رغم اعتراضات البعض على نزول الشرطة إلى شوارع مدينة العريش قبل محاكمة القيادات الأمنية التي تسببت في مقتل 17 وإصابة 154 لإزالة حالة الاحتقان إلا أن المواطنين استقبلوا رجال الشرطة بحفاوة بالغة بعد تعهدات القيادات الأمنية تغيير السياسية الأمنية والحفاظ على خصوصية أبناء سيناء بما يحفظ لهم حقوقهم وتقاليدهم. ربما جاءت هذه الحفاوة رغبة منهم في استعادة الأمن والأمان في شوارع المدينة بعد أن انتشرت حوادث سرقة السيارات و ترويع المواطنين. "بوابة الوفد"، أجرت حوار مع اللواء صالح المصري مدير أمن شمال سيناء لمعرفة السياسة الأمنية الجديدة التي تضمن حقوق المواطنين. • ما هي التغييرات التي تمت داخل مديرية أمن شمال سيناء بعد الثورة المصرية ؟ هناك تغييرات جذرية تمت خلال الفترة السابقة وهذه التغييرات لا تقتصر على محافظة شمال سيناء فقط بل أنها على مستوي الجمهورية ، أما داخل المحافظة فتم مراجعة الدور الأمني داخل سيناء لإزالة حالة الاحتقان في صفوف المواطنين وتم نقل 20 % من الضباط الذين لم يتواءموا مع تقاليد المجتمع السيناوي فكان لابد من نقلهم خارج المحافظة كما شمل القرار نقل كامل الأفراد الذين ثبت تورطهم في الاحتقانات الداخلية. • ما هو الدور الذي تتبناه القبائل لمساعدة نزول رجال الشرطة برفح ووسط سيناء في ظل وجود فجوة كبيرة بينهما ؟ إن حفاوة استقبال المواطنين لرجال الشرطة والأفراد بالعريش كانت نتيجة تغيير السياسة الأمنية وهي مرحلة أولى لانتشار الشرطة في باقي المدن السيناوية وخاصة وسط سيناء ورفح والشيخ زويد بالتعاون مع محافظ شمال سيناء والقوات المسلحة وهناك لقاءات دائمة ومتواصلة مع الشباب والمشايخ الذين رحبوا بعودة رجال الشرطة لكننا نحتاج إلى مؤازرة الشعب السيناوي بأكمله وأن خطة انتشار الأمن بتلك المدن ستتم بعد أن نقوم بإزالة حالة الاحتقان. • هناك مئات المعتقلين الذين لم يتم الإفراج عنهم حتي الآن لماذا ؟ هذا غير صحيح فجميع المعتقلين من أبناء سيناء تم الإفراج عنهم بالكامل أما بالنسبة للمحبوسين الذين صدرت ضدهم أحكام جنائية فإن مشكلتهم مع وزارة العدل، ووزارة الداخلية ترحب بالإفراج عنهم في أي وقت وهناك اقتراحات قانونية سيتم بحثها لحل المشكلة ولكن بالطرق القانونية لأننا لسنا جهة قضائية ونحن نسعي لإنهاء هذا الملف وفتح صفحة جديدة . • هل هناك تنسيق مع منظمات المجتمع المدني لعقد دورات تدريبية لرجال الشرطة لتأهيلهم لكيفية التعامل مع المواطنين ؟ بالفعل قمت أنا وبعض القيادات الأمنية بعمل لقاءات دورية لرجال الشرطة داخل المحافظة لتغيير سياسة التعامل مع أبناء سيناء لأنهم لهم خصوصية مختلفة عن بقية محافظات مصر لابد من احترامها وعدم تجاوزها كما أن أبناء سيناء لهم تاريخ وطني مشرف فهم من حاربوا واستشهدوا وضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن فلا يمكن التعامل معهم علي أساس أنهم مواطنين من الدرجة الثالثة بل يتم التعامل معهم علي أنهم مواطنين بدرجة راقية وهذه هي المهمة الرئيسية لأجهزة الأمن. وأعتقد أن المواطن السيناوي سيشعر بالتغيير في السياسة الأمنية خلال الفترة القادمة ، ومكتبي مفتوح للجميع ، وكل من لديه شكوى فليتقدم بها لبحثها وحلها . • هل سيستمر دور الشرطة في تعيين مشايخ القبائل ؟ لقد تم الاتفاق مع اللواء "عبد الوهاب مبروك" محافظ شمال سيناء بعدم التدخل في اختيار مشايخ القبائل وترك الاختيار لأبناء القبائل بغض النظر عن الانتماءات السياسية وهو ما سيفرز شخصيات تتمتع بشعبية واحترام الجميع.