يحتفي العالم في مثل هذا اليوم الموافق 22 أبريل من كل عام ب" يوم الأرض" أو ما يعرف ب Earth Day في عيده الخمسين. كانت البداية عندما انطلقت احتجاجات الأميركيين المُطالبة ب"الإصلاح البيئي" في يوم الأرض الأول سنة 1970،حيث لم يكن أحد يتوقع أن تتحول هذه الحركة إلى مصدر إلهام للعمل البيئيِ} في جميع أنحاء العالم بعد عشرين سنة. بمرور الوقت أصبحت فعاليات يوم الأرض تجتذب مشاركة أكثر من مليار شخص يطمحون إلى مستقبل أفضل لصحة الإنسان والكوكب، لكن على نقيض يوم الأرض الأول عام 1970، حيث خرج 20 مليوناً إلى الشوارع والساحات، تقتصر احتفالات هذه السنة على برامج ونشاطات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بمشاركة ملايين الأشخاص الذين احتجزهم وباء فيروس كورونا المستجد الذي يهدد حياة الانسان. تحت عنوان العمل المناخي تزامن انتشار فيروس كورونا المستجد مع الاحتفال بيوم الأرض العالمي الخمسين متقاطعاً مع السنة التي خصصتها الأممالمتحدة للتنوع البيولوجي. ولكأن هذا الأمر جاء ليذكرنا بالعلاقة القائمة بين تغيُّر المناخ والأنواع الحية وانتشار الأوبئة، وليجعلنا أكثر ميلاً لتصديق تحذيرات العلماء بأن الأسوأ قد يحدث فعلاً. اصدرت الأممالمتحدة للبيئة الصادر عام 2016 تقريرا عن القضايا الناشئة التي تدعو إلى القلق البيئي، مجموعة العوامل التي تزيد من احتمال انتقال العوامل الممرضة مثل فيروس كورونا من الحيوانات إلى البشر. ويعتبر التقرير تغيُّر المناخ عاملاً رئيسياً في ظهور الأمراض، فهو يؤثر على الظروف البيئية التي تمكّن أو تعطّل بقاء وتكاثر ووفرة وتوزع العوامل الممرضة والكائنات الناقلة والمضيفة، كما يترك بصمته على وسائل انتقال المرض وأنماط تفشّيه. ويخلص إلى وجود دلائل متزايدة على أن الأمراض الوبائية قد تصبح أكثر تواتراً مع استمرار تغيُّر المناخ. في حالة فيروس «إيبولا»، وجدت دراسة نُشرت في دورية «نيتشر كوميونيكيشنز» (Nature Communications) نهاية عام 2019، أن مشكلة تغيُّر المناخ ستؤدي إلى زيادة تتراوح بين 75 و220 في المائة في معدلات انتقال الفيروس القاتل من الحيوانات إلى البشر بحلول سنة 2070. وتشير الدراسة إلى أن نطاق المرض سيتّسع في أفريقيا، وستكون هناك فرصة كبيرة لانتشار فيروس إيبولا إلى الصين وروسيا والهند وأوروبا والولايات المتحدة. لا تزال الدراسات حول فيروس كورونا المستجد في مراحلها الأولى، ولعل الاطلاع على الأبحاث حول فيروس إيبولا، الذي اكتشف لأول مرة سنة 1972، يعرض صورة أوضح للعلاقة بين تغيُّر المناخ وانتشار الأوبئة. يبدو أن تفشي فيروس كورونا لن يكتفي بتأجيل هذه الآمال، مع إرجاء مؤتمر قمة المناخ الذي كان مقرراً بعد أشهر، بل قد يهدد مسألة العمل المناخي برمتها لسنوات مقبلة. قبل أسبوع من يوم الأرض العالمي في 22 أبريل، أعلن فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، أن تفشي فيروس كورونا سيقلّص الطلب العالمي على النفط، بحيث تكون 2020 أسوأ سنة في تاريخ القطاع. ومن جانبه احتفل غوغل في هذا العام بأحد أصغر الكائنات وأهمها فى الطبيعة وهو "النحلة"، وأن ثلث محاصيل العالم تعتمد على التلقيح من النحل، وأكثر من 85% من نباتات العالم المزهرة.