ما زلنا فى فصل الربيع الذى ينتهى فى 20 يونية المقبل, وهو الفصل المرتبط بالورود ينتظره عشاق الزهور كل عام, وخاصة مع الاعتياد على حضور معرض الزهور الذى يضم مجموعة مختلفة من نباتات الزينة والعطرية وأشجار الفاكهة ولكن هذا العام وقبل إعلان افتتاح المعرض فى دورته ال الحزن على أكثر من 200 شركة من تجار الزهور والعاملين فى مجالات نباتات الزينة والظل وتنسيق الحدائق بعد إغلاق المعرض وتأجيل الافتتاح إلى أجل غير مسمى بسبب انتشار فيروس كورونا. ولم يكن الوباء هو الوحيد وراء التأجيل فالمعرض فتم تأجيله بسبب منخفض التنين الذى ضرب مصر منذ أيام بسبب هطول كمية كبيرة من الأمطار أثرت على النباتات مما دعا وزير الزراعة إلى تأجيله, ولن تنتهى جملة الخسائر عند رواد المعرض ولكنها طالت بورصة الزهور بسبب توقف عمليات التصدير للخارج. يعود تاريخ معرض زهور الربيع إلى عهد السلطان حسين عام 1914 تحت إشراف جمعية فلاحة البساتين وتم افتتاحه بشكل رسمى عام 1934 تحت إشراف وزارة الزراعة، أى أنه واقعيًا بدأ منذ 106 أعوام ولكن رسميًا تعتبر هذه الدورة ال87 للمعرض ولكن يبدو أن هذه الدورة كانت مشئومة فالأزمات تلاحقها بداية من منخفض التنين حتى وباء كورونا المستمرة حتى الآن. وأعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، تعليق العمل «مؤقتا» فى معرض زهور الربيع المقام فى حديقة الأورمان بمحافظة الجيزة، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الحكومة لمواجهة فيروس «كورونا»، وقال الدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعى إن القرار يأتى تطبيقا لتعليمات السيد القصير وزير الزراعة بتنفيذ الإجراءات اللازمة لحماية زوار معرض زهور الربيع، من مخاطر الأمراض الفيروسية. وأن هذه الإجراءات تستهدف الوقاية من فيروس كورونا، باعتبار أن المعرض يستقطب زوارا من مختلف المحافظات. نبيل محروس مدير حملة «ازرع شجرة» وأحد العارضين بحديقة الأورمان قال: طوال الأشهر السابقة كنا نعمل على تدريب السيدات المشتركين فى حملة ازرع شجرة والبالغ عددهن 400 سيدة وننتظر فترة المعرض من أجل تسويق تلك المنتجات وبيعها للزائرين وبعد اغلاق المعرض لم نستطع أن نعوض تكاليف التدريب ولا أرى داعى لإغلاق المعرض فمساحة الحديقة كبيرة ولن تؤثر على الزوار خاصة أن المعرض هذا العام لم تكن الكثافة كبيرة فمعرض الزهور ليس كمعرض الكتاب. وأشار «نبيل» إلى أنه قام بتأجير المتر داخل الحديقة بمبلغ 100 جنيه فى مساحة 100 متر بتكلفة قدرها 10 آلاف جنيه فى الشهر هذا بالإضافة إلى مصاريف نقل النباتات والمستلزمات الزراعية بمبلغ 5 آلاف جنيه بالإضافة إلى العمالة وبعد كل ذلك توقف المعرض وتكبدنا خسائر كبيرة. وأوضح أن جميع العارضين يتساءلون هل سيتم الافتتاح بعد العيد أم سيتم إلغاء المعرض بالكامل بالإضافة إلى أننا فى تلك الفترة تنقطع المياه وبالتالى تموت النباتات ولا يحق للمشتركين استرداد المبالغ التى قاموا بدفعها. سراج عبدالصبور صاحب أحد المشاتل بالمعرض أكد أن إغلاق المعرض فى تلك الفترة جاء مفاجئا وتعرضنا لخسائر كبيرة أول تلك الخسائر هى قيمة الايجار والتى تتراوح من 80 إلى 110 جنيهات وذلك حسب الموقع داخل الحديقة ما بين مميز وأكثر تميزا ومعظم العارضين دفع القيمة الإيجارية. وأضاف «سراج»: نحترم قرار الوزارة بإغلاق المعرض للحفاظ على المواطنين من انتقال العدوى، ولكن هناك خسائر مستمرة للعارضين منها العارضون المعتمدون على عرض النباتات الحولية مثل نبات القرنفل والمنثور والقطيفة والباتونيا. وصدرت تعليمات بمنع دخول أى شخص للمعرض حتى إن العارضين لا يستطيعون ترك المعرض خاصة أصحاب ايجار المساحات الكبيرة لم يدفعوا كامل القيمة الإيجارية وبالتالى لا يحق لهم مغادرة المعرض. أحمد قنديل صاحب مشتل أشار إلى أن مشكلته بدأت منذ الاشتراك بمعرض زهور الخريف الذى اقيم بالمتحف الزراعى فبعد أن استمر بالمعرض من نصف يناير حتى نصف فبراير علمت من المسئولين أن المشتركين فى معرض الخريف سيواصلون معرضهم حتى معرض الربيع وأن الوزارة ستبقى على المعرض داخل المتحف ولن يتم إنشاء المعرض بحديقة الأورمان هذا العام خاصة أن الإقبال على معرض الخريف كان ضعيفا. ويكمل قنديل حديثة ل«الوفد» استأجرت 100 متر بالمتحف قيمة المتر 60 جنيهاً إلى جانب ألفى جنيه قيمة تأمين وبناء على تلك الوعود قمنا بتجهيز عدد كبير من الزراعات الموسمية من أجل معرض الربيع ولكن وزير الزراعة السيد القصير ألغى كل تلك الوعود وأعلن أن المعرض سيقام بحديقة الأورمان كعادة كل عام مع دفع مبالغ جديدة! واشار قنديل إلى أن الوزارة رغم علمها بأن المعرض لم يكتمل وان جميع العارضين قد دفعوا مبالغ دون جدوى لم تتيح لهم استراد المبالغ ومغادرة المعرض بل أرغمتهم على الانتظار حتى إشعار آخر واكمال المعرض بعد شهر رمضان ولم تراع الوزارة أن معظمنا تعرض لخسائر كبيرة فأنا على سبيل المثال قد خسرت مبلغ 227 ألف جنيه! وأوضح قنديل أن إدارة الحديقة أصدرت تعليمات بأن يجلس عامل واحد فقط لرى النباتات وذلك لمدة ساعة فقط فى حين المياه تنقطع عن الحديقة باستمرار بسبب عيوب فى ماكينة رفع المياه والنباتات تموت. جدير بالذكر أن فيروس كورونا اثر وبشدة، على صناعة الزهور فى هولندا، إذ تراجعت المبيعات بأكثر من 70%، وتعرضت مئات الآلاف من أزهار التوليب، وغيرها من الأزهار المقطوفة، للتلف واكد العاملون أن القطاع يتوقع خسائر إجمالية تتراوح بين مليارين وثلاثة مليارات يورو وذلك بسبب إغلاق الحدود، والقيود المفروضة على الحياة الاجتماعية هناك وعادة يكون فصل الربيع الأوروبى موسم الذروة لتجارة الزهور.