يسأل الكثير من الناس هل سلس البول ينقض الوضوء؟ فأجاب عن ذلك الشيخ عطية صقر، رحمه الله: قال العلماء إن الوضوء ينتقض بالخارج من السبيلين إن كان خروجه فى حال الصحة فإن خرج حال المرض كالسلس كان صاحبه معذورا، وللفقهاء فى ذلك خلاف : 1 - فالشافعية قالوا: ما خرج على وجه السلس يجب على صاحبه التحفظ منه ، بأن يحشو محل الخروج ويعصبه ، فإن فعل ذلك ثم توضأ ثم خرج منه شىء فهو غير ضار فى إباحة الصلاة وغيرها بهذا الوضوء ، وذلك بشرط أن يقدم الاستنجاء على الوضوء، وأن يوالى بين الاستنجاء وبين الوضوء والصلاة، وأن تكون هذه الأعمال بعد دخول الوقت ، ويصلى بهذا الوضوء فرضا وما شاء من النوافل ، وتكون النية فى الوضوء هى الاستباحة، لا رفع الحدث لأنه لا يرفع بل مستمر . 2 - والمالكية قالوا: لا ينتقض الوضوء بما خرج حال المرض كالسلس ، بشرط أن يلازم أغلب أوقات الصلاة أو نصفها ، وأن يكون غير منضبط ، وألا يقدر على رفعه بعلاج ونحوه ، وذلك على المشهور من مذهب مالك ، وهناك رأى بأن السلس لا ينتقض وضوءه ولكن يستحب منه الوضوء إذا لم يلازم كل الزمن ، ومن استوفى السلس هذه الشروط ندب الوضوء منه ، ويصلى صاحب السلس بوضوئه ما شاء إلى أن ينتقض بناقض آخر . 3 - والحنفية قالوا: من به سلس بول أو ريح أو استحاضة مثلا يقال له معذور، إذا استمر عذره وقتا كاملا لصلاة مفروضة ، ويتوضأ لوقت كل صلاة ويصلى ما شاء من الفرائض والنوافل ، وينتقض وضؤه بخروج الوقت على تفصيل فى ذلك ، وعلى المعذور أن يدفع عذره بكل ما يستطيع . 4 -والحنابلة قالوا: لا ينتقض وضوء من به سلس ، بشرط أن يغسل المحل ويعصبه جيدا ، وأن يكون الحدث دائما ، وأن يكون الوضوء بعد دخول الوقت ، وعليه أن يتوضأ لكل وقت ، ويصلى بوضوئه مع الفرض ما شاء من فروض ونوافل " ملخص من الفقه على المذاهب الأربعة نشر وزارة الأوقاف .