في الوقت الذي يعاني فيه العالم من فيروس كورونا المستجد" كوفيد 19" الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية أواخر ديسمبر من العام الماضي وانتقل إلى دول العالم وأطاح بالاخضر واليابس، تعرضت الصين لهجمة وباء جديد بسبب الفئران، وفقًا لتقرير لجامعة هونج كونج بالأمس. ويصيب الوباء الجديد كبد الانسان، ويقضي عليه خلال في أيام رغم أنه موجود بالاساس ويصاب به المواطنون إلا أنه أصبح في غاية السرعة والشراسة، وأدى لوفاة مواطن ستيني الأسبوع الماضي، وأظهرت أبحاث الأطباء علاقة الفئران فى المرض وتأثيره المميت على الإنسان. وفي خلال العقدين الاخريين أصبحت الصين مصدر لأوبئة خطيرة ترصدها "بوابة الوفد" في التقرير التالي منها فيروس كورونا المستجد"كوفيد 19" الذي سبب حالة من الهلع في العالم. هانتا وفي فترة ليست بالقليلة أثناء تفشي فيروس كورونا المستجد وتحديدًا في 23 مارس الماضي، أعلنت الصين عن ظهور فيروس جديد يدعى"هانتا"، أصاب 33 مواطنًا صينيًا، ووفاة مواطن جراء إصابته به، حيث إنه مرض يصيب الفئران وينتقل للأشخاص عن طريق لمس مخلفات القوارض من روث أو بول أو لعاب ثم لمس الأنف أو الفم، وانتقاله من شخص إلى آخر نادر الحدوث، ويوجد في الغالب في القارة الآسيوية أو الأوروبية. كورونا "كوفيد 19" وفي أواخر ديسمبر من العام الماضي، ظهر فيروس كورونا المستجد في مدينة ووهان الصينية والذي أصبح بعدها وباء عالميًا وتم تسجيل عدة إصابات في اليوم وانتقل من قارة إلى أخرى حتى أصبح شبحًا يواجه العالم أجمع والذي لازال تداعيات السلبية تتفاقم يوما تلو الاخر مع تسابق الدول للوصول إلى علاج له أو عقار لمنع انتشاره. ووفقًا لاخر إحصائيات أصبح العالم يقترب من أربعة مليون مصاب بفيروس كورونا، مع تسجيل 279 ألف حالة وفاة، الامر الذي جعل العالم في حالة من الهلع والفزع تجاه هذا الفيروس الذي ينتشر بسرعة كبيرة. إنفلونزا الطيور وفي عام 2003 ظهر فيروس إنفلونزا الطيور في الصين وتسبب في وفاة حوالي 400 شخص، وذلك بعدما تفشى في آسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية وأجزاء من أوروبا، ولكنه عاد مجددًا في فبراير الماضي من سلالة "شديدة" من فيروس "إتش 5 إن 1". ووفق ما ذكر موقع "بيزنيس إنسايدر"، فإن السلالة الشديدة من "إتش 5 إن 1" ظهرت في مزرعة، تقع بمدينة شاويانغ، التابعة لمقاطعة هونان الصينية، وأدى لوفاة 4500 دجاجة بسبب إنفلونزا الطيور. سارس وفي مارس عام 2003م ظهر فيروس سارس كتهديد عالمي في الصين وسجلت أولى إصابة هناك، حيث يصيب الجهاز التنفسي للانسان وانتقل من جنوب شرق آسيا إلى أمريكا الشمالية ومن ثم للعالم كله، حيث تشبه أعراضه مع أعرض فيروس كورونا المستجد" كوفيد 19"، مما أدى لوفاة الالاف من المواطنين في جميع أنحاء العالم وإصابة آخرين. الطاعون الاسود وفي عام 1331م في القرن الرابع عشر ظهر وباء يسمى الطاعون الاسود في مقاطعة هوبي عاصمة مدينة ووهان بالصين، وكان سبب لهذا الطاعون نوع من البكتيريا تسمى يرسينيا تعيش بالقوارض والفئران وتتكاثر وتنمو بداخلها وتنتقل عدواها للانسان عن طريق البراغيث التي تلدغ الفئران ثم تلدغ الانسان. وكان وباء الطاعون بمثابة الخطر الاكبر الذي هدد العالم حيث كان أكثر الاوبئة التي تنتقل بسرعة من الصين إلى الهند ومن ثم إلى قارات العالم وكانت له آثار اجتماعية وسياسية واقتصادية آنذاك. وفي هذا الصدد، قال الدكتور إسلام عنان، محاضر اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الاوبئة، إن الصين لها خبرة كبيرة في مجال الفيروسات والامراض والبكتيريا بسبب فكرة التعامل الكثيف مع الحيوانات البرية والتي تعد أكبر العوامل المؤدية لانتشار الفيروسات سواء من تناول الحيوانات أوطهيها أوبيعها، مشيرًا إلى أن الفيروسات موجودة في نوع من الكائنات الحية سواء خفافيش أو ثعابين أو كلاب أو غيرها. وأضاف عنان، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن الاسواق التي يوجد بها نوع من التكدس للحيوانات كما في الصين ليس من السهل أن تنتقل الفيروسات من حيوان لاخر إلا بطفرة جينية تسمى القفزة الجينية وتحدث نتيجة تكرار التعامل مع الحيوانات البرية مع بعضها البعض ومن ثم تنتقل للانسان نتيجة كثرة التعامل معهم وبالتالي تحدث طفرة جينية فيروسية من الحيوان للانسان. وذكر أستاذ علم الاوبئة، أن تعامل الانسان مع الحيوانات البرية بكثرة في الصين يخلق نوع جديد من الفيروسات يُصعب على الجسم البشري تحملها والتعامل معها، مما جعل الصين منبع للوباء على مر التاريخ، مشيرًا إلى أنه في القرن الرابع عشر ظهر الطاعون الاسود وأددى لوفيات الملايين ويرجع ذلك الى أنه كان هناك فأر على ظهره برغوت حامل للطاعون كان متجهًا إلى المركب المتجهة للايطاليا واختلط بالانسان ومن ثم انتشار في جميع دول العالم، مشيرًا إلى أن الصينين بدأوا في التفكير لوقف بيع الحيوانات البرية حتى لا تنتشر الفيروسات، على حد تعبيره.