قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق، إن الله سبحانه وتعالى أمرنا بأن نعمل لليتيم ألف حساب فقال تعالى: "ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم"، وقال: "وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح"، وقال: "فأما اليتيم فلا تقهر". وأضاف الأطرش في تصريحه ل"بوابة الوفد"، إن النبي (ص) ولد يتيمًا، ونظرًا إلى أن اليُتم مزلة، فقال صل الله عليه وسلم: "خير البيوت بيتًا فيه يتيمًا يُحسن إليه، وشر البيوت بيتًا فيه يتيمًا يُساء إليه"، وقال: "إذا بكى يتيم اهتز لبكاءه عرش الرحمن"، موضحًا أن الإسلام أباح للمسلم أن يكفل من اليتامى ما شاء، وقال النبي: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين"، وأشار بأصبعيه، وقال: "ما رأيت أحدا يسبقني إلى الجنة إلا إمرأة سعفاء الخدين، قالوا وما سعفاء الخدين يارسول الله، قال إمرأة ترملت على أيتام فربتهم". وأكد رئيس لجنة الفتوى الأسبق، أن هناك فرق بين كفالة اليتيم وتبنيه، ففي كلا الحالتين لا يجوز لإنسان أن يتبنى إنسان بأي حال من الأحوال لأنه يدخل على أهله ما ليس منهم، وربما يكبر الولد ويشب بين إخوته من التبني فيرث في من تبناه، وربما يتزوج من بعض أولاده، وفي هذا جُرمً كبير، ولكن الإنسان يجوز له أن يكفل هذا الطفل ويقوم بعنايته ورعايته ولا مانع إطلاقًا بأن يوصي له بشيئًا من ماله فهذا جائز، أما أن ينسبه إلى نسبه ويكتبه بأسمه فلقد أبطل الإسلام قضية التبني. ولفت إلى قصة زواج زيد بن حارثة من زينب بنت جحس، فقد كان النبي متبني زيد حتى أطلق عليه زيد بن محمد، ولما تزوج زيد بزينب أمر الله النبي أن يأمر زيد بأن يطلق زوجته ويتزوجها هو لإبطال عادة التبني ونزل قول الله تعالي: "أدعوهم إلى آبائهم هو أقسط عند الله"، فقد ألغى الإسلام عادة التبني ولكنه طلب بكفالة هؤلاء، وقال النبي محببًا أهل اليسر أن يكفل يتيمًا أو لقيطًا لأن البعض من الناس يعتقد أن اليتيم هو من مات أبوه وهو لم يبلغ مبلغ الرجال، ولكن ليس اليتيم من مات أبوه ومن ماتت أمه ولكن اليتيم من انصرف عنه أبوه وانشغلت عنه أمه، هذا هو اليتيم فلو أن أصحاب اليسار كفلوا هؤلاء وربوهم التربية السليمة وأوصوا لهم بجزء من أموالهم لكان لهم الفضل الأسمى، ويقول النبي صل الله عليه وسلم: " إذا بكى اليتيم اهتز لبكاءه عرش الرحمن، يقول يا ملائكتي من أبكى ولد عبدي الذي غيبت أباه ف التراب فتقول الملائكة يارب أنت أعلم فيقول الله أشهدكم ياملائكتي أن من أسكته وأرضاه أن أرضيه يوم القيامة".