8 إبريل 1970، يوم كبقية الأيام في ظل حربا اشتعلت رحاها منذ 4 سنوات، في الجبهة بشبه جزيرة سيناء. بيد أن اليوم لم يك يوماً عادياً وحُفر في التاريخ بأحرف حمراء قانية، كانت أحرفه التي خلدته من دماء 30 طفل من مدرسة بحر البقر بمركز الحسينية محافظة الشرقية، لقوا حتفهم تحت قصف نيران طائرات الفانتوم الإسرائيلية التي ألقت قنبلة على مدرسة ابتدائية، مخالفة الأعراف والتقاليد الدولية والإنسانية، فضلا عن إصابة 50 تلميذاً أخراً. وكالعادة لم يكن الفن المصري بمنأى عن الحدث، فكان الدفتر الذي خلد أسماء الأطفال الشهداء وحكايتهم بين دفتيه في أعمال فنية لا تغادر الذاكرة. "الدرس انتهى لِمُّوا الكراريس .. بالدم اللى على ورقهم سال .. فى قصر الأممالمتحدة ... مسابقة لرسوم الأطفال ايه رأيك فى البقع الحمرا .. يا ضمير العالم يا عزيزى .. دى لطفلة مصرية وسمرا .. كانت من أشطر تلاميذى". بهذه الأغنية خلد صلاح جاهين مذبحة بحر البقر في كلماته، وعبر ألحان سيد مكاوي وبصوت شادية انطلقت الأغنية لتعلن للعالم حقيقة العدوان الإسرائيلي ومدى بشاعته في قتل الأبرياء. وذكر محمد فائق وزير الإعلام الأسبق أن الشاعر صلاح جاهين حضر إليه بعد تسجيل الفنانة شادية الأغنية ومعه الورقة التي، ومعه شادية التي قرأت القصيدة وهي تبكي. العمر لحظة.. الكلمة واللحن في مواجهة الرصاصة "مدرستي بحر البقر الابتدائية.. كراستي.. مكتوب عليها تاريخ اليوم.. مكتوب على الكراس اسمي سايل عليه عرقي ودمي.. من الجراح اللي في جسمي.. من شفايف بتنادي.. يا بلادي يا بلادي.. أنا بحبك يا بلادي". كلمات كتبها فؤاد حداد، ورددها كورال من الأطفال بعد المذبحة ب 8 سنوات، يصاحب الكلمات منظر خلفي لأطلال مدرسة بحر البقر، في فيلم العمر لحظة من تأليف يوسف السباعي وقام ببطولته الفنانة ماجدة والفنان أحمد مظهر.
