قال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، أنه وقف الأزهر في وجه الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون وحرض الشعب المصري على الثورة مما جعل نابليون يقصف الأزهر بالمدافع ويدخله بالخيول، وفي مقاومة الاحتلال كان لطلبة الأزهر دور بارز حيث قادوا الثورات وحشدوا ضد المحتل الغاصب، وقام سليمان الحلبي الطالب الأزهري بقتل كليبر نائب بونابرت. كما ظل الأزهر وأشياخه يؤثرون في صناعة السياسة المصرية, حيث أفتى شيخ الأزهر الإمام شمس الدين الإنبابي بعدم صلاحية الخديوي توفيق للحكم بعد أن باع مصر للأجانب، مؤيدا أحمد عرابي وأنصاره مما أدى إلى تدخل السلطة في شئون الأزهر للنيل من صلاحياته. وقد نبع هذا الوعي لدى علماء الأزهر عبر العصور ليقينهم أن تعاليم الدين تحض على الحرية وعدم الرضوخ لظلم، وأن أفضل الجهاد قول الحق ولو كان مرا، فقد ورد أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم وقد وضع رجله في الغز أي الجهاد أفضل؟ قال كلمة حق عند سلطان جائر، فضلا عن علمهم القاطع بأن العلماء ورثة الأنبياء. وقال مفتى الجمهورية، هكذا كان دور الأزهر في بناء الشخصية المصرية الوسطية المعتدلة ولا غرو فهو منارة العلم ومصدر الاعتدال ومركز وحدة المجتمع، والمدافع عن الفهم الصحيح للإسلام من خلال إدراك جوهره العظيم, بعيدا عن التطرف والغلو متخذا المنهج الوسط سبيلا له في التعامل مع عقل الإنسان ووجه وجسده. وتابع: لقد كان من الحسنات العظيمة والكبرى في شهر رمضان بناء هذا الصرح الشامخ ليظل صامدا كالطود العظيم في نشر مبادئ الإسلام وتعاليمه وأخلاقه السمحة التي جعلت الناس تدخل في دين الله أفواجا، فضلا عما يمثله الأزهر من بعد تاريخي ظهر في قيادة الحركة الوطنية نحو الحرية والاستقلال، ويعد عملي تمثل في قيادة حركة المجتمع وتشكيل كثير من قادة الرأي في الحياة المصرية العامة.