انخفضت أسعار البترول اليوم الخميس، لتواصل رحلة هبوط بدأتها قبل أكثر من شهر، وساهمت 5 أسباب في استمرار تراجع الأسعار. تهديدات كورونا في 18 فبراير الماضي، تراجعت أسعار النفط أكثر من 1% مقتدية بخسائر أسواق المال بفعل استمرار بواعث القلق حيال الأثر الاقتصادي لتفشي فيروس كورونا في الصين وتداعياته بالنسبة للطلب على الخام، وسجل خام برنت 56.88 دولار للبرميل، منخفضا 79 سنتا بما يعادل 1.4%. وقال إدوارد مويا محلل السوق في أواندا لوكالة رويترز إن "أسعار النفط مازالت مُرهَقة إذ ربما كان متعاملو الطاقة مغرقين في تفاؤلهم حيال أثر فيروس كورونا على الطلب، إلى جانب تلاشي التفاؤل بأن تتفق أوبك+ على تعميق تخفيضات الإنتاج في مارس". توقعات تراجع الطلب تتوقع منظمة، أوبك، أن تساهم أزمة تفشي فيروس كورونا في تراجع الطلب على النفط خلال العام الجاري. وانخفض الطلب على الوقود في الصين مع إلغاء شركات الطيران رحلات لوقف انتشار الفيروس وتأجيل مقاطعات إعادة فتح مصانع عقب عطلة العام القمري الجديد. وخفض بنك جولدمان ساكس توقعاته لسعر خام برنت، مع تفاقم مخاوف تفشي فيروس كورونا وتحوله إلى وباء عالمي وخطر الركود الاقتصادي ما يقلص الطلب على العرض ويزيد تخمة المعروض بالسوق. وتوقع البنك هبوط أسعار برنت إلى 45 دولارا للبرميل في أبريل القادم، مقارنة بتقديرات سابقة عند 53 دولارا للبرميل قبل أن تتعافى تريجيا ل 60 دولارا بحلول نهاية العام. وهذه ثاني مراجعة بالتخفيض في أقل من شهر، وكان البنك قد خفض توقعاته لسعر برنت في الربعين الثالث والرابع إلى 53 و59 دولارا للبرميل من 60 و65 دولارا في السابق. فشل اتفاق أوبك كانت منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، تسعى إلى اتفاق جديد لخفض الإنتاج، لدعم الأسعار في ظل تخوفات تراجع الطلب، لكن روسيا رفضت هذا المقترح، وانهار التحالف النفطي بين أوبك وموسكو. وأدى فشل الاجتماع بين أوبك وروسيا الذي عقد مطلع مارس الجاري، إلى صدمة في صناعة النفط، تسببت بانخفاض أسعار النفط بنسبة 30% يوم الاثنين الماضي، وهو أسوأ هبوط تاريخي للأسعار منذ حرب الخليج في عام 1991. زيادة الإنتاج نتيجة لرفض روسيا خفض الإنتاج، قررت السعودية، السبت الماضي، المضي في خطط لتعزيز طاقة إنتاج الخام للمرة الأولى خلال أكثر من عشر سنوات، ما يساهم في خفض أسعار النفط المطروح للبيع لديها إلى أدنى مستوياته خلال 20 عاما. وتخطط المملكة لزيادة إنتاجها من النفط مع بداية الشهر المقبل، وهو ما أحدث هبوطًا كبيرًا في أسعار النفط، وهو ما وصفه محللون بأنه " معاقبة لروسيا بسبب تخليها عن تحالف (أوبك +)". كما أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، وهي شركة النفط الوطنية في الإمارات، أنها تخطط لزيادة مبيعات الخام إلى ما يزيد عن أربعة ملايين برميل يوميا وتسريع مسعى لزيادة الطاقة الإنتاجية بمقدار الربع إلى خمسة ملايين برميل يوميا. خطة ترامب انخفضت أسعار النفط، اليوم الخميس، 1.65 دولار أو ما يعادل 4.6 بالمئة إلى 34.14 دولار للبرميل، وهو ما يزيد قليلا عن مستويات متدنية بلغها في وقت سابقا، بعدما فرضت الولاياتالمتحدة حظرا على السفر من أوروبا عقب قرار منظمة الصحة العالمية إعلان تفشي فيروس كورونا بأنه وباء. واتسع فارق السعر بين أسعار برنت في الأجل القريب وفي الأجل الأطول ليسجل أكبر فارق في خمس سنوات، مما حفز المتعاملين على ملء الخزانات بالنفط بغرض تخزينه للتسليم في وقت لاحق بينما يراهنون على أن الأسعار سترتفع. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولاياتالمتحدة ستعلق جميع السفر من أوروبا فيما كشف عن تدابير لاحتواء تفشي فيروس كورونا.
