بالرغم من جائحة فيروس كورونا «كوفيد-19»، فإن الشباب يلهون ويمارسون حياتهم بشكل طبيعى بدلاً من عزل أنفسهم، معتقدين أنهم محصنون ضد المرض، ولكن دراسة أمريكية وتقرير صدر مؤخرًا عن مراكز السيطرة على الأوبئة، دحضت هذا الاعتقاد وصدمت هؤلاء الشباب، حيث لا يمكن اعتبار أى فئة عمرية فى مأمن من الإصابة بفيروس كورونا. ومع اتساع الرقعة الجغرافية لانتشار الفيروس وسرعة انتقاله، أصبحنا نرى إصابات بين الشباب بل والأطفال، ونظر التقرير الأمريكى إلى أول 2500 حالة وقعت فى البلاد، وتوصل إلى أن 20% من هذه الحالات تراوحت أعمارها بين ال20 وال44، و38% من الحالات تراوحت أعمارها بين ال20 وال54. وفى إيطاليا، بينت إحصاءات رسمية، نُشرت فى الأسابيع الماضية أن 12% من المرضى الذين دخلوا العناية المركزة، كانت تتراوح أعمارهم بين ال19 وال50، كما بينت إحصائيات نشرتها السلطات الفرنسية أن عدد المصابين من صغار السن فى تصاعد. وأعلنت منظمة الصحة العالمية، عن أن فيروس كورونا يمكن أن يصيب أو يقتل الشباب الذين يجب عليهم تجنب الاختلاط ونقله إلى كبار السن وغيرهم من الفئات الأكثر عرضة للمخاطر، منظمة الصحة العالمية ذكرت أن الشباب غير محصنين من الإصابة بالفيروس، خاصة إذا كان الشباب من المدخنين، أو أصحاب المناعة الضعيفة، أو المهملين فى نظافتهم الشخصية أو المخالطين مباشرة للمرضى فى الأماكن المزدحمة، أو ممن يعانون من سوء التغذية، وعدم إكثارهم من تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات لتقوية المناعة. وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إنه مع الإبلاغ عن أكثر من 210 آلاف حالة فى جميع أنحاء العالم وتسعة آلاف حالة وفاة، فإن كل يوم «يجلب معه منعطفاً جديداً ومأساوياً». وأضاف: «لدى اليوم رسالة للشباب: لستم محصنين، هذا الفيروس يمكن أن يزج بكم فى المستشفى لأسابيع وقد يقتلكم. حتى إذا لم تمرضوا، فإن الخيارات التى تتخذونها بشأن أين تذهبون، يمكن أن تكون الفرق بين الحياة والموت لشخص آخر». ووجّه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، رسالة أخيرة لفئة الشباب وصغار السن، محذرًا من أن هذا الفيروس يمكن أن يضع المصابين به من الشباب فى المستشفيات لعدة أسابيع، مطالبًا بأهمية الحذر من الأماكن التى يذهبون إليها، والتى يمكن أن تمثل لشخص ما الفارق بين الحياة والموت. قال الدكتور طارق شافع استشارى الأمراض الصدرية، إن الفيروس الجديد كيوفيد 19، هو أحد فيروسات مجموعة الكورونا، فهو تمحور للفيروسات ومثله مثل الأنفلونزا الإسباني، التى قتلت العديد من البشر وقتها، لافتًا إلى أن شهرة كورونا جاءت لأنه ينتشر بشكل أسرع كثيرًا من الأنفلونزا المعتادة. وأوضح «شافع»، أن فيروس كورونا من الفيروسات التى تؤدى إلى تداعيات خطيرة فى الجهاز التنفسي، لافتًا إلى أن هناك عدة أنواع من هذا الفيروس كفيروس كيوفيد 13، الذى ظهر بنسبة خفيفة عام 2013. وتابع، أن الفيروس يسبب التهابات شديدة فى الصدر، كالالتهابات الرئوية