدى أبناء الشعب المصري، حيث يستعد المصريون مع أواخر شهر رمضان المعظم لتحضير الملابس الجديدة وشرائها والتي تعد عادة مصرية لا تنقطع في بيت كل مصري كل عام كنوع من التعبير عن فرحة العيد وبهجته. ويعد شراء الملابس الجديدة أحد رموز الاحتفال بعيد الفطر، وينتظره المواطنون كل عام على اختلاف أعمارهم للاستمتاع ببهجة العيد، وارتداء الملابس الجديدة فضلا عن تبادل التهاني والهدايا بين بعضهم البعض في جو يملأه الفرحة والبهجة بهذه المناسبة، ولكن يأتي عيد الفطر هذا العام مختلفًا كثيرًا عن الأعوام الماضية نظرًا لانتشار فيروس كورونا الذي أصبح شبحا يواجه العالم أجمع. الوفد" تجولت تجولتداخل أحد الأسواق التجارية بمدينة طنطا بمحافظة الغربية لرصد أسعار الملابس ومدى إقبال المواطنين عليها ومعرفة آراء التجار وأصحاب المحلات هذا العام. شارع البورصة بمدينة طنطا الذي يعد الأشهر لبيع الملابس لمختلف الاعمار، ذلك الشارع الذي يقع خلف المسجد البدوي والذي يكون مكتظا بالمواطنين في هذا الوقت من العام، فعند الدخول إلى هذا الشارع تجد المحال التجارية مليئة بالملابس على اختلاف أنواعها وأشكالها التي تجذب انتباه المواطنين على اليمين وعلى الشمال أصابها حالة من الركود التام، وأصبحت خالية من المواطنين رغم انخفاض الأسعار وقرب عيد الفطر المبارك. "كورونا ضيعت بهجة العيد، كورونا خربت بيوتنا، الموسم اتضرب"..تلك العبارات التي رددها عدد كبير من أصحاب المحلات التجارية بمدينة طنطا نظرًا لضعف إقبال المواطنين على شراء الملابس، فقد خيم الركود على المحلات، وأصبحت الملابس للفرجة فقط وليست مجالا للشراء. وأعرب أصحاب المحلات التجارية عن استيائهم من ضعف إقبال المواطنين؛ مؤكدين أن في هذا الوقت من كل عام يكون الوضع مختلفا تماما فلم يستطع أحد الدخول إلى هذا الشارع نظرا لتكدس المواطنين، ولكن كورونا لعبت دورا في تردي الأوضاع الاقتصادية للكل، والأزمة المالية التي يتعرض لها المواطنين بسبب وقف العمالة وزيادة البطالة، وضيق الوقت بسبب غلق المحلات في الخامسة مساءا، مشيرين إلى إنه رغم انخفاض أسعار الملابس إلا أن الإقبال ضعيف للغاية هذا العام. وفي هذا السياق، قال محمد أيمن، صاحب محل ملابس بناتي، هذا العام لا يقارن بالاعوام السابقة، كورونا ضيعت بهجتنا بالعيد، لا يوجد إقبال على شراء الملابس رغم انخفاض الأسعار بنسبة 30% عن العام الماضي، ولكن المواطن ليس لديه إمكانيات لشراء الملابس الجديدة هذا العام، مما اضطريت إلى شراء كمية محدودة من البضاعة حتى أتمكن من بيعها؛ ولكن أيضا هناك ركود في السوق بسبب قلة الزبائن على المحلات، مشيرا إلى أن الأسعار في متناول الجميع حيث تتراوح سعر القطعة الواحدة ما بين 55 إلى 150 جنيها. وأعرب ياسر عبدالستار، صاحب محل ملابس رجالي، عن استيائه من ضعف الإقبال على الشراء هذا العام، موضحا أن الأسعار انخفضت بنسبة 20% حيث يبلغ سعر التيشيرت الرجالي ما بين 150 حتى 220 جنيها، والقميص ب 100 جنيها، والبنطلون ب 120 جنيها، والتيشيرت الشبابي ما بين 100 إلى 110 جنيها، مشيرا إلى انه لا يوجد بيع ولا شراء بسبب الأزمة المالية للمواطنين، وخوفهم من النزول بسبب كورونا. "اشتري قطعة وخد التانية هدية"، هكذا كان نداء هذا الشاب الثلاثيني الذي يدعى محمد أحمد، صاحب محل ملابس أطفال، وذلك لجذب انتباه المارة وتشجيعهم