وحوي يا وحوي اياحه، روحت يا شعبان اياحه، وحوينا الدار جيت يا رمضان، وحوي يا وحوي اياحه، كلمات لها وقع مُبهج على أذن ما يسمعها، حيث تبث الفرحة والسعادة بحلول الشهر الكريم، الذي يتغنى فيه الصغار بها وبيد كل منهم فانوسه الجميل، فانوس رمضان، صاحب الإطلالة الأصيلة بذلك الشهر الجميل. عادة مصرية أصيلة مرتبطة بقدوم شهر رمضان، حيث يعد الفانوس العنصر الأهم في زينة رمضان التي تظهر بها الشوارع طوال أيامه ولياليه، فضلًا عن كونه فرحة الأطفال والكبار الذين يحرصون على شرائه كل عام للشعور ببهجة الشهر الكريم، فعلى الرغم من الصراع الدائم بين الحداثة والتراث إلا أنه ما زال محتفظا بمكانته، حيث لا يخلو بيتًا ولا شارع بمصر منه طوال الشهر. وتعددت الروايات حول أصل فانوس رمضان في مصر، ذلك الاختراع المصري الأصيل الذي ظهر منذ العصر الفاطمي، فيقال إنه عندما جاء المعز لدين الله الفاطمي من الغرب ودخل القاهرة استقبله المصريون على أطراف الصحراء الغربية ناحية الجيزة، في موكب كبير للترحيب بقدومه وكانوا يحملون الفوانيس والمشاعل لإضاءة الطريق، وصادف هذا اليوم بداية شهر رمضان ومن يومها صارت عادة مصرية رمضانية متأصلة. وهناك رواية أخرى، وهي أن الخليفة الفاطمي كان يخرج، اخر يوم من شهر شعبان من كل عام لاستطلاع هلال الشهر الفضيل، وكان يرافقه الأطفال حاملين الفوانيس ليضيئوا له الطريق ليلًا. وتطورت صناعة الفانوس على مر العصور، حيث انتشرت صناعته في عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله الذي أمر بألا تخرج النساء من بيوتهن إلا ويتقدمها صبي حاملًا الفانوس، وأمر أيضًا بتعليقها على مداخل الحارات وأبواب المنازل، وكان شكله في هذا التوقيت على هيئة علبة صفيح مربعة وبداخلها شمعة للإنارة. وتطور شكل الفانوس مع مرور الوقت، عن طريق وضع الزجاج في نوافذ داخل إطار من النحاس أو الألومنيوم، وعليها رسومات وباب لإدخال الشمعة وتستقر على قاعدة مخصصة لها، وعند إضاءتها تعكس الأضواء من النوافذ الزجاجية، وبعد ذلك بدأت زخرفة الزجاج بالألوان وكتابة بعض الأيات القرآنية وأسماء الله الحسنى. وفي العصر الحديث، تم الاستغناء عن الشمعة واستبدالها بالمبة مزودة ببطارية للإضاءة، وبعد ذلك زود الفانوس بخاصية ترديد الأغاني الرمضانية مثل "وحوي ياوحوي" و "رمضان جانا"، وذلك عندما وضعت الصين لمساتها على صناعته، فضلًا عن تصنيعه على شكل الشخصيات المشهور والكرتونية أيضًا، ولكن على الرغم من التطور إلا أن الفانون النحاس مازال الورقة الرابحة بالشهر الكريم، حيث يذكرنا بتراث مصر الجميل.