قالت مجلة " فورين بوليسى" الامريكية إن هناك وثائق حساسة جديدة تم العثور عليها وسط ركام وحطام القنصلية الامريكية فى بنغازى، تكشف جزءاً من ملابسات حادث الهجوم على القنصلية الذى أودى بحياة السفير الامريكى "كريس ستيفنز". وثلاثة دبلوماسيين آخرين فى الحادى عشر من سبتمبر الماضى. وقالت المجلة ان فربق من محطة "الآن" التليفزيونية ومقرها دبى، قام بزيارة فى السادس والعشرين من اكتوبر لمقر القنصلية الامريكية فى بنغازى لاعداد تقرير مصور عن الموقع والحادث، وهناك تم العثور على وثائق مهمة، وهى عبارة عن مسودات رسالتين مضمونهما " ان مجمع القنصلية يخضع لمراقبة مثيرة للقلق، وان الحكومة الليبية لم تف بالتزاماتها نحو توفير حماية أمنية اضافية".. فقد تم العثور على أوراق مبعثرة على بقايا سرير فى إحدى الحجرات الآمنة التى أمضى فيها السفير "ستيفنز" ساعاته الاخيرة، وسط الركام والرماد، منها ما هو خاص بالسفير، ومنها رسائل عبر البريد الالكترونى من السفير الى ضابط الاتصال السياسى فى بنغازى "شون سميث"، واخرى من صباط الاتصال الى السلطات المحلية الليبية مؤرخة بتاريخ 11 سبتمبر تطالب بتعزيز التواجد الامنى امام القنصلية، الا ان ذلك لم يتم . كما عثر على خطاب مؤرخ بتاريخ 11 سبتمبر موجه الى "محمد العبيدى" رئيس مكتب وزارة الشئون الخارجية الليبية فى بنغازى، مضمونه، "انه فى وقت مبكر من صباح اليوم 11 سبتمبر وبالتحديد فى تمام الساعة السادسة وثلاثة واربعين دقيقة، قدم احد حراس الامن فى القنصلية تقريرًا مثيرًا للقلق، حيث قال فى تقريره انه شاهد من امام البوابة الرئيسية احد افراد قوة الشرطة فوق الطابق العلوى من مبنى مواجه على الجانب الاخر لمبنى القنصلية ، وهو يقوم بتصوير مبنى القنصلية من الداخل، وان هذا الشخص كان ضمن وحدة الشرطة الى أرسلت لحماية البعثة والسفير، والتى كانت تعمل كوحدة شرطة متمركزة فى سيارة تحمل رقم 322".. ورفضت وزارة الخارجية الامريكية التعليق على تلك الوثائق، وقالت ان هناك تحقيقاً مستقلاً يجرى حاليًا، وانه سيتم النظر فى كل هذه المعلومات فى إطار التحقيق، ومن جانبه نفى "محمد العبيدى" تلقيه أى خطابات من القنصلية الامريكية، وقال إنه حتى لم يعرف بزيارة السفير لبنغازى، رغم أن المتحدث باسم الشرطة فى بنغازى اكد ان الوزارة أبلغت الشرطة بالزيارة، وقالت المجلة انه من غير الواضح ما اذا كانت خطابات القنصلية الامريكية قد تم إرسالها الى وزارة الخارجية الليبية أم لا. واضافت المجلة انه منذ سقوط الزعيم الليبى "معمر القذافى" ، تسيطر عناصر الميليشيات على الامن وتخضع عملية التأمين والحراسة للمنشآت الحيوية لتلك الميليشيات، ولم تخفِ واشنطن هواجسها من تلك الميليشيات المسلحة، والغريب أن تأمين القنصلية كان من مهام لواء "17 فبراير" ذو الميول الإسلامية.