قال روبرت انتوشاك، الخبير الدولي بصناعة المنسوجات والملابس، ان جائحة كورونا أضفت مزيدا من المعاناة على صناعة الملابس الجاهزة العالمية والتي كانت تعاني قبل الازمة من تفاقم فوائض الإنتاج، وارتفاع المخزونات بالمصانع، وزادها انتشار الفيروس سوءا مع توقف اغلب الطلبيات من الأسواق الرئيسية المستهلكة. وأشار انتوشاك، خلال ندوة نظمتها غرفة صناعة الملابس الجاهزة والمفروشات ، باتحاد الصناعات عبر تقنية الفيديو كونفرانس، إلى أن الفترة السابقة شهدت تنافسا محتدما بين المنتجين للتجاوب مع الضغوط المتزايدة من متاجر التجزئة العالمية للحصول على أفضل العروض السعرية، هذه الضغوط السعرية أدت الى اتباع المصانع لنماذج أعمال لا يتسم اغلبها بالاستدامة. وهناك عدة عوامل تؤثر على سوق صناعة الملابس أحدهما كورونا والثانى الإفراط فى الإنتاج قبل الوباء العالمى. وأكد أن الإنتاج المفرط الذي شهدته الأسواق وما لحقها من اتباع المستهلكين لأنماط شرائية بكميات تفوق احتياجاتهم لرخص الأسعار، أدى إلى زيادة معدلات الإهدار بشكل له تأثيرا كبيرا على البيئة، واستنزف وأضعف سلاسل التوريد الرئيسية، وفى المقابل لاحظنا الفترة الأخيرة تراجعا في معدلات استهلاك الفرد للملابس حتى قبل الأزمة. كما أن هناك مشكلة كبرى واجهت الدول المستهلكة للملابس وهى قلة نصيب الفرد فى استهلاك الملابس مقارنة بدخله، وهذا قد حدث أيضا قبل انتشار الفيروس، وهذا الانخفاض فى الطلب موجود ولكن الجائحة عجلت من ظهور المشكلة. وتابع الخبير الدولي والرئيس السابق لاتحاد مصنعي المنسوجات الأمريكي، أن كوفيد 19 سيرسم خريطة جديدة لصناعة الملابس الجاهزة على كافة النواحي، حيث سيدفع تباطؤ الطلب العالمي الكثير من وحدات الإنتاج إلى التخارج من السوق، وسيتبع ذلك انكماشا ملحوظا في الأسعار لرغبة تجار التجزئة والمصانع في تصريف مخزوناتهم المتراكمة، وسيعقبها عودة لارتفاع الأسعار تدريجيا، بسبب سياسات التحفيز الحكومي وحرصها على ضخ مزيدا من السيولة في الأسواق، وأيضا تراجع الضغوط التي تمارسها شركات التجزئة على المنتجين في ظل تقليص كثير من أنشطتهم وأوضح أنه قبل الوباء وصلنا لمرحلة الرخاء من حيث المنتجات من الملابس التى أسعارها مناسبة وتصل للمستهلك سريعا، ولهذا أدى ذلك لكثرة المنتجات وضخها فى السوق فأصبح هناك فائض كثير بها بل تشبع وزيادة عن الاحتياج. وفيما يتعلق بسلاسل التوريد العالمية، قال انتوشاك، إن الصناعة ستلجأ إلى سلاسل توريد أقل طولا وفى نطاق الإقليم الجغرافي، بما يسهم في خفض المدد الزمنية للإنتاج، كما ان عامل سرعة الوصول والنفاذ للأسواق التصديرية سيتعاظم دوره في المنافسة عن أي وقت سابق. وأكد أن سرعة الوصول للسوق سيكون عامل رئيسى لهذه الصناعة أكثر من أى شيء آخر. بعد كورونا المنتجات القطنية ستكون الأكثر طلبا، وذلك لأن الناس ستتجه لكل ما هو طبيعى بعد انتهاء جائحة كورونا. وتابع، إن ذلك قد يمنح ذلك المنتجين المصريين فرصة ذهبية لتكون موردا رئيسيا لتلبية الطلب في الأسواق الأوروبية نظرا لقرب المسافة. أما فيما يتعلق بالأنماط الاستهلاك والتصاميم، توقع انتوشاك، الاتجاه بشكل أوسع الى القطع الأساسية المستخدمة في الحياة اليومية، والاعتماد بشكل أكبر على المنتجات القطنية بما يعطى ميزة لمصر في تسويق محصولها من القطن. ويري ان التسويق الالكتروني مهم جدا وستزداد أهميته فى المسنقبل، ولكن ستروج للأساسيات كالجينز، وحجم المبيعات بالولايات المتحدة تشير إلى أنها نمط شرائى جديد، وعلى العاملين بالتجزئة تقديم نفسهم من خلال البيع عبر الإنترنيت.