أكد "ديفيد شينكر" الباحث الشهير بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن سياسة الإدارة الأمريكية القائمة بشأن التحاور بطريقة دبلوماسية مع الديكتاتور المتعنّت "بشار الأسد" هى سياسة مضللة، مشيرًا الى أن السياسة التى اعتمدتها إدارة "أوباما" حيال سوريا منذ بداية الانتفاضة أثبتت افتقارها إلى القيادة. وأضاف "شينكر" أنه خلال زيارة قام بها إلى لبنان قد عبّر له الزعيم الدرزي "وليد جنبلاط" المعروف بمواقفه الصريحة عن امتعاضه الشديد من غياب سياسة أمريكية جدية من شأنها وضع حدّ للقتل والدمار الوحشيين في سوريا. ويقول "شينكر" إنه إلى جانب الخسائر البشرية الهائلة والخسارة الكبيرة في الإرث التاريخي السوري، تسبب عجز إدارة أوباما عن إطلاق ردّ فعال على المجزرة التى يتبناها النظام ضد الشعب السورى، داعيًا الولاياتالمتحدة بضرورة وضع حدّ للاعتراض غير المبرر على تسليح "الجيش السوري الحرّ". وأشار إلى أن ميل قطر والمملكة العربية السعودية لتوفيرها أسلحة لدعم الثورة يهدف الى رغبة هذه الدول إلى تسليح المقاتلين الإسلاميين الذين سيسعون بلا أدنى شك بعد إطاحة الأسد إلى تغيير آفاق سوريا الدينية المتسامحة والمعتدلة لا يصب في مصلحة أي من سوريا أو الأمريكيين. كما يجب أن تمضي واشنطن قدماً عقب الانتخابات في تزويد وحدات "الجيش السوري الحر" بالأسلحة الضرورية من أجل إنهاء الحرب في شكل أسرع. وأشار "شينكر" إلى أن الحاكم رومني قد أشار إلى أنّه سيعتمد هذه السياسة في حال انتخابه ومن الممكن أن يسير أوباما في الاتجاه نفسه أيضاً في حال إعادة انتخابه بعد أن يتحرّر من القيود الانتخابية. واختتم "شينكر" حديثه، قائلا: "إن سوريا شكّلت على مرّ التاريخ مشكلة سياسية مربكة بالنسبة إلى الولايات المتّحدة، إلا أنّ التدخّل الآن للمساعدة على وضع حدّ لنظام الأسد يجب ألا يكون قراراً صعباً حيث إن الديكتاتور لم يكتفِ بقتل عشرات الآلاف من الأشخاص في الداخل بل قوّض المصالح الأمريكية في لبنان وإسرائيل وكان مسئولاً عن مقتل مئات الجنود الأمريكيين في العراق بين عامي 2003 و2009. وتابع: فضلاً عن ذلك قد يشكّل سقوط الأسد هزيمة للنظام الثيوقراطي في طهران وسيعكس الدعم العسكري للثورة السورية الاهتمامات الإنسانية والمصالح الاستراتيجية الأمريكية. وهي سياسة يجب أن يعتمدها كل من الرئيس الأمريكي المقبل والدول العربية .