البسملة فى الفاتحة فيها ثلاث مذاهب ، مذهب يقول : إنها لمجرد الفصل بين السور، فلا تجب قراءتها فى الفاتحة، والصلاة بدون قراءتها صحيحة، بل قال : قراءتها مكروهة فى الفرض دون النافلة ، وليس لهذا المذهب دليل قوى . قال الشيخ عطية صقر رحمه الله ومذهب يقول : إنها اَية من الفاتحة، وقراءتها واجبة فيها، ولا تصح الصلاة بدونها ، وتعطى حكم الفاتحة فى الإِسرار أو الجهر بها . وأقوى دليل لهذا المذهب حديث يقول راويه : صليت وراء أبى هريرة فقرأ " بسم اللّه الرحمن الرحيم " ثم قرأ بأم القراَن -الفاتحة-وجاء فى اَخر الحديث قوله : والذى نفسى بيده إنى لأشبهكم صلاة برسول اللّه صلى الله عليه وسلم . رواه النسائى وابن خزيمة وابن حبان فى صحيحيهما ، وقال الحافظ ابن حجر: هو أصح حديث ورد فى البسملة . ومذهب يقول : قراءتها فى الفاتحة جائزة، بل مستحبة ، ولكنها غير واجبة، فتصح الصلاة بدونها ، لكن هذا المذهب يقول : لا يجهر بالبسملة ولكن تقال سراً، والدليل عليه قول أنس صليت خلف الرسول وأبي بكر وعمر وعثمان وكانوا لا يجهرون ببسم اللّه الرحمن الرحيم . رواه النسائى وابن حبان بإسناد على شرط الشيخين . ويمكن أن يقال : إن النبى صلى الله عليه وسلم كان يجهر بها أحيانا ، ويسر بها أحيانا أخرى ، وما دام الأمر خلافيا فلا يجوز التعصب لأى رأى . وأرى أن الإِتيان بها ينفع ولا يضر، وأن عدم الإِتيان بها لا يبطل الصلاة.