حالة من الجدل أثارها اكتشاف عقار "ريمديسيفير" لعلاج فيروس كورونا المستجد بين الأوساط الطبية حول العالم، وأوضح الدكتورعادل البيجاوي الأستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة أن إجراءات تقييم العقار يشوبها النقص الشديد وأضاف أن البحث المُقدم في هذا الشأن يحتوي على العديد من نقاط الضعف. وأوضح البيجاوي أن العينة المستخدمة لتجريب العقار وإثبات مدى فاعليته هي عينة محدودة وصغيرة الحجم بالشكل الذي لا يسمح بتعميم النتائج أو الوثوق فيها. كما أشار البيجاوي أن العقار جرى تجربته على عينة توصف حالة إصابتها بالفيروس ب "البسيطة"، وهي الحالات التي أجمعت الدراسات أنهم يتعافون ذاتيًا بدون الحاجة إلى علاج أو رعاية طبية داخل المستشفيات، كما امتد التجريب ليشمل الحالات "المتوسطة" وهي حالات نسبة التعافي والشفاء فيها عالية قد تصل إلى 80% وتحتاج إلى رعاية طبية قد تمتد إلى 15 يوم وتبين أن استخدام الدواء في تلك الحالات "المتوسطة" يقلل من متوسط البقاء في المستشفى ليصل إلى 11 يوم و بفارق 4 أيام و هو غير مؤثر. وأضاف الأالأستاذ بكلية الطب أن العقار قد يقلل الوفيات بنسبة 3% فقط مقارنة بنسبة الوفيات المتعارف عليها وذلك في الحالات "شديدة" العدوى بالفيروس - التي تحتاج رعاية مركزة وجهاز تنفس صناعي -وهي نسبة قليلة لا يُعتد بها لذلك لا يصلح اعتماد العقار كعلاج قابل للتعميم، على حد قوله. ولخص البيجاوي تحليله لنتائج البحث الذي قدمته إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية أن عقار "ريمديسيفير" أنه لم يؤثر على نسب الحالات "الشديدة" نسبه الوفيات المتوقعه تغير مؤثر، وبالنسبة للحالات "المتوسطة" فهو فقط سيقلل من مدة إقامة الحالة في المستشفى ما بين (3 الى 5) أيام، ولا يعتبر ذلك إنجاز طبي يقيم عليه اعتماد دواء لعلاج مرض ينتظره العالم. وأكد الدكتور عادل البيجاوي أنه بتحليل البحث المُقدم بشأن العقار ننتهي إلى الدلائل تشيرالى أن العقار والإعلان عن استخدامه هي مجرد آمال قد تنهار سريعًا وتذهب أدراج الرياح. وشدد البيجاوي أن سبل الوقاية الأمثل تكمن فى عاملين الأول أن تتجنب الإصابة بالفيروس أساسًا وذلك بالتعايش مع الفيروس والعودة للحياة لخلق المناعة المجتمعية المطلوبة لمقاومة فيروس بلا لقاح حتى الآن مع مراعاة شروط التباعد المجتمعي والإرشادات الطبية الصحيحة بتفادي الأماكن المغلقة سيئة التهوية كثيفة العدد واستخدام المناديل الورقية فى التعامل مع إفرازات الجهاز التنفسى أو الكحة والعطس في "الكم"، والتخلص الآمن من المناديل الورقية والإلتزام بارتداء الكمامات فى الأماكن العامة. وأضاف ان العامل الثانى يمثل في رفع المناعة الشخصية والمقاومة الذاتية بالتغذية الصحية، والنوم الكافى وعلاج الامراض المزمنة، والتهوية الجيدة، وتظل هذه العوامل وحدها هى الشئ الأكيد فى مقاومة هذا المرض إلى أن يجد الطب لقاحًا مؤثرًا أو علاجًا ناجحًا أو يقضى الله امرًا. وأكد البيجاوي أن العالم ومعامله البحثية مازال يلهث فى سباق للوصول إلى عقار يستند إلى أسس علمية واضحة، وهو ما لا يبدو قريبًا حتى الآن.