في سابقة تحدث لأول مرة في التاريخ منذ بدء بيع العقود الآجلة، وصل سعر برميل النفط إلى أقل من سالب 16.6 دولار، وذلك في ظل تداعيات تفشي فيروس كورونا الجديد ، التي أطاحت بالاقتصاد العالمي، والتي أدت لهبوط سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي، لأول مرة له منذ 37 عامًا. وقد شهدت أسعار النفط الخام، إنهيارات كبيرة، منذ أواخر العام الماضي، مع بدء أزمة تفشي "كورونا" في الصين، حيث انخفضت الأسعار، إلى ما يقارب ال55 دولار للبرميل، حتى النصف الأول من مارس الماضي، بعدما كانت تصل إلى 64 دولار للبرميل. وخلال النصف الثاني من شهر مارس، تراجعت أسعار النفط لخام برنت، إلى أدنى مستوى لها، لتلامس حيز ال20 دولار للبرميل، وذلك بسبب ارتفاع تداعيات أزمة تفشي فيروس كورونا في العالم، وتوقف العديد من الدول عن الحركة الصناعية، وهو ما أدى إلى زيادة المعروض وقلة الطلب. وفي اجتماع أوبك قبل الأخير، رفضت روسيا قرار السعودية، بزيادة نسبة خفض إنتاج النفط حتى ترتفع الأسعار، ولكن قرار روسيا بالرفض، أدى إلى حرب أسعار بين روسيا والسعودية، وهو ما جعل السعودية، تتجه لزيادة الإنتاج وخفض السعر الرسمي للبرميل. وقد ظهر أمس حدث لم يحدث في أسواق النفط العالمية بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، وهي هبوط أسعار خام غرب تيكساس الأمريكي، إلى أقل من الصفر، ما يعني دفع البائع أموال للمشتري، لكي يقوم بشراء النفط الخاص به. ويعد خام غرب تيكساس هو الخام الصخري المتداول في أمريكا، حيث انخفضت أسعاره بدون الصفر، بسبب زيادة المعروض منه عن الطلب، خاصة بعد تسبب فيروس كورونا في غلق العديد من المصانع، وتقليل العمالة وتحول عدد كبير من المصانع لإنتاج المستلزمات الطبية، التي تستخدم في مواجهة فيروس كورونا، ما تسبب في تخمة المعروض في أمريكا. وهو ما جعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يصرح بأنه سيتم تحويل الفائض من إنتاج النفط الأمريكي، إلى المخزون الاستراتيجي للدولة، وهو ما سيساعد في تقليل المعروض ومن خلاله سترتفع أسعار الخام الأمريكي مرة أخرى، وهو ما حدث بالفعل، حيث ارتفعت أسعار الخام الأمريكي، إلى ما يزيد عن 13 دولار للبرميل، وذلك لعقود شهر يونيو.