على الشراء، ولكن خابت آماله فلم يلتفت إليه أحد، مؤكدا أن الإقبال ضعيف جدا، والناس بدل ما تشتري الملابس تلجأ إلى شراء السلع الغذائية وتخزينها خوفا لأي شىء قد يحدث فيما بعد، قائلا" اضطريت إلى خفض سعر الملابس لتبدأ من 50 جنيها حتى 250 جنيها للقطعة الواحدة بالنسبة لتيشيرتات الأطفال والبناطيل وكلا على حسب الخامة والجودة والنوع لكل قطعة. أما الملابس الحريمي فقد استحقت لقب" للفرجة فقط عن جدارة" نظرا لضعف الإقبال عليها، هكذا رأى رامي محمد، صاحب محل ملابس حريمي، مؤكدا ان الزبون يدخل للفرجة فقط على الملابس ولا يوجد بيع ولا شراء، والسوق واقف بسبب قلة حركة الناس، لافتا إلى أن الناس مبتلحقش تنزل تشتري بسبب ضيق الوقت وغلق المحلات في الخامسة مساءا، وحظر التجول، فضلا عن الأزمة المالية التي يمرون بها ووقف العمالة بسبب فيروس كورونا، مشيرا إلى أن سعر القطعة الواحدة للفستان أو البلوزة يبدأ من 150 جنيها حتى 250 جنيها، على حد قوله. واتفق معه في الرأي، عمر أحمد، صاحب محل ملابس، مؤكدا أن الشغل واقف والسوق شبه خاليا من المواطنين بسبب سوء الأحوال المعيشية للمواطنين، وقلة الدخل وزيادة البطالة، لافتا إلى أن موسم رمضان هو أكثر المواسم التي تعوض خسارة العام كله، ولكن هذا العام الموسم اتضرب بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد،مشيرا إلى ان الأسعار انخفضت هذا العام وأصبحت القطعة تتراوح ما بين 100 حتى 350 جنيها، متمنيا أن تتحسن الأحوال الفترة المقبلة لأننا في بداية موسم الصيف. "كورونا خرب بيوتنا" "كورونا خرب بيوتنا".. عبارة رددها هذا الرجل الخمسيني الذي يدعى علي الجزار، صاحب محل ملابس أطفالي وشبابي بمنطقة السيد البدوي، معربا عن استيائه من قلة البيع، قائلا" مش عارفين نجيب شغل ولا عارفين نبيعه"بسبب تخوف التجار من شراء كميات كبيرة من البضاعة ويضطرون إلى استرجاعها للمخازن بسبب عدم بيعها، لافتا الى أن المواطنين بيشتروا قطعة واحدة فقط بدل من اثنين وثلاثة، وبيسألوا عن السعر أولا بدل من الخامة والجودة، مؤكدا أن الأسعار تتراوح ما بين 50 جنيها للقميص الاطفالي حتى 250 جنيها للقميص الشبابي وكذلك البنطلون، لافتا الى ان كورونا ضيعت فرحة المواطنين بالعيد. وأوضح أمير محمد، صاحب محل ملابس، أن الإقبال متوسط للغاية والاسعار نفس العام الماضي بل أقل بسبب قلة الإقبال،مؤكدا أن كورونا لعبت دورا كبيرا في حدوث أزمات مالية للمواطنين وكذلك التجار، حيث يتراوح سعر البنطلون الاطفالي ما بين 75 جنيها إلى 120 جنيها، والقميص أيضا ما بين 75 حتى 160 جنيها، والبنطلون البناتي حوالي 120 جنيها، لافتا الى أن الاوضاع مختلفة تماما عن العام الماضي. "مشترتش حاجة السنة دي".. هكذا قالت الحاجة أم عصام، ربة منزل، مؤكدة أن هناك أزمة مالية يعاني منها كافة المواطنين، فبدل ما نشتري لبس العيد، نشتري سلع غذائية للتخزين أفضل، لأن الدنيا واقفة ومفيش شغل، مؤكدة أن كورونا ضيعت فرحتنا بشهر رمضان الكريم وكذلك العيد. وذكرت أم عبد الرحمن، أحد المواطنين، أن الأسعار كويسة وفي متناول الجميع ولكن مفيش فلوس وعندنا أزمة، مؤكدة انها لا تستطيع سوى شراء قطعة واحدة فقط لابنائها، مشيرة إلى أن العيد مختلف هذا العام تماما عن الأعياد السابقة بسبب فيروس كورونا الذي حرمنا من الاستمتاع بأي فرحة، على حد تعبيرها.