كيف نستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك بعد أيام قلائل يستعد الناس لاستقبا ل شهر الله رمضان في مشارق الأرض ومغاربها وكلهم شوق وأمل أن يبلغهم الله شهر رمضان المبارك هذا العام وقد رفع البلاء وعم الرخاء وأقبل الخير يجري. وتحدث الدكتور عبدالله العزب من علماء الازهر بوزارة الاوقاف قائلا ان العديد من افراد الامة الاسلامية ينتظرون قدوم شهر الخير والاستعدادبالاكثار من الصلاة وقراءة القرءان في ايام الشهر المباركة ، واضاف قائلا: وإذا أردنا أن نعرف القاريء الكريم كيف يستعد لهذا الأمر فلا بد من مراعاة عدة أمور أهمها..... أولا:التوبة الصادقة والتوبة الصادقة النصوح وإن كانت واجبة في مواسم الطاعات والبركات فإنها لزام علي الناس جميعاً في هذه الأيام التي نزل فيها البلاء لذلك كان الأمر القرآني الذي يقتضي الوجوب في القرآن الكريم في قول الله تعالى (وتوبو إلي الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) والتوبة وصية نبوية شريفة وصانا بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله (أيها الناس توبو إلي واستغفروه فإني أستغفر الله في اليوم أكثر من مائة مرة) ثانياً: الدعاء والدعاء هو العبادة وهو أمر واجب على كل مسلم بدليل قوله تعالى (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) وكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الله سبحانه وتعالى بقوله صلى الله عليه وسلم (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان) وكان الصحابة رضوان الله عليهم يدعون الله أن يبلغهم شهر رمضان قبله بستة أشهر فعلينا أن نكثر من الدعاء والتضرع إلي الله تعالي أن يبلغنا رمضان وأن يرفع فيه البلاء والوباء وسائر الاسقام ثالثاً:الفرح بقدوم شهر رمضان لأن الفرح بموسم الطاعة وصية قرآنية ونبوية فالأمر في القرآن الكريم بالفرح بالرحمة والطاعة ففي سورة سيدنا يونس يقول الله تعالى (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحو هو خير مما يجمعون) مضان كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبشّر الصحابة رضي الله عنهم بقدوم شهر رمضان، وكان يقول لهم: (أتاكم شهرُ رمضانَ، شهرٌ مبارَكٌ، فرض اللهُ عليكم صيامَه، تفتحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ، وتُغلَق فيه أبوابُ الجحيم، وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطينِ، وفيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألف شهرٍ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ)،[1] وللفضل العظيم الذي يحوزه المسلم بصيام رمضان كان السلف الصالح عند انقضاء شهر رمضان يدعون الله تعالى ببلوغ رمضان المقبل، وذلك لما يختصّ به شهر رمضان عن باقي الشهور، فهو شهر القرآن الذي قال فيه الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)،[2] وتُعتق فيه الرقاب من النار، ويعوّد ويمرّن العبد على الإخلاص في الأعمال والبعد عن الرياء والمباهاة والمفاخرة، كما أنّ رمضان من الأسباب التي ينال بها العبد مغفرة ذنوبه وسيئاته، حيث أطلق عليه رمضان لأنه يرمض الذنوب؛ أي أنه يحرقها ويزيلها بالأعمال الصالحة واضاف الدكتور عبدالله العزب قائلا :يكون الاستعداد لشهر رمضان بالقيام بالعديد من الأمور والعبادات التي تهيأ المسلم لرمضان واغتنامه بأفضل الطرق الممكنة، وفيما يأتي بيان بعض الاستعدادات لشهر رمضان التي من الممكن للمسلم القيام بها:[4] التوبة النصوح والإنابة والرجوع إلى الله تعالى، فالذنوب تمنع العبد من الأعمال الصالحة والعبادات، ولذلك فلا بدّ من التوبة حتى يتسنّى للمسلم القيام بالعبادت، وأدائها على أفضل وجه؛ حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)،[5] وبذلك يكون شهر رمضان بدايةً جديدةً للعبد بالسير في طريق الطاعات والعبادات الموصل إلى الجنة، ويستردّ برمضان ما فاته من الخيرات بسبب التقصير بما يجب عليه، فقرب الله تعالى من العبد لا يتحقق إلا بقرب العبد من الله، كما أنّ شهر رمضان من الأسباب التي تغفر للعبد ذنوبه وزلاته. عزم النية على الاجتهاد في الطاعات والعبادات في شهر رمضان، فالنية الصالحة الصادقة من الأسباب التي تعين العبد وتوفقه، حيث قال الله تعالى: (إِن يَعلَمِ اللَّهُ في قُلوبِكُم خَيرًا يُؤتِكُم خَيرًا مِمّا أُخِذَ مِنكُم وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ)،[6] فالآية دلّت على أن النية الصالحة من أسباب توفيق العبد وإعانته. الإقبال إلى الله تعالى بالدعاء والابتهال بأن يُعين العباد على العبادات والطاعات في شهر رمضان، فبلوغ شهر رمضان لا يجدي أي شيء إن لم يستغله العبد بالعبادة والطاعة، ويتجنب الوقوع في الكبائر والمعاصي، وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال الله العون على مرضاته)، وتجدر الإشارة إلى أنّ دعوة الصائم أرجى وأدعى في إجابتها من الله تعالى؛ حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم الصَّائمُ حين يفطرُ، والإمامُ العادلُ، ودعوةُ المظلومِ يرفعُها اللَّهُ فوقَ الغمامِ ويفتحُ لها أبوابَ السَّماءِ، ويقولُ الرَّبُّ: وعزَّتي لأنصرنَّكِ ولو بعدَ حينٍ)،[7] ولذلك فلا بد للمسلم أن يحرص على الدعاء في شهر رمضان. حفظ الجوارح وصونها عن المعاصي والفواحش التي تُغضب الله تعالى، والابتعاد عن الفتن؛ حيث قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)،[8] وقال ابن السعدي مفسّراً الآية السابقة: (إذا كان هذا الوعيد، لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة، واستحلاء ذلك بالقلب، فكيف بما هو أعظم من ذلك، من إظهاره، ونقله)