وصعوبة فى التنفس، وانخفاض الأكسجين فى الدم، وارتفاع فى درجات الحرارة، وقد يتطلب الأمر وضع المريض على أجهزة التنفس الصناعي، لافتًا إلى أن الأعراض والعوامل التى تساعد على انتشار هذا الفيروس هو عدم التهوية الجيدة، والوقوف فى أماكن مزدحمة، والتلامس بين الأشخاص، مشيرًا إلى أنه ينتقل للبشر عن طريق لمس أماكن وأشياء المصابين، وقد يدخل الفيروس لجسم الإنسان عن طريق الأنف أو الفم. وأكد استشارى الأمراض الصدرية، أن هذا الفيروس هو فيروس قوى وليس ضعيفًا، حيث يسبب التهابات حادة بالرئتين، وقد يحتاج المريض لدخوله العناية المركزة، مضيفًا أن الفيروس يتمكن من مرضى السكر والقلب وأصحاب المناعة الضعيفة والكلى، وتختلف إصابته للإشخاص حسب مناعة المريض، متابعًا أن الفيروس يعيش فى جسم الإنسان من يومين حتى 14 يومًا هى فترة الحضانة. واختتم الدكتور شافع حديثه قائلًا: إن الشباب ليسو بعيدين عن الإصابة بالمرض، لافتًا إلى أن الشباب أصحاب المناعة الضعيفة والأمراض المزمنة، قد يكونون عرضة للإصابة بالفيروس، لافتًا إلى أن العلاج منه يتم من خلال أدوية المضادات الحيوى ومضادات الفيروسات والسوائل الساخنة. قالت الدكتورة نشوى حسين أستاذ الأمراض الصدرية، إن الحكم على إمكانية إصابة فئة الشباب تكون بناءً على دراسات علمية وعندنا تكون إصابتهم بأعداد كبيرة، وليس بعدة نظريات يتم الحكم عليها، لافتة إلى أن الشباب تتم إصابتهم بالفيروس نتيجة التعرض له بصورة مباشرة، مضيفة أن الأطباء هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالمرض. وأوضحت «حسين»، أن فئة الشباب ليست بمنأى عن التعرض لفيروس كورونا، والوفاة بسببه، لافتة إلى أنه يجب على الشباب عدم الاستهتار بالمرض، واتباع كل الإرشادات الصحية، والحفاظ على النظافة الشخصية بإستمرار، والعزل التام، وتفادى الاختلاط والأماكن المزدحمة، مؤكدة أن الشباب من الممكن أن يصابوا بالمرض بدون ظهور أعراض عليهم، ويتم نقلها إلى الكبار، لذا يجب تطبيق طرق الوقاية على كبار السن والشباب. ويتفق الدكتور أسعد لويس استشارى الأمراض الصدرية والحساسية وباطنة وقلب، معهم قائلًا: «إن فيروس كورونا يصيب كافة الفئات العمرية وليست فئة بعينها، لافتًا إلى أن الفيروس يصيب أصحاب المناعات الضعيفة وأصحاب الأمراض المزمنة ومن يأخذ أدوية الكورتيزون، لافتًا إلى أن الأطفال أيضاً من الممكن تعرضهم للإصابة ممن لم يأخذوا كافة التطعيمات الطبية أو ممن تعطيهم أمهاتهم ألبانًا صناعية، مشيرًا إلى ان اللبن الطبيعى للطفل. وأوضح «لويس»، أن من أهم طرق الوقاية من الفيروس، الابتعاد عن أماكن التجمعات والتدخين، وعدم الاحتكاك بالبشر وبترك مسافة تتخطى 1.5 متر، والابتعاد عن المصابيين بنزلات البرد، والحفاظ على النظافة الشخصية، ويفضل ممارسة الرياضة، أو تناول الفواكه والخضراوات وفيتامين سى لتحسين المناعة، أما بالنسبة لكبار السن فأفضل طرق الوقاية هى المكوث فى المنزل وعدم النزول، والحفاظ على النظافة الشخصية، وتناول فيتامين سي.